أحجيات الصور المقسمة يتسع انتشارها عالمياً

بعد مرور 250 سنة على ظهورها

أحجيات الصور المقسمة يتسع انتشارها عالمياً
TT

أحجيات الصور المقسمة يتسع انتشارها عالمياً

أحجيات الصور المقسمة يتسع انتشارها عالمياً

يعتبر النمساوي جونتر زيمتسبرغر مثالاً للصبر - على الأقل عندما يتعلق الأمر بأن يواجه كومة من عشرات الآلاف من قطع أحجية الصور المقطوعة. هذا المشهد سيجعل معظم الناس يشعرون بالضيق والإحباط - ولكن ليس زيمتسبيرغر.
وقال النمساوي، البالغ من العمر 51 عاماً وهو يجلس على طاولة غرفة المعيشة، إن «عمل أحجيات يستهويني». بعد حادث عمل في عام 2008، تخلى زيمتسبيرغ عن وظيفته ميكانيكيا، والآن يزاول عملا موسميا في صالة الرماية في الكرنفالات. هذا بالإضافة إلى الوقت الذي يستثمره في تنظيم مسابقة أيام الأحجيات العالمية، حيث يختبر البارعون مهاراتهم ضد بعضهم. وعن الحدث السنوي الذي يجتذب أكثر من 700 مشارك، قال زيمتسبيرغر: «بدأ شغفا وولعا ثم أصبح عملاً حقيقياً». وخلال مسابقة أيام الأحجيات العالمية، يعمل المولعون بأحجيات الصور المقطوعة من جميع أنحاء العالم على أحجيات من اختيارهم في الوقت نفسه، ويقومون بتحميل الصور والتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار تقدمهم.
في نهاية مسابقة أيام الأحجيات، يتوج الفائز، وهو الشخص الذي قام بتجميع أكبر عدد من قطع الصور المقطوعة خلال المهرجان.
وكانت الفائزة هذا العام هي إيما جونزاليس - 52 عاما - من المكسيك. وفي 59 يوما، أكملت المعلمة التي تعمل بدوام جزئي 107 أحجيات بـ111 ألفا و985 قطعة بالضبط.
ودقة العين هي فقط نصف المعركة. وذكر زيمتسبيرغر أن «وجود كثير من القطع، مع مؤشرات صغيرة للغاية مثل فروق ضئيلة في اللون، أمر يؤدي إلى عدم القدرة على وضع القطع في مكانها الصحيح».
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن أحجيات الصور المقطوعة تعود إلى نحو 250 سنة؛ ففي عام 1760 قطع حفار نحاس إنجليزي أشكال المقاطعات الـ39 التي تتكون منها إنجلترا من قطعة خشب ماهوغني. وفي فصل لتدريس الجغرافيا، تم تكليف تلاميذ المدارس بإعادة تجميع كل مقاطعات إنجلترا لتكون قطعة واحدة.
وأصبح لعشاق الأحجيات الآن خيار أكثر من ذي قبل، مع توفر الإصدارات ثلاثية الأبعاد والرقمية الآن أيضا. ووفقا لحساباتها، تقدم شركة رافينسبيرغر أكثر من 600 صورة أحجية.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.