الدعوة لمزيد من الفضاءات العمرانية في المدن للإنسان على حساب المركبات

في ختام المؤتمر الدولي الأول لـ«أنسنة المدن»

جانب من الجلسة الختامية لمؤتمر «أنسنة المدن» الذي عقد برعاية الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
جانب من الجلسة الختامية لمؤتمر «أنسنة المدن» الذي عقد برعاية الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
TT

الدعوة لمزيد من الفضاءات العمرانية في المدن للإنسان على حساب المركبات

جانب من الجلسة الختامية لمؤتمر «أنسنة المدن» الذي عقد برعاية الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
جانب من الجلسة الختامية لمؤتمر «أنسنة المدن» الذي عقد برعاية الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)

اختتم مساء أمس المؤتمر الدولي الأول لأنسنة المدن، الذي نظمته هيئة تطوير المدينة المنورة، برعاية الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة، وذلك على مدار الأيام الثلاثة الماضية بمركز المؤتمرات بجامعة طيبة.
وترأس الجلسة الختامية لمؤتمر الأنسنة، المهندس فهد البليهشي، الأمين العام لهيئة تطوير المدينة المنورة، الذي كشف عن أن التوصيات سوف يتم الإعلان عنها لاحقاً ورفعها للمقام السامي بعد أن وجّه الأمير فيصل بن سلمان، بضم عدد من الخبراء المشاركين في المؤتمر من داخل المملكة وخارجها ضمن اللجنة الاستشارية المعنية بمشاريع أنسنة المدينة المنورة.
وفي الجلسة الأولى لليوم الختامي التي كانت بعنوان «المدينة الإنسانية التصميم الحضري» ضمن محور المبادئ والممارسات، دعا خلالها جويل كوتكين، زميل الدراسات العمرانية بجامعة شابمان بكاليفورنيا ومؤلف كتاب «المدن الإنسانية» إلى الاهتمام بالضواحي والقرى؛ كونها المكان الأنسب حالياً للحياة، مشيراً إلى أن الأفكار التي تجمع حياة المدينة وحياة القرى في مشروعات الأنسنة هي المناسبة للأسر وقابلة للتطبيق بشكل كبير.
وأضاف: إن «التربية عنصر مهم في المدن الإنسانية بجانب العناصر الأخرى، مثل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية، وأن جميع هذه العناصر من الممكن أن تتحقق في الضواحي والقرى».
وأثارت هذه الفكرة بعض الخبراء الحاضرين للجلسة، حيث تداخل الدكتور مايكل ميهافي، مدير شبكة أبحاث مستقبل الأماكن العامة باستوكهولم، والبروفيسور سبيرو بواليس، أستاذ التصميم والتقنية والإدارة في كلية التصميم بجامعة هارفارد، اللذان أكدا أن الحياة في الضواحي والقرى رائعة للعيش، لكن ستكون صعبة بسبب عزلتها عن الحياة العصرية ولمصاعب التنقل والحركة بينها وبين المدن الرئيسية، وبجانب التأثيرات السلبية التي ستواجه المدن الرئيسية.
وأجاب كوتكين على المداخلات بأنه باستطاعته نقل كل ما يحتاج إليه السكان إلى الضواحي وتوفير وسائل نقل، وبالإمكان فعل أي شيء لتوفير حياة كريمة مناسبة لتربية الأطفال في بيئة نظيفة وآمنة تتجنب حياة المدن الضخمة التي لا تظهر فيها هذا المميزات.
كما شهدت الجلسة عرضاً لتجربة الأنسنة في مدينة أبوظبي قدمها لوكاس سوكل، مدير التصميم العمراني في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، أوضح فيها أن التصميم الحضري في أبوظبي يهتم بالشارع وممرات المشاة وتهيئة المواقع الترفيهية للأطفال بشكل موازٍ بالاهتمام بالمساكن، وتابع: «حرصنا أن تكون التصاميم موجهة للإنسان؛ لذلك وضعنا مواقف السيارات داخل المباني بحيث يبقى الشارع للمشاة، وتم توظيف الخدمات الأساسية للإنسان وإعطاؤها طابعاً إنسانياً ابتداء من المساجد والمراكز التجارية ومختلف المرافق بحيث تعتمد على التعارف بين الأهالي وتقوية العلاقات الاجتماعية والروابط الأخوية بين الجيران».
وفي الجلسة الثانية لليوم الأخير، دعا المشاركون إلى زيادة حيز الفضاءات في التصاميم الحضرية والعمرانية والاستفادة من الفراغات الموجودة الآن في المدن وعدم إزالتها، مشددين على أهمية العودة إلى النماذج الماضية في الأنسنة باعتبار أن الماضي هو الأقرب إلى الإنسان والحاضر هو الأبعد.
وبحث معماريون مصاعب وتحديات تخطيط المدن الإنسانية في الجلسة التي أدارها الدكتور طلال الردادي، الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض، بمشاركة الدكتور راسم بدران، المعماري والمؤسس والشريك بشركة دار العمران الاستشارية ومستشار التصميم لدى شركة بدران للتصميم، والمهندس علي الشعيبي، المؤسس المشارك لشركة البيئة، والدكتور ماهر ستينو، المدير المؤسس لشركة سايتس الدولية بجمهورية مصر العربية، العميد الأسبق لكلية التخطيط الإقليمي والعمراني بجامعة القاهرة، وأدارها الدكتور محمد الأسد، المدير المؤسس لمركز دراسات البيئة العمرانية.
وبحسب المهندس علي الشعيبي، فإن السيارة دمرت النسيج العمراني وأصبحت المخططات العمرانية والتصاميم موجهة باتجاه خدمة المركبات، في حين أوضح ماهر ستينو، أن الحل المناسب لتفكيك الكثافة العمرانية يكمن في زيادة الفراغات والفضاءات في مختلف مواقع المدن، وقال الدكتور راسم بدران، إننا نعيش في مدن لا نتذكرها والتعرجات في التصميم الحضري والمعماري هي الحل لتقديم نماذج تبقى في الذاكرة وتؤثر في الإنسان.


