مشكلات فنية رافقت فرز النتائج ومطالب بالعودة إلى الفرز اليدوي

الشكوك والاتهامات تحاصر مفوضية الانتخابات العراقية

رئيس المفوضية العليا للانتخابات رياض البدران أثناء مؤتمر صحافي في بغداد أمس (رويترز)
رئيس المفوضية العليا للانتخابات رياض البدران أثناء مؤتمر صحافي في بغداد أمس (رويترز)
TT

مشكلات فنية رافقت فرز النتائج ومطالب بالعودة إلى الفرز اليدوي

رئيس المفوضية العليا للانتخابات رياض البدران أثناء مؤتمر صحافي في بغداد أمس (رويترز)
رئيس المفوضية العليا للانتخابات رياض البدران أثناء مؤتمر صحافي في بغداد أمس (رويترز)

رغم التأكيدات التي سبقت إجراء الانتخابات بأنها ستجري بطريقة سلسة وخالية من التزوير نظراً لاعتماد أجهزة العد والفرز الإلكترونية، وأن نتائجها ستُعلَن بعد ساعات قليلة من إغلاق الصناديق، فإن المشكلات الفنية التي رافقت عمليات العدّ والفرز وتأخر إعلان النتائج بعد مرور أربعة أيام من إجراء الانتخابات، تركت المزيد من علامات الاستفهام، ودفعت جهات سياسية كثيرة إلى التشكيك بالنتائج المعلَنَة والمطالبة بالعودة إلى طريقة العد اليدوي، وجاءت أخبار قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بإحالة مجلس المفوضية إلى «هيئة النزاهة»، لتزيد طين النتائج الانتخابية بِلّة، وكانت مصادر حكومية رفيعة أبلغت «الشرق الأوسط»، أول من أمس، عن إحالة العبادي أعضاء مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات على خلفية عدم الاستعانة بشركة فاحصة ورصينة للتأكد من دقة أجهزة العد والفرز، ولم تنفِ المفوضية موضوع إحالتها لـ«النزاهة».
وكان العبادي طالب، أول من أمس، مفوضية الانتخابات بـ«حسم الطعون الخاصة بانتخابات محافظة كركوك وبسرعة لتلافي انعكاساتها على الوضع الأمني»، معتبراً أنه من «غير المسموح الإطالة بهذا الموضوع لأنه يعرِّض أمن البلاد للخطر».
كما أشار إلى أن «مفوضية الانتخابات لم تجلب شركة فاحصة رصينة رغم كل ما قدمته الحكومة لها من تسهيلات وتخصيصات مالية».
المتحدث الرسمي باسم تيار «الحكمة الوطني» محمد جميل المياحي شدد على «ضرورة إحالة مجلس المفوضين إلى (النزاهة) للتحقيق للمحافظة على سلامة الانتخابات». لكنه أشار إلى أن «مجلس المفوضين ليس المسؤول الأول عن جميع المشكلات، إنما هناك مافيات في المفوضية تبيع وتشتري أصوات الناخبين». وعزا المياحي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، سبب تأخير إعلان النتائج إلى «وجود جهات سياسية تسعى لاستبدال أسماء مرشحين فائزين بغيرهم، وهناك عملية إضافة لأصوات كبيرة لبعض المرشحين من أصوات المصوتين خارج العراق».
ويرى المياحي الذي ينتمي إلى تيار يدافع عن عملية العد والفرز الآلية، أن «المشكلة بالتأخير لا تتعلق بموضوع العد والفرز الآلي، إنما بأصوات الخارج التي تمت بطريقة يدوية». ولم يستبعد مطالبة ائتلافه بـ«إلغاء كامل أصوات المصوتين خارج العراق».
وكان تيار «الحكمة الوطني» عَبّر عن قلقه في بيان أمس من «محاولات التلاعب بأصوات الناخبين، خصوصاً في انتخابات الخارج»، ملمحاً إلى اتخاذ موقف «قانوني وسياسي وجماهيري في حال حدوث تلاعب» بنتائج الانتخابات.
ومع مرور الوقت وتأخر إعلان النتائج والتباين الكبير في الأرقام الصدارة عن مفوضية الانتخابات والمتداول في وسائل الإعلام ومواقع التواصل المختلفة بشأن أعداد المقاعد التي حصلت عليها الائتلافات الفائزة، تتزايد الدعوات لإعادة النظر في النتائج، واللجوء إلى آلية العدِّ اليدوي وعدم الاكتفاء بآلية العد الإلكتروني التي اعتمدتها مفوضية الانتخابات في الدورة الحالية لأول مرة.
وفيما طالب ائتلاف «دولة القانون» أمس باعتماد آلية العد اليدوي لخمسة في المائة من مجموع أصوات الناخبين، شدَّد حزب «الدعوة» الإسلامية على ضرورة اعتماد الآلية اليدوية لجميع النتائج، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأخير إعلانها أكثر من شهر في حال تم اعتماد هذه الطريقة.
ولم تتوقف الاعتراضات على المفوضية على الكتل السياسية بل شملت حتى أعضاءها من المفوضين، إذ أكد عضو مجلس المفوضين سعيد الكاكائي وجود ملاحظات تتعلق بأجهزة العد والفرز.
وقال الكاكائي وهو ممثل عن الكرد في مفوضية الانتخابات في مؤتمر صحافي عقده أمس، إن «هناك شكوكاً وطعوناً حول نزاهة النتائج، رفعنا مذكرة مكونة من ثلاث نقاط، لكن للأسف حتى هذا اليوم لم يرد أي جواب من مجلس المفوضية». وأضاف: «أطالب زملائي بالاستجابة لشكوى وطلب الكيانات وتسليمها الصور الإلكترونية لأوراق الاقتراع».
بدوره، قال المرشح عن «ائتلاف الوطنية» محمد توفيق علاوي في بيان مقتضب أمس: «وصل إلى مسامعي أن هناك بيعاً وشراءً للأصوات لتغيير أسماء الفائزين ضمن القائمة الانتخابية الواحدة، وإن صح هذا الخبر فإن الأمر خطير جداً، ويستدعي اتخاذ خطوات لكشف الفاسدين وإحالتهم إلى القضاء».
ودخلت عشائر المنتفك والسعدون في محافظتي البصرة الناصرية الجنوبيتين على خط البيانات المحذرة لمفوضية الانتخابات من «مغبة التلاعب بأصوات الناخبين»، وسرقة أصوات مرشحها عبد اللطيف السعدون في البصرة.
وأكدت العشائر أنها «ستقوم بالتظاهرات والعصيان المدني في حالة سرقة أصوات ابنهم المرشح في البصرة، إذ إنهم يمتلكون الوثائق والأشرطة التي تثبت حصوله على سبعة آلاف صوت في البصرة، وأن هناك نية للتلاعب بأصواته وتحويلها إلى فاشلين آخرين لم يحصلوا على أصوات تؤهلهم للصعود».
كما انتقد النائب عن محافظة صلاح الدين عبد القهار السامرائي ما سماها «التجاوزات التي حدثت في المناطق المحررة والنازحة». وقال في بيان أصدره أمس: «نشاهد بصورة واضحة انحرافاً كبيراً في الأداء، مما أثر على ثقة المواطن بمستقبل الدولة والعملية السياسية التي فقدت ثقتها أكثر بعد تأخر وتلكؤ وفوضى العد والفرز الإلكتروني التي كان من المفروض ألا تتجاوز الساعة بعد إغلاق التصويت». ودعا السامرائي رئاسة مجلس النواب واللجنة القانونية إلى كشف الملابسات والخروقات وإمكانية اتخاذ القرارات الضرورية لتصحيح المسار».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».