طرابلس باردة رغم النار المشتعلة بين زعمائها

TT

طرابلس باردة رغم النار المشتعلة بين زعمائها

هدوء طرابلس الانتخابي كان محبطاً يوم أمس للتيارات السياسية المتنافسة فيها. فقد وسمت المدينة باستمرار بأنها أرض «أم المعارك» بسبب وجود أقطاب سياسيين بارزين فيها، يتنافسون على رئاسة الوزارة. نسبة المقترعين لم تتجاوز 13 في المائة حتى الثالثة بعد الظهر، بحسب مندوبة الوكالة الوطنية للإعلام.
الناخبة صفاء قالت لـ«الشرق الأوسط» وهي تهم بالدخول إلى قلم الاقتراع الذي بدا فارغاً إلا من مندوبي المرشحين: «الناس زعلانة بطرابلس. أهل جبيل ذاهبون بفرح إلى الصناديق لأن مرشحيهم لم يخيبوهم كما فعل ساستنا بنا». أما نديم فقال وهو يغادر أحد المراكز «تجولت وحدي نصف ساعة بسيارتي لأقرر من انتخب، وفي النهاية لست متأكداً من أن من انتخبته مجدٍ بالفعل». بدا غالب الوقت، أن عدد المندوبين ورجال الأمن في بعض المراكز أكثر من عدد المقترعين بكثير.
ويقع قضاء طرابلس ضمن دائرة الشمال الثانية التي تضم المنية والضنية. ويصوت في هذه الدائرة 345284 ناخباً، وتترشح عليها ثماني لوائح تتنافس على 11 مقعداً: (8) سُنة (1) علوي، (1) ماروني (1) روم أرثوذكس. اللوائح الثماني هي «تيار المستقبل للشمال» يدعمها الرئيس سعد الحريري، «العزم» يترشح عليها الرئيس نجيب ميقاتي، «لبنان السيادة» على رأسها اللواء أشرف ريفي، «الكرامة الوطنية» فيصل عمر كرامي، إضافة إلى لائحة «القرار المستقل» للنائب السابق مصباح الأحدب، ولائحتان مدنيتان، هما «المجتمع المدني المستقل»، و«كلنا وطني».
وان بدت الماكينة الانتخابية للائحة «تيار العزم» هي الأكثر حضوراً وحماسة، فقد غابت المواكب السيارة، وصمتت الأغنيات والأناشيد، ولم تشهد المدينة صخباً أو هرجاً ومرجاً على عادتها في أي انتخابات سابقة. أحد العاملين مع «تيار المستقبل»، عزا الأمر إلى طبيعة القانون الانتخابي الجديد، وما يفرضه من شروط، دون أن ينكر إحباط الناخبين. شبان مع اللواء أشرف ريفي قالوا: «صحيح أن الإقبال قليل، لكن ضيق الحال يجعل البعض ينتظر ويأمل أن يشترى صوته، وهؤلاء لا يأتون إلا متأخرين. نحن نتمنى كما حصل في الانتخابات البلدية، أن تتحرك الجموع قبل إغلاق الصناديق وتقلب الموازين لصالحنا».
الجميع كان يعول على الساعتين الأخيرتين اللتين يستحث خلالهما المرشحون ناخبيهم حتى باتصالات فردية، وبالفعل ارتفعت النسبة نحو الساعة السادسة لتصل إلى 26.75 في المائة في طرابلس ونحو 22 في المائة في المنية و14 في المائة في الضنية، لتبقى النسب ضعيفة إلى حد كبير.
وعكس هدوء الشارع، كانت النار مشتعلة بين المرشحين. ففجر الأحد وقبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع بلغت المعركة ذروتها بين تياري «العزم» و«المستقبل» المتنافسين، بعد أن أعلن أحد مرشحي التيار الأول عن الضنية جهاد اليوسف انسحابه، وانتشرت صورة له في ضيافة الرئيس سعد الحريري. وكذلك، سرت شائعات عن انسحاب مرشح آخر لـ«العزم» هو كاظم الخير قبل أن يتم تكذيب الخبر.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».