الانقسام في إيران يتعمق وترمب يهددها بالأسوأ

الأوروبيون يتحركون لإنقاذ «الاتفاق النووي»... وخامنئي لا يثق بهم ويطالب بضمانات

نواب إيرانيون يحرقون العلم الأميركي فوق منصة البرلمان الإيراني في طهران أمس (أ.ب)
نواب إيرانيون يحرقون العلم الأميركي فوق منصة البرلمان الإيراني في طهران أمس (أ.ب)
TT

الانقسام في إيران يتعمق وترمب يهددها بالأسوأ

نواب إيرانيون يحرقون العلم الأميركي فوق منصة البرلمان الإيراني في طهران أمس (أ.ب)
نواب إيرانيون يحرقون العلم الأميركي فوق منصة البرلمان الإيراني في طهران أمس (أ.ب)

أبرز قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب بلاده من الاتفاق النووي، عمق الانقسام في الداخل الإيراني حول الخطوة وخيارات الرد المحتملة. فقد وجّه المرشد علي خامنئي خطاباً بمقره أبدى فيه معارضته لتوجه حكومة الرئيس حسن روحاني القاضي بالاستمرار في الاتفاق من دون الطرف الأميركي. وقال خامنئي «يُقال إننا سنستمر (في الاتفاق) مع ثلاثة بلدان أوروبية. لستُ واثقاً بهذه البلدان الثلاثة أيضاً، لا تثقوا بهم أنتم أيضاً. إذا أردتم عقد اتفاق، فلنحصل على ضمانات عمليّة، وإلا فإنَّ هؤلاء سيفعلون جميعاً ما فعلته أميركا». واتهم خامنئي ضمناً الحكومة بتجاهل توصياته بضرورة الابتعاد عن اتفاق لا يحمل توقيع الرئيس الأميركي.
في المقابل، دافع رئيس البرلمان علي لاريجاني عن سياسة رئيس الجمهورية حسن روحاني الداعية لبقاء إيران في الاتفاق، رغم أنه شكك باستمرار الدول الأوروبية في هذا الخيار. واحتجّ أعضاء محافظون في البرلمان على كلمة لاريجاني وتوجهوا إلى المنصة، حيث أضرموا النار في العلم الأميركي ولما يرمز إلى الاتفاق النووي.
بدوره، أعلن قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري، أنه «يبارك» خطوة ترمب بالانسحاب من الاتفاق، وقال: إن الاتفاق يهدف إلى «تقويض القدرات العسكرية الإيرانية». أما قائد الأركان محمد باقري فقال، إن الانسحاب الأميركي «لم يكن ضمن ما تطمح إليه إيران». وأبلغ الرئيس روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أن «أمام الدول الأوروبية فرصاً محدودة للبقاء ضمن الاتفاق»، مشدداً على ضرورة تقديم ضمانات تشمل مجال بيع النفط والعلاقات البنكية والاستثمار والتأمين، إضافة إلى مواقف صريحة من الشركات الخارجية المستثمرة في إيران بشأن مواجهة الانسحاب الأميركي من الاتفاق.
وجدّد ترمب، أمس، تهديداته لإيران، وتوعدها بالأسوأ وبعواقب «وخيمة جداً» في حال استأنفت برنامجها النووي. وقال للصحافيين في البيت الأبيض على هامش اجتماع مع وزرائه غداة إعلان الانسحاب من الاتفاق: «أنصح الإيرانيين بقوة بعدم إعادة العمل ببرنامجهم النووي»، لافتاً إلى أن حكومته ستفرض على طهران «أقسى العقوبات قريباً جداً». وأضاف: إن «العقوبات شُكّلت في معظمها، وسنرى ما سيحدث».
وذكر البيت الأبيض أن عقوبات جديدة قد تُفرض على إيران «ربما الأسبوع المقبل على أقرب تقدير»، لضمان عدم تطويرها أسلحة نووية.
ويسعى الأوروبيون إلى «إنقاذ» الاتفاق، داعين طهران إلى الالتزام ببنوده رغم الانسحاب الأميركي. وعاد الرئيس ماكرون إلى وصف الانسحاب الأميركي بـ«الخطأ». وقال في مقابلة تلفزيونية: «أشعر بالأسف لقرار الرئيس الأميركي الذي أعتقد أنه خاطئ؛ ولذلك قررنا نحن الأوروبيين البقاء ملتزمين باتفاق عام 2015». كذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الولايات المتحدة إلى «عدم إعاقة الآخرين عن تطبيق الاتفاق النووي»، ووصفه بأنه «حيوي» لأمن بلاده.
...المزيد



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.