مطالبة قضائية بوقف مسلسل «الهيبة ـ العودة»

حياة تكاد تكون جحيماً لأناس يعيشون عكس ما يتمنون

مسلسل «الهيبة - العودة»
مسلسل «الهيبة - العودة»
TT

مطالبة قضائية بوقف مسلسل «الهيبة ـ العودة»

مسلسل «الهيبة - العودة»
مسلسل «الهيبة - العودة»

يبدو أن كاتب «الهيبة - العودة»، (باسم سلكا)، في جزئه الثاني أخذته الرغبة في التشويق إلى أبعد مما يحتمل البقاعيون، وذهب معه المخرج سامر البرقاوي إلى ما أراد وأكثر. فالمسلسل الذي حقق شعبية كبيرة في رمضان الماضي، وحاز إعجاب الجمهور قصته في الأصل لهوزان عكو، وهو الذي كتب الجزء الأول، حيث بدت الحلقات حينها مثيرة في حدود المقبول لسكان المنطقة التي يفترض أن قرية «الهيبة» ولو كان اسمها وهمياً هي جزء منها. وكان على كاهل باسم سلكا وهو يكمل المهمة الناجحة، من التحديات ما جعله يرفع السقف أكثر. صرنا في الجزء الثاني أمام قرية يكاد يكون أهلها مجموعات من المهربين الذين يتناحرون من أجل تمرير البضائع الممنوعة عبر الحدود من لبنان إلى سوريا. تجارة حشيش وأسلحة خفيفة وثقيلة، قتل، غدر، وتجول عصابات بالأسلحة في سيارات دفع رباعية سوداء. قصص ثأر لا تهدأ، وحياة تكاد تكون جحيماً لأناس يعيشون عكس ما يتمنون ويجرون إلى غير ما يريدون، حتى إن جبل بطل المسلسل يضطر للزواج من امرأة والدها قتل أباه، وأخوه قتل أباها، وصارت المرأة في دارهم حبيسة عائلته وأسيرة جرائم لم ترتكبها. كل هذا لم يعجب أهل البقاع الذين يتحدث أبطال المسلسل لهجتهم. وعدا الاعتراضات على وسائل التواصل الاجتماعي التي قابلتها مجموعة لا يستهان بها تدافع عن المسلسل، قرر ناشطون ومحامون بينهم المحامي أشرف الموسوي تقديم عريضة إلى قاضي الأمور المستعجلة، والنائب العام التمييزي للمطالبة بإيقاف عرض المسلسل، لأن ما يعرض «يثبت في ذهن المتفرج صورة نمطية تتحدى النظام، ويراد من ورائها أن تصبح حالة عامة تكرس واقع السلاح المتفلت والقتل والاتجار بالمخدرات». زاد الطين بلة أنه إضافة إلى كل ما سبق ظهرت سيدة تتاجر بالنساء اللاتي يتحدثن اللهجة السورية، مما يشي أنهن من اللاجئات، ويعاملن بطريقة مقززة ومهينة، وهو ما استدعى مزيداً من الغضب والاحتجاج. ولعل المقبل من الأحداث هو ما سيحدد إذا كان الغضب سيتعاظم من قبل أهالي البقاع اللبناني المنزعجين من المسلسل، أم أن الأمور ستذهب إلى الهدوء.
كل ما نعرفه أن كاتب المسلسل باسم سلكا كان قد غرد قبل أيام يقول: «إلى كل متابعي مسلسل الهيبة من عندي لسه مو منتهية... والقادم أعظم. سامحوني عالقسوة سلف... بس مجبور أقسى».
لكن، في كل الأحوال، الشركة المنتجة للمسلسل الذي يعرض على «إم بي سي» و«إم تي في» إجابتها حاضرة سلفاً، فهي تعتبر أنها تعلن قبل عرض كل حلقة أن «شخصيات وحوادث المسلسل وجغرافيته هي من وحي الخيال، ولا علاقة لها بالواقع»، وبالتالي فإن الدراما تبقى مجرد دراما ولا داعي لإسقاطات في غير مكانها.
وكانت الكاتبة اللبنانية منى طايع انتقدت «الهيبة - العودة» على حسابها على «فيسبوك»، متسائلة: ما الرسالة المبتغاة من المسلسل؟ حيث قاتل ومهرب سلاح «بيتحدى الدولة والقوانين والدول الأجنبية يحتجز حرية امرأة هو وأمه ومقررين مصيرها عنها وعاملينو عندو مبادئ وقيم وجذاب وفارس أحلام الصبايا وعم يمشي قانون العشاير وزمن الحريم. شي بيستفز، نحنا يا جماعة بالقرن الواحد والعشرين».
ليجيب على منى طايع زياد خطيب، مدير التسويق والمبيعات في شركة الصبّاح المنتجة للمسلسل على حسابه في «تويتر»: «منك نصوص ما رح ناخد». وكتب أيضاً: «لم يستطيعوا مجاراة الهيبة - العودة جماهيرياً وفنياً، فابتدا التصويب عليه من بعض القلة القليلة من المنتفعين والمنافسين وطالبي الشهرة دون أي منطق وبطريقة مضحكة... حالة شعبية مشرّفة بتكبر القلب، وكل عام وأنتم بخير ونحن متفوقون إن شاء الله كما دائماً».
وكتب زياد خطيب على «تويتر» في هجومه الصاعق على الكاتبة منى طايع، الذي نشره تحت عنوان «حدن معين»، أن الدراما التلفزيونية لا تحمل بالضرورة رسائل إنسانية وفاضلة، مشيراً إلى أن العمل الدرامي هو مرآة للمجتمع بتناقضاته وليس واعظاً في المدينة الفاضلة، ثم توجه زياد الخطيب إلى من وصفهم بـ«مدعي الفهم» أن يهتموا وينكبوا على كتابة أعمال جماهيرية على مستوى، بحيث يمكن أن تُسوق وتُنتج وتُشاهد دون عثرات ومطبات، ولا يقال عنها إنها إنتاج مجموعة هواة متطفلين ومتضررين من نجاح الآخرين.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.