{طالبان} تتوعد كابل بمزيد من الهجمات

الحركة تدعو المدنيين إلى تجنب المراكز العسكرية معلنة عزمها تنفيذ اعتداءات جديدة

قائد القوات الأميركية في أفغانستان جون نيكولسن لدى وصوله إلى ولاية فرح بعد طرد عناصر طالبان من شوارعها (رويترز)
قائد القوات الأميركية في أفغانستان جون نيكولسن لدى وصوله إلى ولاية فرح بعد طرد عناصر طالبان من شوارعها (رويترز)
TT

{طالبان} تتوعد كابل بمزيد من الهجمات

قائد القوات الأميركية في أفغانستان جون نيكولسن لدى وصوله إلى ولاية فرح بعد طرد عناصر طالبان من شوارعها (رويترز)
قائد القوات الأميركية في أفغانستان جون نيكولسن لدى وصوله إلى ولاية فرح بعد طرد عناصر طالبان من شوارعها (رويترز)

دعت حركة طالبان سكان كابل أمس إلى تجنب «المراكز العسكرية» في المدينة التي تشهد إجراءات أمنية مشددة، فيما أعلنت أنها تخطط لشن مزيد من الهجمات في العاصمة حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر للنزاع بين السلطات والمتمردين. وكانت الحركة أصدرت تحذيرات مشابهة للمدنيين في السابق، بما في ذلك خلال محاولة فاشلة للسيطرة على مدينة فرح الواقعة في غرب البلاد الأسبوع الماضي. لكن يعتقد أن هذه المرة الأولى التي تسمي فيها الحركة كابل. وجاءت التحذيرات بعدما أفادت الأمم المتحدة بأن العاصمة حيث يكثف تنظيم داعش كذلك هجماته باتت تعد المنطقة الأكثر دموية في البلاد بالنسبة للمدنيين.
وذكرت طالبان أنها تخطط لاعتداءات جديدة تستهدف «مراكز العدو العسكرية والاستخباراتية، كجزء من هجوم الربيع السنوي». وأفاد بيان نشرته على الإنترنت أنه «لذلك، ولتجنب سقوط ضحايا مدنيين ومن أجل الإضرار بالجيش العدو فقط، نطلب من سكان كابل الابتعاد لا نريد أن يُقتل مدني بريء واحد». لكن يصعب تجنب سقوط مدنيين عند استهداف منشآت كهذه نظرا لاكتظاظ المدينة.
وأكد المحلل السياسي والعسكري نك محمد لوكالة الصحافة الفرنسية أن «أي هجمات أو تفجيرات مهما كانت صغيرة ستتسبب بسقوط ضحايا مدنيين نظرا إلى أن المنشآت العسكرية تقع في أحياء سكنية في قلب المدينة».
واعتبر أن بيان طالبان هو مجرد دعاية مشيرا إلى أن القتال في المدن سيتسبب «بمقتل مدنيين بالتأكيد، لا يوجد طريقة لتجنب ذلك». وجاء بيان طالبان أمس في وقت ذكر مسؤولون في ولاية قندهار الجنوبية أن المتمردين قتلوا خمسة خبراء إزالة ألغام أثناء تمشيطهم المنطقة لتحضيرها لمد خط أنابيب غاز بمليارات الدولارات.
وكانت طالبان تعهدت في وقت سابق بالتعاون للسماح ببناء أنبوب نفط تشارك فيه كل من تركمانستان وباكستان والهند إلى جانب أفغانستان. وقال ناطق باسم الحركة إنها لا تزال تحقق في الحادثة. وتكثف طالبان «عملية الخندق» التي أطلقتها مع دخول فصل الربيع في رفض واضح من عناصر الحركة لعرض الحكومة الأفغانية في فبراير (شباط) إجراء محادثات سلام.
وتصور المجموعة نفسها على أنها تهتم بتجنب سقوط ضحايا مدنيين لكنها أعلنت مسؤوليتها عن هجمات على غرار اعتداء وقع في يناير (كانون الثاني) واستخدمت فيه قنبلة ضخمة وضعت في سيارة إسعاف وانفجرت في شارع مزدحم ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص. وسلطت قدرة المجموعة المتطرفة على ضرب قلب العاصمة رغم تكثيف عمليات التفتيش التي تجريها الشرطة الأضواء على الثغرات الأمنية والاستخباراتية في وقت يزداد الضغط على حكومة الرئيس أشرف غني لحماية المدنيين.
وتُعتبر كابل المكان الأكثر دموية في البلاد بالنسبة للمدنيين على مدى أشهر. وأظهرت أرقام صادرة عن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) أن العاصمة هي الهدف الأول للمتمردين، وقد سقط فيها 16 في المائة من مجمل الضحايا المدنيين العام الماضي حين قتل أو أصيب 1831 مدنيا في مختلف أنحاء البلاد. وحذرت الأمم المتحدة من أن العام الجاري قد يكون أكثر دموية. في غضون ذلك، قال مسؤولون إن مسلحين مجهولين قتلوا خمسة عمال كانوا يطهرون منطقة من الألغام في أفغانستان أمس فيما اختطف عامل واحد. وكان العمال يعدون المنطقة لمد خط أنابيب دولي لنقل الغاز. ومن المقرر أن ينقل خط أنابيب تركمانستان - أفغانستان - باكستان - الهند المعروف اختصارا باسم (تي.إيه.بي.آي) الذي يتكلف ثمانية مليارات دولار 33 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا لمسافة 1800 كيلومتر من تركمانستان وصولا إلى الهند. ويعتبر الخط حيويا لمستقبل الاقتصاد الأفغاني.
وقال داود أحمدي وهو متحدث باسم حاكم إقليم قندهار إن فريق نزع الألغام كان يعمل في منطقة مايواند جنوب الإقليم عندما تعرض للهجوم في وقت مبكر من صباح أمس. وقال: «الضحايا أبلغوا حاكم وشرطة المنطقة أنه ليس لديهم مشكلات مع حركة طالبان وبالتالي لا يحتاجون لأي حماية.
ويمر خط الأنابيب بمناطق شاسعة تسيطر عليها طالبان أو لها نفوذ فيها. ومع بداية القسم الأفغاني من المشروع هذا العام قالت طالبان إنها ستتعاون بسبب أهميته للبلاد. لكن العمل على مد خط الأنابيب سيمر في مناطق تتسم بانعدام القانون في جنوب أفغانستان حيث تتغير ولاءات الجماعات المسلحة. وقال متحدث باسم طالبان إن الحركة تتحرى الواقعة، وأضاف أن الضحايا لم يكونوا مرتدين للزي المعروف لعمال مد خط الأنابيب.



«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.