أبدت إدارة نادي فياريـال الإسباني رغبتها الشديدة في استمرار الدولي السعودي سالم الدوسري في صفوف الفريق الكروي، في حين أرجأ اللاعب الرد على العرض إلى حين فراغه من المشاركة مع المنتخب السعودي في المونديال ومن ثم استشارة الهيئة العامة الرياضة وإدارة نادي الهلال.
ويرغب الدوسري في الاستمرار محترفا بالنادي الإسباني، حسب ما أعلن في تصريح إعلامي سابق. وأكد الدوسري أنه سيسعى لمواصلة الاحتراف الخارجي انطلاقا من إعارته للنادي الإسباني.
وشدد الدوسري على أن رغبته هي البقاء في أوروبا وليست العودة للدوري السعودي.
وقال الدوسري: «تمنيت هذه الفرصة دائما وسعيت لذاك سابقاً مع وكلاء أعمالي ولكن أخيراً أتتني الفرصة بعد دعم المستشار تركي آل الشيخ، وأنا أريد الاستمرار في الاحتراف الخارجي وإن عدت فأنا أعود لنادي الهلال العظيم». وأوضح الدوسري أنه تابع نادي فياريـال وأعجب بأسلوب لعبهم «وهو يتناسب مع إمكانياتي وقدراتي وطريقة لعبي التي تعتمد على السرعة واللمسة الواحدة».
وطالب الدوسري بدعمه من الجميع وفي مقدمتهم الجماهير الهلالية التي طالما كانت خلف نجاحاته. وكان اللاعبون السعوديون أغلقوا صفحة تجربتهم الاحترافية في إسبانيا بعد إسدال الستار على منافسات الدوري هناك والذي نجح فيه فريق برشلونة بالتتويج باللقب الخامس والعشرين في تاريخه.
وتبدو التجربة الاحترافية الخارجية للاعبين السعوديين في إسبانيا مماثلة لتلك التي سبقتها من تجارب لم يكتب لها النجاح، لتستمر تلك التجارب الخارجية خجولة مقارنة ببعض اللاعبين العرب، وخصوصا من القارة الأفريقية حيث نجحوا في وضع بصمتهم بقوة يأتي في مقدمتهم حالياً الدولي المصري محمد صلاح لاعب فريق ليفربول الإنجليزي، علاوة على كثير من الأسماء السابقة.
وتمتد عقود اللاعبين السعوديين مع فرقهم الإسبانية لمدة ستة أشهر بحسب الاتفاقية التي أبرمتها هذه الأندية مع اللاعبين ضمن اتفاقية بين الاتحاديين السعودي والإسباني وهو المشروع الرياضي الذي دعمه تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة بهدف تطوير اللاعبين من خلال هذه التجربة القصيرة.
وبعد ابتعاد طويل عن الظهور مع أنديتهم الإسبانية، وجد الثنائي فهد المولد وسالم الدوسري أنفسهم يشاركون بصورة فعلية مع نهاية الدوري، حيث كان الحضور الأولى لنجم فريق الاتحاد فهد المولد الذي شارك كلاعب بديل في مواجهة فريقه ليفانتي أمام ليغانيتس الذي يلعب له السعودي يحيى الشهري لكن الأخير لم يظهر في أي مباراة رسمية.
أما سالم الدوسري المُعار من ناديه الهلال فقد كان ظهوره الأول على صعيد الفريق الكروي الأول مع نادي فيا ريـال أمام نظيره ريـال مدريد في الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني حيث وجد الدوسري فرصة المشاركة في واحد من المباريات المهمة لفريقه خاصة على الصعيد الجماهيري والإعلامي كونها تجمعه بنجوم ريـال مدريد الفريق الذي سيخوض نهائي دوري أبطال أوروبا في 11 مايو (أيار) المقبل أمام ليفربول الإنجليزي.
ونجح فهد المولد الذي يدافع عن ألوان قميص ليفانتي الإسباني في الظهور مرتين بعدما شارك أولاً في مباراة ليغانيتس قبل أن يزج به مدرب الفريق في الجولة الأخيرة أمام سيلتا فيغو مع نهاية منافسات الدوري الإسباني الذي حل فيه فريق ليفانتي بالمركز الخامس عشر.ولم تكن قصة احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا وليدة هذا الموسم، بل سبقتها محاولات متعددة ومتقطعة عبر السنوات الماضية لكنها ظلت خجولة ولا تذكر، كونها تجارب قصيرة سرعان ما تنتهي دون أي فائدة.وكان لاعب الهلال السابق فهد الغشيان أول من طرق بوابة الاحتراف الأوروبية وذلك بعد خوضه لتجربة احترافية قصيرة في صفوف أزد ألكمار الهولندي الذي بحث عن اللاعب بعد بزوغ نجمه ولكن محاولات شراء عقده باءت بالفشل ليكتفي بإعارة قصيرة سرعان ما عاد بعدها الغشيان مجدداً لصفوف ناديه.
أما سامي الجابر فكان أول اللاعبين السعوديين الذين يحترفون في الملاعب الإنجليزية وذلك عبر بوابة ولفر هامبتون إلا أنه لم يكن بعيداً عن زميله فهد الغشيان حيث اكتفى الجابر بخوض تجربة قصيرة وأغلق بعدها ملف الاحتراف الخارجي في أوروبا.
مضت سنوات وكان اللاعب السعودي بعيداً فيها عن هذا المجال حتى عاد حسين عبد الغني وفتح البوابة في موسم 2008 حيث خاض تجربة امتدت لموسم في صفوف نيوشاتل السويسري وذلك عقب حصوله على مخالصة مالية مع فريقه الأهلي.
وفي 2011 انتقل كثير من اللاعبين السعوديين الشبان إلى خوض تجربة احترافية في البرتغال عقب بروزهم في مونديال الشباب الذي استضافته كولومبيا وبلغ فيه المنتخب السعودي دور الستة عشر، حيث تنقل المدافع عبد الله الحافظ بين ناديي يونياو ليريا البرتغالي ونظيره باكوس دي فيريرا الذي عاد منه إلى الهلال. كما شهدت البرتغال حضور كثير من اللاعبين الشبان في عام 2011 يتقدمهم عبد الله عطيف وشقيقه صقر الذين خاضا تجربة احترافية في صفوف لوليتيانو البرتغالي أحد أندية الدرجة الثانية قبل أن يعود الثنائي إلى الملاعب السعودية.
وفي ذات العام 2011 خاص المدافع الدولي أسامة هوساوي تجربة احترافية مع فريق إندرلخت البلجيكي عقب نهاية عقده مع فريقه الهلال لكن هوساوي عاد سريعاً إلى الملاعب السعودية بقميص النادي الأهلي ولم ينجح في إثبات نفسه في الملاعب الأوروبية.
وظلت مسألة خوض اللاعبين السعوديين تجارب احترافية أوروبية مجرد أحاديث وطموحات لم تترجم على أرض الواقع، خاصة وأن التجارب السابقة باءت بالفشل دون النجاح، إضافة إلى التجارب السلبية والتي تأتي التفافا على أنظمة ولوائح الاحتراف في السعودية قبل تعديلها وسد هذه الثغرات.
وفي الموسم الحالي طرأت فكرة احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا وتحديدا في الدوري الإسباني الذي يعتبر واحد من أقوى الدوريات الأوروبية وأكثرها متابعة على الصعيد العالمي.
تلك الفكرة الطموحة كانت تقف خلفها الهيئة العامة للرياضة ممثلة بتركي آل الشيخ رئيس مجلس الإدارة الذي أبرم الكثير من الاتفاقيات الرياضية المطورة من بينها منح اللاعبين السعوديين فرصة المشاركة في الدوري الإسباني لتدعيم صفوف المنتخب قبل خوض غمار منافسات مونديال 2018 الذي تستضيفه روسيا فترة الصيف.
سالم الدوسري ويحيى الشهري وفهد المولد أسماء تمثل ثقلاً كبيراً في فرقها والمنتخب السعودي وجدت نفسها في فترة الانتقالات الشتوية الماضية في الدوري الإسباني، حيث لعب الدوسري لفياريـال فيما مثل يحيى الشهري فريق ليغانيتس وأخيراً فهد المولد في صفوف ليفانتي.
ولم تقتصر القائمة على الأسماء الثلاثة بل امتدت لكل من عبد المجيد الصليهم ونوح الموسى وعبد الله الحمدان، وذلك في أندية مختلفة بدوري الدرجة الثانية في إسبانيا، إضافة إلى لاعبي المواليد وهم علي النمر وجابر مصطفى ومروان عثمان. وتصاعد الجدل في السعودية عقب الخطوة التي أقدمت عليها الهيئة العامة للرياضة حول جدوى رحيلهم إلى إسبانيا خاصة عقب ابتعاد الثلاثي الدولي عن المشاركة والقائمة الأساسية لفرقهم، حتى ألمح تركي آل الشيخ في حديث إعلامي إلى ندمه على هذه الخطوة التي وصفها بالمتسرعة مرجئاً الحكم النهائي عقب نهاية فترة احترافهم الكاملة. وبعيداً عن إطلاق الأحكام بالفشل أو النجاح للتجربة الأخيرة إلا أنها ستبدو واحدة من الأسباب التي من شأنها مساعدة اللاعبين السعوديين في استمرار خوضهم التجربة الاحترافية خاصة في زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي.
وأمام كل هذه المتغيرات المتسارعة يظل مونديال روسيا 2018 فرصة كبيرة لكل اللاعبين السعوديين المشاركين للدفاع عن منتخب بلادهم في المحفل العالمي إلى إبراز أنفسهم من أجل الحصول على فرصة تسويقية لهم لمواصلة المشوار في أوروبا أو حتى حصول أسماء أخرى على فرصة الاحتراف الخارجي.
ولا يوجد حل بالنسبة للسعوديين في إثبات جدارتهم في الاحتراف الخارجي إلا بتأسيس نجومهم بالشكل العلمي الصحيح في بلادهم كرويا وبدنيا وثقافيا ثم إظهار إمكاناتهم مع أنديتهم ومنتخبهم الوطني ثم الطموح بأن تكون أوروبا مكانا لهم كما فعل كبار نجوم العرب طيلة العقود الأربعة الماضية بدءا بالجزائري رابح مادجر والمغربي نور الدين النيبت والمصريين محمد صلاح ومحمد النني والعماني علي الحبسي وعشرات اللاعبين العرب الآخرين الذين رسموا المزيد من النجاحات لبلادهم بعد أن اكتمل نموهم كرويا وبدنيا وثقافيا مع أنديتهم المحلية ثم انتقلوا لميادين الكرة الحقيقية في أوروبا.
فيا ريـال يتمسك بالدوسري... واللاعب يتخذ قراره النهائي بعد المونديال
نجوم الكرة السعودية ينشدون الاحتراف الحقيقي عبر بوابة كأس العالم
فيا ريـال يتمسك بالدوسري... واللاعب يتخذ قراره النهائي بعد المونديال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة