توجه أمس الأربعاء أكثر من 4.14 مليون ماليزي يحق لهم الإدلاء بأصواتهم إلى صناديق الاقتراع في انتخابات نيابية تشهد منافسة حادة بين المرشحين، حيث يواجه رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق مرشده السابق السياسي المخضرم التسعيني مهاتير محمد.
ويتنافس نجيب عبد الرزاق الذي تلاحقه الفضائح مع تحالف يضم الثنائي أنور إبراهيم ومهاتير محمد اللذين يتمتعان بقبول جماهيري كبير بعد أن وحدا صفوفهما للإطاحة به. ويحكم تحالف الجبهة الوطنية (تحالف باريسان) الذي يرأسه عبد الرزاق البلاد منذ أكثر من ستة عقود.
وتشكلت صفوف انتظار طويلة في مكاتب التصويت في الصباح الباكر. وعند منتصف اليوم وصلت نسبة المشاركة 55 في المائة، كما ذكرت اللجنة الانتخابية. وستعلن النتائج صباح اليوم الخميس.
وكان قد تجمع عشرات الآلاف من الماليزيين في ساحة مفتوحة خارج مدينة بيتالينج جايا على الحدود بين العاصمة كوالالمبور وولاية سيلانجور في وقت متأخر من مساء الثلاثاء للاستماع إلى خطاب ختام الحملة الانتخابية لزعيم المعارضة.
وتحدث مهاتير محمد قبل عشر ساعات من موعد فتح مراكز الاقتراع في انتخابات يتنافس فيها ضد حليفه السابق عبد رزاق. وشوهدت أعلام تحالف المعارضة «باكاتان هارابان» ترفرف في أرجاء الساحة.
وفي كلمة متلفزة عشية عملية الاقتراع، قال مهاتير: «هذه هي آخر مرة أستطيع فيها المساهمة قليلا في نصر بلدي الحبيب». وأضاف السياسي المخضرم الذي واجه تهما بالفساد، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أنه لا يسعى إلى الحصول على ثروة بترشحه، مشيرا إلى أنه راضٍ بما لديه بالفعل. ثم حث أنصاره على التصويت لتغيير الحكومة.
كما ألقى نجيب عبد الرزاق، 64 عاما، كلمة متلفزة أيضا وعد خلالها بإعفاء ضريبي للمواطنين الذين تقل أعمارهم عن 26 عاماً إذا فاز ائتلافه بالانتخابات. وقال، كما اقتبست منه الصحافة الفرنسية: «بغض النظر عن مقدار ما يكسبونه، فلن يضطروا لدفع الضرائب على الإطلاق». وتابع أيضا بأنه سيتم إعلان يومي 14 و15 مايو (أيار) إجازة إذا ظل ائتلافه «باريسان الوطني» في السلطة، واصفا إياه بأنه «تعبير عن التقدير».
تحالف مهاتير، الذي شوهت صورته فضيحة مالية كبيرة أساءت إلى صورة ماليزيا في الخارج، مع أحزاب عارضته عندما كان في الحكم (1981 - 2003)، ولا سيما مع أحد قادة المعارضة المسجون أنور إبراهيم، عدوه السابق اللدود. وبات يتعين على الائتلاف الحكومي، الذي يقوده نجيب عبد الرزاق، الفوز بالانتخابات بفضل نظام انتخابي مؤات لها، كما تقول الانتقادات. إلا أن محللين يتوقعون أن تخسر الأحزاب الحاكمة التصويت الشعبي للمرة الثانية بعد الانتخابات التشريعية في 2013.
ويسعى نجيب عبد الرزاق إلى البقاء في منصبه على رأس الائتلاف المؤلف من الأحزاب الحاكمة منذ استقلال المستعمرة البريطانية السابقة في 1957، إلا أن العودة المفاجئة إلى مقدمة المشهد السياسي لرئيس الوزراء السابق المحبوب مهاتير محمد غيرت المعطيات، خصوصا مع انضمام زعيم المعارضة المحبوس أنور إبراهيم إلى حملته. وحث أنور إبراهيم الناخبين الثلاثاء على اختيار خصمه السياسي السابق مهاتير محمد. وقال أنور في بيان من مستشفى في كوالالمبور حيث يتعافى من جراحة في الكتف: «أحثكم جميعا على الانضمام لحركة الشعب للمطالبة بالتغيير».
ورغم أنه ما زال يقضي فترة سجن ظل أنور في المستشفى في الشهور القليلة الماضية. وبدأ تنفيذ عقوبة السجن خمسة أعوام بتهمة الفساد في عام 2015، وهو اتهام يقول هو وأنصاره إن له دوافع سياسية. ومن المتوقع أن يطلق سراحه مبكرا في الثامن من يونيو (حزيران). وسجن أنور، 70 عاما، لأول مرة بعدما عزله مهاتير من منصبه كنائب لرئيس الوزراء في عام 1998، ثم بدأ بعدها حركة إصلاح تهدف لإنهاء حكم تحالف الجبهة الوطنية القائم على أساس العرق والمحاباة. لكن مسعاه توقف بعد اتهامات بالفساد وهو ما نفاه. وحكم عليه بالسجن بعد ذلك. وفي العام الماضي حدث تغير كبير في الموقف حين دفن أنور ومهاتير خلافاتهما واتفقا على حشد القوى بهدف الإطاحة بنجيب. وقال أنور إن شراكته مع مهاتير هي «أكبر مصدر قلق» للحزب الحاكم.
ناخبو ماليزيا يدلون بأصواتهم اليوم في الانتخابات التشريعية
رئيس الوزراء يواجه مرشده السابق التسعيني مهاتير محمد

مهاتير محمد يرشح نفسه ويخلط الأوراق السياسية في الانتخابات الماليزية (إ.ب.أ)
ناخبو ماليزيا يدلون بأصواتهم اليوم في الانتخابات التشريعية

مهاتير محمد يرشح نفسه ويخلط الأوراق السياسية في الانتخابات الماليزية (إ.ب.أ)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة