محامي ترمب يشكك في شرعية تعيين مولر

رودي جولياني و روبرت مولر
رودي جولياني و روبرت مولر
TT

محامي ترمب يشكك في شرعية تعيين مولر

رودي جولياني و روبرت مولر
رودي جولياني و روبرت مولر

هاجم رودي جولياني، محامي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مجدداً، أمس، التحقيق بشأن التعاون المحتمل بين فريق حملة الرئيس الانتخابية وروسيا، واصفاً إياه بأنه «غير شرعي»، بينما أقرّ بوجود جهود منسقة لتأليب الرأي العام ضده.
وتزامنت تصريحات جولياني مع تنديد ترمب بما وصفه بأنها حملة «مطاردة شعواء بشأن التعاون الزائف مع روسيا». وطوال أشهر، هاجم ترمب التحقيق الذي يقوده المدعي الخاص روبرت مولر، معتبراً أن دوافعه سياسية ولا أساس لها.
وأكد جولياني أن عميلاً سرّياً من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) التقى بعض مستشاري فريق ترمب في 2016، كان «جاسوسا»، هدفه تقويض حملة الرئيس الحالي، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وجرت هذه الاجتماعات في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
ولدى سؤاله على شبكة «فوكس نيوز» عن المشكلة في محاولة «إف بي آي» «معرفة ما الذي تسعى روسيا إليه»، رد جولياني «لا خطأ في قيام الحكومة بذلك. لكن من الخطأ تجسس الحكومة على مرشح من المعارضة».
وقال إنها «ووترغيت، سبايغيت (فضيحة تجسس داخلي)».
وأكد عبر شبكة «سي إن إن»: «لا أقول إن مولر غير شرعي. إنما الأساس الذي تم بموجبه تعيينه لم يكن شرعيا». وأظهرت استطلاعات للرأي جرت مؤخراً أن جهود ترمب المنسقة لإزالة الشرعية عن تحقيق مولر، على حد تعبير الحزب الديمقراطي، قد تثمر فعلاً.
وحسب استطلاع أجرته جامعة «مونماوث» ونُشر مطلع الشهر الجاري، انخفض عدد الأميركيين الذين يفضلون استمرار تحقيق مولر من 60%في مارس (آذار) إلى 54%. وأظهرت استطلاعات أخرى أن العديد من الأميركيين لا علم لهم بأن فريق مولر قد وجه اتهامات رسمية إلى عدد من الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في القضية.
وأكد جولياني أن انتقاد التحقيق بشكل متواصل يهدف إلى التأثير على الرأي العام، ومواجهة أي تحرك لعزل الرئيس.
وقال لشبكة «سي إن إن»: «بالطبع علينا القيام بذلك من أجل الرأي العام، لأن القرار في النهاية سيكون هل يتم عزل (ترمب) أم لا (...). لذا، فإن الحَكَم بالنسبة إلينا وكما ينبغي هو الشعب الأميركي». وأكد المحامي، أمس (الأحد)، أن ترمب «مُصرّ» على الجلوس مع مولر للإجابة عن أسئلته، لكن ذلك «يعتمد على مدى ارتياحنا للانفتاح الذي يبدونه». وأضاف أن توقيت مقابلة من هذا النوع يخضع لتأثير احتمال انعقاد قمة بين ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
وأوضح جولياني أنه لا نية لدى ترمب لطرد أي أشخاص بهدف إنهاء تحقيق مولر، ما من شأنه أن يؤدي إلى مقارنة قراره بما فعله الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون في فضيحة ووترغيت.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».