مقالات ذات صلة

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد «مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

تتحرك دولة فيتنام حالياً لتعزيز التعاون متعدد الأوجه واستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعَي العمالة والسياحة في السعودية.

بندر مسلم (الرياض)

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
TT

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)

نما الاقتصاد الغاني بنسبة 7.2 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، في علامة أخرى على تعافي البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ جيل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء، يوم الأربعاء.

وأظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي أن النمو السنوي في الربع الثالث كان الأعلى منذ الربع الثاني من عام 2019، وفق «رويترز».

يأتي هذا الزخم الاقتصادي الإيجابي مع استعداد الرئيس والحكومة الجديدين لتولي السلطة في 7 يناير (كانون الثاني)، بعد فوز الرئيس السابق وزعيم المعارضة الرئيسي، جون درامياني ماهاما، في الانتخابات التي جرت يوم السبت.

كما تم تعديل نمو الربع الثاني من عام 2024 إلى 7 في المائة من 6.9 في المائة، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

ومن حيث القطاعات، سجل القطاع الصناعي، الذي يقوده التعدين واستخراج الأحجار، نمواً بنسبة 10.4 في المائة، فيما نما قطاع الخدمات بنسبة 6.4 في المائة، وقطاع الزراعة بنسبة 3.2 في المائة.

ومع ذلك، سجل قطاع الكاكاو في غانا، ثاني أكبر منتج في العالم، تراجعاً بنسبة 26 في المائة للربع الخامس على التوالي.

كانت غانا قد تخلفت عن سداد معظم ديونها الخارجية في عام 2022، مما أدى إلى إعادة هيكلة مؤلمة. ورغم ارتفاع قيمة العملة المحلية (السيدي)، فإن ارتفاع معدلات التضخم واستدامة الدين الحكومي لا يزالان يشكّلان مصدر قلق للمستثمرين.