مبادرة «المليون شجرة»... «رئة» جديدة للسعودية

أطلقتها «أرامكو» أمس في الظهران وتكتمل عام 2025

أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ورئيس «أرامكو» أمين الناصر يدشنان المبادرة
أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ورئيس «أرامكو» أمين الناصر يدشنان المبادرة
TT

مبادرة «المليون شجرة»... «رئة» جديدة للسعودية

أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ورئيس «أرامكو» أمين الناصر يدشنان المبادرة
أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ورئيس «أرامكو» أمين الناصر يدشنان المبادرة

أطلقت «أرامكو» السعودية أمس، مبادرة لزراعة مليون شجرة ضمن مناطق أعمالها بمختلف المدن السعودية، على أن تكتمل هذه المبادرة عام 2025، وذلك تضامناً مع مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة لزراعة 10 ملايين شجرة، ضمن مبادرات الوزارة في برنامج التحول الوطني 2020.
وبدأت المبادرة بزراعة أشجار في متنزه «أرامكو» البيئي في الظهران، أمس، بحضور الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، على أن تستكمل زراعة 25 ألف شجرة بنهاية العام الحالي، في إطار الإسهام في تنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومواجهة التصحر والاحتطاب الجائر.
وأوضح ناصر النفيسي نائب الرئيس لشؤون «أرامكو» السعودية، أن المبادرة بدأت في المنطقة الشرقية وستشمل بقية مناطق السعودية في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن هدف المبادرة زراعة أشجار من البيئة السعودية والتعامل معها بطريقة ذكية، باستخدام تقنيات حديثة مثل «البوليمر» الذي يحتفظ بالبيئة لفترة طويلة ويوزع المياه بطريقة الري الذكي.
وأضاف النفيسي لـ«الشرق الأوسط»، أن الأشجار المزروعة ستكون من البيئة السعودية مثل الأراك والسدر.
وذكر المهندس أمين الناصر رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، خلال حفل إطلاق المبادرة، أن المملكة بطبيعتها الصحراوية موطن لبيئات متعددة وفريدة تتطلب عناية فائقة، لذلك حرصت «أرامكو» على أن تكون مبادرة زراعة مليون شجرة بحلول عام 2025، مشيراً إلى أن جميع أنواع النباتات المستخدمة تتطلب حداً أدنى من مياه الري، والمياه المستخدمة معاد تكريرها بحيث لا تؤثر على مصادر المياه الجوفية الثمينة.
وقال الناصر: «سيتم استخدام التقنية والابتكار لتقليص مياه الري اللازمة بنسبة تصل إلى 70 في المائة، ونتطلع لأن تسهم هذه المبادرة في توفير غطاء نباتي للحد من آثار العواصف الرملية وامتصاص 20 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وأن تساعد في توفير بيئات للتنزه ذات لمسة جمالية يستفيد منها أهالي المناطق للمشي وممارسة الرياضة، مما يرتقي بجودة الحياة، وهذا ينسجم إلى حد بعيد مع (رؤية 2030)».
وعلى هامش إطلاق المبادرة، وقّعت «أرامكو» السعودية ووزارة البيئة والمياه والزراعة مذكرة تفاهم وتعاون لتعزيز التنسيق بينهما، يعملان خلالها بشكل منظم لتفعيل الإجراءات والتدابير اللازمة للمحافظة على النظام البيئي، والغطاء النباتي الطبيعي، ودعم التشجير، مع التركيز على تشجير مناطق أعمال الشركة في مختلف مناطق المملكة.
وجاء اختيار مواقع ذات بيئات مناسبة لنمو الأشجار المستهدفة بزراعتها في مبادرة المليون شجرة، التي تستمر لمدة 7 أعوام، كما تتضمن المبادرة زراعة 26 نوعاً من الأشجار والشتلات التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه، ويمكنها النمو في أنواع عدة من التربة، وتتميز غالبيتها بمعدلات استهلاك قليل للمياه ولا تحتاج إلى متابعة مستمرة في نموها.
وتتضمن قائمة الأشجار المحلية المدرجة ضمن مبادرة المليون شجرة، شجيرة «الضال» المتأقلمة مع مناخ الصحراء، وشجرة «السلم» الشوكية واسعة الانتشار، وشجيرة «الغاف» البالغ طولها نحو 12 متراً، وشجرة «الطلح» البالغ ارتفاعها 10 أمتار، وأشجار «السمر» ذات القمة المستوية، وشجيرة «الأثل»، وشجرة «الأراك»، وكتل «العرفج» الشجرية، وشجيرة «السرح»، وشجرة «العراد»، وشجيرة «الأرطى»، وأنواع أخرى تختص بها شبه الجزيرة العربية.
وتهدف المبادرة كذلك إلى تحسين التنوع الأحيائي والمناخ، من خلال إعادة استزراع أنواع الأشجار التي كانت موجودة في المنطقة، وتقليل انجراف التربة وزحف الرمال، وتعمل على خفض درجة الحرارة وامتصاص ثاني أكسيد الكربون للحد من التلوث، وإيجاد بيئة طبيعية للحياة الفطرية المحلية والمهاجرة، وتأمين الهواء النقي والمناظر الخلابة، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض من المنطقة.
وكانت «أرامكو» السعودية قد عملت على إنشاء منطقة مسيّجة بطول 637 كيلومتراً مربعاً في منطقة الشيبة، للمحافظة على أكثر من 200 نوع من الحيوانات والنباتات المحلية، ومبادرة إعادة توطين المها العربي وغزال الرمال العربي والنعام في محمية الشيبة للحياة البرية بعد انقراضها من المنطقة منذ عقود.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.