تشيلي تعلن دعمها إعلان الدولة الفلسطينية

الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو (أ.ف.ب)
الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو (أ.ف.ب)
TT

تشيلي تعلن دعمها إعلان الدولة الفلسطينية

الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو (أ.ف.ب)
الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو (أ.ف.ب)

أعرب الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا أمس (الأربعاء) عن دعمه إقامة دولة فلسطينية «حرة ومستقلة وذات سيادة وتتمتع بحكم ذاتي».
وصرح بينيرا في أعقاب لقائه مع عباس الذي يقوم بجولة في دول أميركا اللاتينية، بأن «فلسطين لديها الحق، وأيضا الدعم من تشيلي، بأن تكون دولة حرة ومستقلة وذات سيادة وتتمتع بحكم ذاتي... وللشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره».
وكانت هذه الدولة في أميركا الجنوبية أيدت في عام 2011 انضمام فلسطين إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) وحصولها على وضع «دولة مراقب» في الأمم المتحدة خلال الولاية الرئاسية الأولى لبينيرا (2010 - 2014) الذي كان الرئيس التشيلي الأول الذي يزور رام الله.
كما كانت تشيلي الدولة الأولى التي تقيم ممثلية دبلوماسية لها لدى السلطة الفلسطينية في عام 1998 وهي تعترف رسميا بدولة فلسطين منذ يناير (كانون الثاني) 2011.
وكان عباس طلب يوم الاثنين الماضي في فنزويلا من دول أميركا اللاتينية عدم نقل سفاراتها في إسرائيل إلى القدس على غرار ما تستعد الولايات المتحدة للقيام به. فقد أعلن الرئيس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في قطيعة مع السياسة الأميركية السابقة.
ومن المقرر أن يتم نقل السفارة المثير للجدل في 14 مايو (أيار) الحالي ليتزامن مع الذكرى السنوية السبعين لإعلان دولة إسرائيل.
وبعد الولايات المتحدة وغواتيمالا، أعلنت باراغواي أمس (الأربعاء) أنها ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.