عشرات القتلى من النظام في اليرموك وتقدم بطيء ضد «داعش»

TT

عشرات القتلى من النظام في اليرموك وتقدم بطيء ضد «داعش»

قتل 86 مقاتلاً من قوات النظام السوري والمسلحين المولين لها، خلال أسبوع واحد شهد هجمات مضادة لتنظيم داعش في جنوب دمشق، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» السبت.
وتشن قوات النظام السوري منذ 19 من الشهر الماضي عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في جنوب العاصمة، تحديداً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود المجاور، في إطار سعيه لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها.
ومنذ أسبوع، يشن التنظيم هجمات مضادة ضد مواقع قوات النظام ما منعها من تحقيق أي تقدم مهم. وأسفرت المعارك العنيفة منذ ذلك الحين، وفق «المرصد»، عن مقتل 86 مقاتلاً من قوات النظام والمسلحين المولين لها و57 عنصراً من تنظيم داعش.
وبلغت بذلك حصيلة الحملة العسكرية 203 مقاتلين من قوات النظام والمسلحين الموالين لها مقابل 159 «جهادياً».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، «تتواصل الاشتباكات، وبرغم قوتها النارية لم تتمكن قوات النظام من تحقيق أي تقدم مهم على الأرض منذ أسبوع»، مشيراً إلى أن «عناصر التنظيم لجأوا إلى أنفاق وأقبية تحت الأرض يشنون منها هجماتهم المضادة».
وتواصل قوات النظام، السبت، استهداف مواقع «الجهاديين» بالغارات والسلاح المدفعي.
ولا يزال التنظيم يسيطر على نحو 80 في المائة من مخيم اليرموك، و40 في المائة من الحجر الأسود، فضلاً عن أجزاء من حيي القدم والتضامن.
ويُعد اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، وكان يعيش فيه قبل الحرب 160 ألف شخص، بينهم سوريون. وأجبرت الحرب السورية التي وصلت منذ العام 2012 إلى اليرموك سكان المخيم الذي تعرض للحصار والدمار على المنفى مجدداً.
وأمام خسائر كبيرة مني بها العام الماضي، لم يعد تنظيم داعش يسيطر سوى على جيوب متناثرة لا تتجاوز نسبتها خمسة في المائة من مساحة سوريا، بينها مناطق محدودة في البادية السورية وفي محافظة دير الزور شرقاً وفي جنوب البلاد.
إلى ذلك، أفادت المعارضة السورية، السبت، بدخول قافلة مسلحي ريف حمص الشمالي وحماة وبلدات جنوب دمشق وعائلاتهم إلى مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
وقال مصدر في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية: «سمح مجلس الباب المحلي والجيش التركي اليوم السبت بمرور قافلة المهجرين من ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي وبلدات جنوب دمشق إلى مدينة عزاز بريف حلب الشمالي، بعد تدخل عدة أطراف من المعارضة السورية وضغوطات من روسيا على تركيا». وأضاف المصدر أن القافلة تضم نحو خمسة آلاف شخص، أغلبهم نساء وأطفال، بينهم 3410 من ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي و1400 من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب دمشق.
وكانت القافلة انطلقت مساء يوم الاثنين من بلدات جنوب دمشق وبلدة الرستن في ريف حمص، ووصلت إلى معبر أبو زندين جنوب غربي مدينة الباب صباح يوم الثلاثاء، وتم منع دخولها إلى منطقة الباب التي تسيطر عليها فصائل «درع الفرات».
وتستعد الدفعة الخامسة من مسلحي ريف حمص وحماة للانطلاق اليوم باتجاه محافظة إدلب.
وقال مصدر أمني: «خرجت 25 حافلة تحمل على متنها عشرات المسلحين وعوائلهم من قرية تير معلة إلى مدينة تلبيسة، ومنها لمعبر الرستن باتجاه حماة، ترافقها 10 آليات خاصة تحمل أمتعة وحاجيات المسلحين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».