أروى أنقذها فريق طبي في مناطق الشرعية بعدما تاجر الحوثيون بمعاناتها

خضعت بنجاح لعملية قلب مفتوح لتغيير أحد الصمامات

لم تتوقع السيدة اليمنية أروى البالغة من العمر 28 عاماً أن تزيد الميليشيات الحوثية إلى معاناة قلبها المصاب في صماماته منذ عشر سنوات، معاناة أخرى تتمثل في طلب مبالغ مالية باهظة، فقط لمجرد الكشف عليها في مستشفى الثورة في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيات.
أورى متزوجة ولديها أربعة أطفال انضمت إلى ضحايا الميليشيات الحوثية التي أماتت قلوب آلاف اليمنيين بشكل ممنهج خلال السنوات الثلاث الماضية، فقد تجاهل العاملون في مستشفى الثورة بصنعاء توسلات زوجها بإجراء الفحوصات اللازمة لزوجته ومعاناتها مع مرض القلب الذي ضاعف الخوف على أطفالها ومستقبلهم بدونها.
يحكي زوج المريضة كيف وصل إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت الخاضعة لسيطرة الشرعية ولقائه بفريق منظمة البلسم الدولية الطبي، في رحلة شاقة بدأت من محافظة إب مروراً بالعاصمة صنعاء وسط مئات نقاط التفتيش الحوثية التي لم ترأف لحال الزوجة المأساوية وزادت من معاناتها مع شرايين قلبها الضعيفة.
وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «كانت زوجتي تعاني لسنوات طويلة، حاولت مراراً الكشف عليها لكن فشلت بسبب قدراتي المالية المحدودة، لأنني أعمل في مقهى صغيرة. توجهت إلى مستشفى الثورة بصنعاء فطلبوا مني 500 ألف ريال لإجراء الفحوصات فقط. من أين أجلب لهم هذا المبلغ الضخم». تابع وهو ينظر إلى جسد زوجته الممدد على سرير الجراحة بمركز نبض الحياة للقلب «بعدها قرأت إعلاناً عن مؤسسة أمراض القلب الخيرية في المكلا، فقدمت طلبا وبعد فترة اتصلوا علي وطلبوا مني الحضور فوراً لأن هناك فريقا جراحيا سيصل ويجري عمليات لمرضى القلب». وأردف: «كان الوقت أمامي قصيراً، تركت أبنائي الأربعة في محافظة إب لدى أصدقاء، لأن والدي متوفيان، ثم اتجهت مباشرة للمكلا. عانينا الأمرين في الطريق من نقاط تفتيش الحوثيين واستمرت الرحلة يومين متتاليين».
ورغم كل هذه المعاناة لأروى وزوجها، وبعد إجراء فريق منظمة البلسم الدولية الطبي الفحوصات اللازمة لها، اكتشف أنها تعاني من روماتيزم في أحد الصمامات واحتمال إصابة الصمام الآخر، لكن المشكلة لم تنته هنا، فقد أبلغ الأطباء أروى وزوجها أن إجراء العملية يعني عدم الإنجاب حتى نهاية العمر.
وشرح الدكتور عماد بخاري استشاري القلب والمدير التنفيذي لمنظمة البلسم الدولية الأمر بقوله «مع تبديل الصمام لا يمكن الحمل مرة أخرى، لأن الجنين قد يتعرض، بنسبة كبيرة للتشوه، كما أنك ستكونين ملزمة باستخدام حبوب السيولة مدى الحياة».
بعد موافقة الزوج والزوجة، أجرى الفريق الطبي عملية قلب مفتوح لأروى استمرت أكثر من أربع ساعات تم خلالها تغيير الصمام الميتراني والاطمئنان على الصمام الأورطي بالأشعة الصوتية، وتكللت العملية بالنجاح.