فيصل بن سلمان: الحفاظ على الهوية لا يعني الجمود والانحصار بمفردات عمرانية محدودة

على هامش افتتاح مؤتمر أنسنة المدن بمشاركة محلية ودولية واسعة

الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه أنسنة المدن في مركز المؤتمرات بجامعة طيبة في المدينة المنورة أمس («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه أنسنة المدن في مركز المؤتمرات بجامعة طيبة في المدينة المنورة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

فيصل بن سلمان: الحفاظ على الهوية لا يعني الجمود والانحصار بمفردات عمرانية محدودة

الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه أنسنة المدن في مركز المؤتمرات بجامعة طيبة في المدينة المنورة أمس («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه أنسنة المدن في مركز المؤتمرات بجامعة طيبة في المدينة المنورة أمس («الشرق الأوسط»)

افتتح الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المنطقة مساء البارحة المؤتمر الدولي الأول لأنسنة المدن، وذلك بمركز المؤتمرات بجامعة طيبة في المدينة المنورة، بحضور أكثر من 800 مشارك محلي ودولي، وعدد من المسؤولين.
وأوضح الأمير فيصل في كلمة له على هامش حفل الافتتاح أن المدينة المنورة كانت مقر نشأة الدولة الإسلامية والتي شكلت الحضارة وأثرت بطيفها أرجاء العالم في مجالات العلوم والثقافة والعمران.
وأضاف: «فالرسالة المحمدية التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام منذ هجرته للمدينة المنورة وضعت أسس الحياة التي ترتكز على تقدير وتكريم الإنسان ووضعه في المنزلة الحقيقية، ونظمت التعاملات الإنسانية بين سكانها على مر العصور، وتشكلت الهوية العمرانية المتميزة التي تجسد ملامح الارتباط الوثيق بين الإنسان ومحيطه بصورة تفاعلية».
ولفت أمير المدينة المنورة إلى أن عاصمة الإسلام كانت ولا تزال محط الرحال ومهبط الأفئدة هذه المدينة وعبر مراحل التاريخ تحقق فيها التكامل في جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية وتوالى الاهتمام بها منذ فجر الإسلام حتى يومنا هذا إجلالا للمكان الذي يحتضن ثاني الحرمين الشريفين.
وأردف «إن من فضل الله أن تشرفت قيادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس رحمه الله ثم أبنائه البررة إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتقديم الرعاية والاهتمام للحرمين الشريفين على كل شيء آخر».
وأشار الأمير فيصل بن سلمان إلى أن المدينة امتدت اتساعا في جميع الاتجاهات وتضاعفت مساحتها وعدد سكانها لتضم الجديد من أحيائها مدنا في مدينة، وقال: «حرصت الدولة وهي تسعى لتقيم مدن جديدة وتتوسع في العمران في مختلف مناطق المملكة، إلا أن المحافظة على الهوية العمرانية لكل منطقة لا تزال هدفا يطمح له الجميع وخصوصا المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى، فلا تناقض بين تطوير المدن والأحياء القديمة وبين البناء الجديد مع المحافظة على الهوية وتعزيزها، فالحفاظ على الهوية لا يعني الجمود والانحصار بمفردات عمرانية محدودة، بل تتطلب الحفاظ على ما يمكن من موروث والتعامل بمرونة والتكيف مع مستجدات الحياة».
ونبه الأمير فيصل إلى أن التحدي يكمن في «فهم مضامين الهوية والسماح بالتطوير ضمن ثوابتنا بحيث تستوعب المستجدات وتستكمل مسيرة التطور التي بدأت منذ أكثر من 1400 عام، ولأن الإنسان يمثل المحور الأساسي للمدن والقرى طورت هيئة تطوير المدينة برنامجا ثرياً متعدد الجوانب ظهرت من خلال مشروعات ذات ملامح عمرانية واجتماعية وبيئية وثقافية تجاوزت فيها المدينة المنورة الجانب النظري للواقع الملموس، ولعل من أهمها تطوير بعض الأحياء والشوارع بما يحافظ على النسيج الاجتماعي لتلك الأحياء والذي تشكل عبر الزمن، كما يعطي تطوير تلك المناطق بعداً اقتصاديا يكمن في إشراك أصحاب الأملاك الصغيرة في منظومة التنمية والتطوير، وذلك باستثمارها بشكل منفرد يتيح لهم بالمساهمة في التنمية الاقتصادية وخلف فرص عمل».
وتابع: «جاءت فكرة عقد المؤتمر ضمن أنسنة المدينة المنورة من أجل التعرف على التجارب العالمية والأفكار المهنية التي يمكن الاستفادة من تطبيقها أو بعض جوانبها ومنصة للتعريف بما تم ويجري في تطوير مشروعات وبرامج مماثلة في مدننا، والاستفادة من آراء العلماء والباحثين والممارسات الدولية في هذا الجانب».
ويهدف المؤتمر الذي تنظمه هيئة تطوير المدينة المنورة، ويستمر لثلاثة أيام إلى استعراض التوجهات العالمية الحالية في مجالات «أنسنة المدن» و«المدن الحية» بالإضافة إلى الوسائل الحديثة في تطوير الأماكن العامة ومراكز المدن والأحياء وتحسين الفراغات الحضرية ورفع مستوى جودة الحياة العمرانية وذلك لجعل المُدن صديقة للإنسان.
كما تناقش جلسات المؤتمر التي تبدأ صباح اليوم أفضل وسائل تطوير المدن والآليات المحلية والدولية المناسبة لتطوير المدن لتكون ملائمة لحياة الإنسان والعيش بها، وبحث الإمكانيات المتاحة لتطويرها إلى جانب بحث سبل تحفيز القطاعات والمجتمعات للمشاركة في مبادرات ومشاريع أنسنة المدن.
وينتظر أن يشهد المؤتمر كذلك تنظيم 20 جلسة نقاشية تتضمن العروض والحالات الدراسية والنقاشات المفتوحة حول أنسنة المدن بمشاركة 20 خبيراً عالمياً مختصاً في تخطيط وتطوير المدن والأماكن العامة والفراغات المفتوحة بالإضافة إلى مشاركة 27 خبيراً محلياً من المبدعين المميزين في العمارة والتصميم والتخطيط والتطوير المدني من 14 دولة تشمل متحدثين من السعودية، الولايات المتحدة، كندا، هولندا، السويد، ألمانيا، اليونان، سنغافورة، إندونيسيا، البحرين، الإمارات، ومصر، والأردن.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.