دخل إضراب سائقي الشاحنات في البرازيل، أمس (السبت)، يومه السادس احتجاجاً على ارتفاع أسعار الديزل، وأدى إلى أزمة تموين في البلاد وشلل في كافة قطاعات عمل الاقتصاد البرازيلي، الذي يعتبر الأول في أميركا اللاتينية، ونقص في المحروقات والمواد الغذائية،. وأعلنت ساو باولو، أكبر مدن ومركز اقتصادي في أميركا الجنوبية، حالة الطوارئ مثلما فعلت ريو دي جانيرو. ودفعت بلدية مدينة ساو باولو إلى إعلان حالة الطوارئ لمصادرة المحروقات التي تحتاج إليها لتسيير منشآتها الأساسية. كما توقفت مصانع سيارات عن العمل، وألغت بعض المطارات عدداً من الرحلات. ووفقاً لجمعية مصنعي السيارات، فإن خطوط تجميع السيارات توقفت في المصانع وأن إضراب سائقي الشاحنات «سيؤثر بصورة عميقة على نتائجها الاقتصادية، بما في ذلك على حركة التصدير».
أعلن وزير الدفاع البرازيلي، أن الجيش عازم على فتح الطرق وإزالة العوائق منها «بشكل سريع وقوي». وقال الوزير جواكان سيلفا أي لونا، إن الجيش «سيتحرك بشكل سريع ومنسق وقوي لفتح حركة المرور في المناطق الحساسة»، حيث توجد المطارات والمصافي. وجاء كلام الوزير بعد ساعات على كلمة متلفزة للرئيس ميشال تامر الذي أعلن «تعبئة كل القوى الأمنية» لفتح الطرقات في البلاد. الإضراب وضع السائقين في مواجهة مع الرئيس تامر، الذي أجاز استخدام القوة العسكرية لفتح الطرق الرئيسية. وقال تامر «لقد تحلت الحكومة بالشجاعة الكافية للتحاور، وستملك الشجاعة الكافية لفرض سلطتها».
وتسببت الاحتجاجات في إلغاء رحلات جوية عدة يوم الجمعة في العاصمة برازيليا بسبب نفاد الوقود من المطار، وفقاً لصحيفة «أو جلوبو». وعرضت قناة «غلوبونيوز» صوراً لمتاجر التوزيع بالجملة فارغة، في حين خلت رفوف المتاجر الكبرى من المنتجات الطازجة. وفي ريو دي جانيرو، نفد الوقود ومخزون السلع من المتاجر.
وبدأ السائقون الاحتجاج منذ يوم الاثنين الماضي على رفع أسعار الوقود بنسبة 9 في المائة الشهر الحالي. وأعلنت الحكومة مساء الخميس عن اتفاقية مؤقتة، تقوم بموجبها شركة النفط الحكومية «بتروبراس» بتخفيض سعر الديزل بنسبة 10 في المائة لمدة شهر. ومع ذلك، استأنف سائقو الشاحنات احتجاجهم الجمعة لأنهم لم يتلقوا بعد تعليمات من مفاوضيهم بإنهاء الاحتجاجات. ونفد الوقود من محطات البنزين والمطارات في شتى أنحاء البرازيل، كما خلت المتاجر العملاقة من السلع، وقالت المستشفيات إن التموين لديها نفد.
وكان مفاوضون يمثلون الكثير من جماعات سائقي الشاحنات قد وافقوا في ساعة متأخرة من مساء الخميس على تعليق الإغلاق لمدة 15 يوماً بعد أن تعهدت الحكومة بدعم أسعار الديزل واستقرارها؛ وهو ما يعني تكلفة البلاد خمسة مليارات ريال (1.4 مليار دولار) هذا العام. وتقلصت أو توقفت وسائل النقل العام وعمليات جمع القمامة عبر البلاد كما ألغت مدارس كثيرة الدراسة بعد عجز المدرسين عن الوصول إلى العمل.
وقالت مجموعة «إيه بي بي إيه» البرازيلية للحوم، إن نقص إمدادات العلف قد تؤدي إلى نفوق مليار طائر و20 مليون رأس من الأغنام والأبقار. وقال تامر في كلمة عبر التلفزيون، كما نقلت عنه «رويترز»، إن «من يغلقون الطرق السريعة ويتصرفون بشكل متطرف يلحقون الضرر بالشعب. لن نسمح بأن تواجه المستشفيات نفاد الإمدادات اللازمة لإنقاذ الأرواح. لن نسمح بتضرر الأطفال نتيجة إغلاق المدارس». وفي رد على التهديد باستخدام إجراء عسكري دعا اتحاد سائقي الشاحنات في البرازيل (أبكام)، الذي يقول إنه يمثل 600 ألف سائق، السائقين إلى عدم إغلاق الطرق. لكنه شجع السائقين على استمرار الاحتجاج وعدم توصيل السلع؛ مما يعني أن المرجح أن يبقى الوضع حرجاً.
البرازيل: الجيش إلى الشوارع رداً على إضراب سائقي الشاحنات
الرئيس تامر يجيز استخدام القوة العسكرية بعد إصابة أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية بالشلل التام

اتحاد سائقي الشاحنات يمثل 600 ألف سائق دعا إلى عدم إغلاق الطرق... لكنه شجع السائقين على استمرار الاحتجاج وعدم توصيل السلع (أ.ف.ب)
البرازيل: الجيش إلى الشوارع رداً على إضراب سائقي الشاحنات

اتحاد سائقي الشاحنات يمثل 600 ألف سائق دعا إلى عدم إغلاق الطرق... لكنه شجع السائقين على استمرار الاحتجاج وعدم توصيل السلع (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة