واصلت الميليشيات الحوثية أمس، تسخير المحاكم الخاضعة لها في العاصمة صنعاء لترويع معارضيها وإصدار أحكام الإعدام بحقهم بتهمة التخابر مع دول تحالف دعم الشرعية، في الوقت الذي أطاح فيه رئيس مجلس حكمها الجديد مهدي المشاط القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضع للجماعة، محمد بن حفيظ من منصبه وزيراً لصحة حكومة الانقلاب غير المعترف بها.
وفيما يرجح مراقبون أن إطاحة بن حفيظ من منصبه تأتي في سياق مساعي المشاط لتصفية المؤسسات الخاضعة للجماعة من عناصر حزب «المؤتمر» لجهة الشكوك المتصاعدة لديه من عدم إخلاصهم في الولاء للميليشيات، أصدر قراراً بتعيين القيادي الحوثي البارز طه المتوكل خلفاً له، وهو أحد أشد معممي الجماعة تطرفاً وطائفية.
ولم يستبعد موظفون في القطاع الصحي الخاضع للجماعة الحوثية في صنعاء أن يكون الغرض من تعيين المتوكل في سياق تكليفه بتنفيذ أجندة خاصة بالميليشيات للاستحواذ على أكبر قدر من الدعم الصحي والطبي الضخم المقدم من قبل المنظمات الدولية وتسخيره لمصلحة الجماعة، إضافة إلى الإيعاز إليه باتخاذ إجراءات غير قانونية تمكن الجماعة من السيطرة المطلقة على سوق الأدوية وتجارتها.
ويذهب مراقبون لأنشطة الجماعة الحوثية، إلى ترجيح أن المشاط يسعى إلى التخلص من كل الوزراء غير المحسوبين على جماعته الطائفية، وخصوصاً القيادات التي كانت موالية للرئيس الراحل علي عبد الله صالح، لجهة تنامي عدم الثقة في ولائهم، والشك في قيامهم بتسريب معلومات استخباراتية ضد الجماعة، فضلاً عن التوجس الذي يساور الرئيس الجديد لحكم الميليشيات من إقدام هذه القيادات على الانشقاق عن الجماعة والهرب إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
وفي هذا السياق، أفادت أمس مصادر متطابقة في مدينة مأرب الخاضعة للشرعية، بأن القيادي المعين من قبل الجماعة مديراً لأمن مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء والمتاخمة لمديرية لودر في محافظة أبين، العقيد عبد الله صالح معرجي، أعلن انشقاقه عن الجماعة بعد وصوله إلى مأرب ولقائه محافظ البيضاء صالح الرصاص.
وكانت مصادر أمنية في صنعاء سربت أنباء عن قيام الميليشيات بتشديد الرقابة على قيادات حزب «المؤتمر» واتخاذ قرار بتنقية الأجهزة الأمنية والوظائف الحساسة من العناصر غير الموثوق في ولائها.
كما ترددت أنباء في صنعاء عن إخضاع الجماعة القيادي «المؤتمري» هشام شرف المعين وزيراً لخارجية الانقلاب للإقامة الإجبارية وتكليف نائبه القيادي الحوثي حسين العزي بكل مهامه، إضافة إلى قيامها بسحب أسلحة حراسه وتشديد الرقابة عليه.
ويعد القيادي طه المتوكل المعين وزيراً لصحة الحوثيين خلفاً لابن حفيظ، من أكثر معممي الميليشيات تشدداً، ومعروف عنه خطبه الطائفية المعبأة بالكراهية لليمنيين، وكذلك فتاواه التي تحض على استباحة دماء المعارضين وأموالهم، من خلال الخطب التي يلقيها كل جمعة في مسجد «الحشوش» الواقع قرب منزله في حي الجراف شمال صنعاء.
وكان زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، أوكل إلى طه المتوكل تولي مالية الجماعة بعد اقتحام صنعاء في 2014، قبل أن يعزله من المهمة، على خلفية اتهامه باختلاس أموال.
في غضون ذلك، واصلت الجماعة الحوثية تسخير المحاكم الخاضعة لها لترويع معارضيها، بإصدار أحكام الإعدام غير القانونية، بحق من تتهمهم بالتخابر ضدها مع دول تحالف دعم الشرعية أو بالانتماء لتنظيم القاعدة.
وفي هذا الشأن، أصدرت أمس محكمة في صنعاء أحكاماً قضت بإعدام 3 مواطنين، قالت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» إنهم «أدينوا بالتخابر مع دولة أجنبية وإعانة السعودية، والاشتراك مع عصابات تنظيم القاعدة»، على حد زعمها.
وكانت الجماعة كثفت من إصدار أحكام الإعدام في الأسابيع الأخيرة، بحق معارضيها الذين تزعم أنهم يتخابرون ضدها ويحرضون على الالتحاق بصفوف الشرعية، وذلك بالتزامن مع تصاعد كبير في هواجسها الأمنية من وجود عناصر مخترقة لصفوفها.
إلى ذلك، قالت المصادر الرسمية للجماعة إن رئيس مجلس حكمها المشاط أصدر قرارين بتعيين قاضيين في المحكمة العليا، وأنهما أديا أمامه يمين الولاء.
الحوثي يعين أشد معمميه تطرفاً وزيراً لنهب المعونات الصحية
إعدامات في صنعاء بتهم التخابر وإطاحة قيادي في «المؤتمر»
الحوثي يعين أشد معمميه تطرفاً وزيراً لنهب المعونات الصحية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة