المغرب يحتفي باليوم العالمي لأفريقيا... ويعدها «قضية مركزية»

TT

المغرب يحتفي باليوم العالمي لأفريقيا... ويعدها «قضية مركزية»

احتفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربية أمس باليوم العالمي لأفريقيا، الذي يصادف الخامس والعشرين من مايو (أيار)، وذلك بشراكة مع كل من وزارة الثقافة والاتصال والمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية والمكتبة الوطنية، أمس الجمعة، بالرباط.
وقال محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف الشؤون الأفريقية المغربي، إن أفريقيا تمثل قضية مركزية في اهتمامات المغرب، الذي يركز على علاقات الشراكة والتعاون المثمر مع بلدانها لتعميق الروابط المشتركة بين شعوب القارة.
وأضاف الجزولي، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن اليوم العالمي لأفريقيا «ركيزة أساسية لتقريب الشعوب من بعضها البعض»، مؤكدا أن عودة المغرب لمنظمة الاتحاد الأفريقي بقيادة الملك محمد السادس شكلت «حجر زاوية في إعطاء نفس جديد للشراكة بين المغرب وأفريقيا».
وشدد الوزير المغربي على أن بلاده تسعى وراء إيجاد «وضع مثالي للتعاون بين دول القارة، حيث يمكن لنا إعادة التفكير في كيفية خلق تحالفات حقيقية دون أن نتأثر بأي عراقيل ونكون قادرين على تجاوز التحديات». وزاد موضحا أمام سفراء دول القارة السمراء المعتمدين بالرباط، أن الملك محمد السادس «قرر توقيع أزيد من ألف اتفاقية شراكة وتعاون مع بلدان أفريقيا»، معتبرا أن هذا العدد الكبير من الاتفاقيات «يجعلنا نترجم الكلمات إلى أفعال من أجل تحقيق إقلاع حقيقي لأفريقيا وشعوبها».
وأكد الجزولي التزام المغرب أفريقيا من أجل تقديم الدعم اللازم والخبرة التي راكمها في مجالات مختلفة، منها الأمن والهجرة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مبرزا أن بلاده هي ثاني مستثمر في القارة، مطالبا بالمزيد من الاهتمام بالشباب «لأنهم يمثلون مستقبل أفريقيا، وما زال الكثير منهم يعانون الفقر والتهميش وركوب قوارب الموت»، حسب تعبيره.
من جهته، أكد محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال المغربي، في كلمة ألقاها نيابة عنه محمد غزال، المسؤول بالوزارة ذاتها، أن بلاده تشتغل في استراتيجيتها الأفريقية على «تقوية الروابط الحضارية والثقافية بين المغرب ودول القارة».
واعتبر الأعرج أن المملكة المغربية تبذل جهودا كبيرة على مستوى «تحسين صورة القارة في الإعلام ولا تدخر جهدا للتعريف بالقارة لتجعلها قارة المستقبل بامتياز»، مشيرا إلى أن العديد من الإعلاميين الأفارقة استفادوا من الخبرة المغربية في المجال الإعلامي.
ودعا وزير الثقافة والاتصال المغربي إلى «توطيد وتنمية علاقات التعاون بين المغرب ودول القارة في مجال الإعلام والاتصال»، مشددا على أهمية التركيز على «القدرات الذاتية لأفريقيا ومهاراتها»، لافتا إلى أن السينما الأفريقية تحظى باهتمام خاص بالمملكة المغربية، حيث تخصها بمهرجان سنوي خاص، يروم «إظهار الثقافة الأفريقية وإبراز دورها في التقريب بين شعوب المنطقة».
أما محمد توفيق مولين، المدير العام للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، فسجل بدوره أن المغرب «يولي أهمية خاصة للتعاون جنوب - جنوب، وينادي بتنمية حقيقية ذات بعد إنساني لأفريقيا»، مبرزا أن الاشتغال في هذا الملف يجري في إطار علاقة «رابح رابح».
وفي كلمة باسم السفراء الأفارقة لدى الرباط، قال عميدهم إسماعيلا نيماغا، سفير جمهورية أفريقيا الوسطى، إن القارة تقدر جهود المغرب في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا على ضرورة «تقوية الوحدة الأفريقية لمواجهة التحديات».
واعتبر نيماغا أن تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية كان في إطار سعي أفريقيا من أجل تحقيق استقلالها من قوى الاستعمار.
وطالب الدبلوماسي الأفريقي رؤساء دول القارة بالاشتغال من أجل الوصول إلى «أفريقيا مزدهرة ومتضامنة بمختلف ثرواتها ومؤهلاتها البشرية»، مسجلا في الآن ذاته، أن دول القارة «ما زالت عاجزة عن تحقيق تطلعات شعوبها وتعاني من الصراعات وانتشار الفساد وغياب الحكامة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.