محمد صلاح: نهائي دوري أبطال أوروبا ليس مواجهة بيني وبين رونالدو

نجم ليفربول يؤكد أن روح الفريق ستكون هي الحاسمة في حصد لقب البطولة الأوروبية

بشغف واهتمام وحب جلس مصريون في أحد المقاهي يشاهدون مباراة الإياب بين ليفربول وروما
بشغف واهتمام وحب جلس مصريون في أحد المقاهي يشاهدون مباراة الإياب بين ليفربول وروما
TT

محمد صلاح: نهائي دوري أبطال أوروبا ليس مواجهة بيني وبين رونالدو

بشغف واهتمام وحب جلس مصريون في أحد المقاهي يشاهدون مباراة الإياب بين ليفربول وروما
بشغف واهتمام وحب جلس مصريون في أحد المقاهي يشاهدون مباراة الإياب بين ليفربول وروما

أكد النجم المصري محمد صلاح على أن المواجهة المهمة والمرتقبة بين ليفربول وريـال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا، ستُظهر قوة ليفربول كفريق جماعي، مشيرا إلى أنها ليست مواجهة شخصية بينه وبين النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو. وسوف يتوج النجم المصري موسمه الاستثنائي مع ليفربول باللعب في المباراة النهائية للبطولة الأهم والأقوى في القارة العجوز، التي تحتضنها العاصمة الأوكرانية كييف يوم 26 مايو (أيار)، والتي سيسعى خلالها الفريق الإنجليزي بقيادة المدرب الألماني يورغن كلوب لوضع حد لسيطرة النادي الملكي على البطولة الأوروبية خلال السنوات الأخيرة. وفي المقابل، سوف تكون هذه المباراة هي المباراة النهائية السادسة في دوري أبطال أوروبا بالنسبة لرونالدو، الذي يحتل صدارة هدافي المسابقة عبر تاريخها، وفاز بها من قبل أربع مرات، بواقع ثلاث مرات مع ريـال مدريد، ومرة واحدة مع مانشستر يونايتد.
ويُنظر إلى صلاح، الذي سجل 43 هدفا خلال الموسم الجاري، على أنه ليس التهديد الأكبر لريـال مدريد في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا فحسب؛ لكن ينظر إليه أيضا على أنه التهديد الأكبر لهيمنة رونالدو وليونيل ميسي على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. ويسعى صلاح للحصول على جائزة أكبر، وهي قيادة ليفربول للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه.
وقال صلاح عقب نهاية مباراة إياب فريقه أمام روما: «أعرف أن جميع الشعوب العربية تتمنى لي التوفيق، ويشعرون بالسعادة في كل مرة أحقق فيها الفوز؛ لكنني الآن لا أفكر سوى في المباراة النهائية وفي إحضار الكأس إلى ملعب آنفيلد». وأضاف: «لن تكون مباراة نهائية بين محمد صلاح وكريستيانو رونالدو، فأنا ألعب في ناد عظيم، ولدينا لاعبون رائعون، ولذا فإن التأهل للمباراة النهائية قد حدث نتيجة عمل جماعي رائع. لم يكن بإمكاني أن أحقق هذا بمفردي؛ لكنه نتاج عمل جماعي كبير. وعندما نسجل هدفا فإننا نقوم بذلك لأننا جميعا قمنا بعمل جيد، وعندما نستقبل هدفا فإن ذلك يحدث لأنه كان يتعين علينا جميعا أن نبذل مجهودا أكبر».
وقد وصل صلاح إلى مكانة رفيعة لم يسبقه إليها أحد من الرياضيين من قبل في مصر، حتى أن المصريين الذين يشجعون ريـال مدريد بقوة أصبحوا يتمنون فوز ليفربول في المباراة النهائية على حساب الفريق الإسباني، بسبب عشقهم لصلاح.
وفي أحد المقاهي بالعاصمة المصرية القاهرة، كان عشاق كرة القدم موجودين بأعداد غفيرة أمام شاشات التلفاز، لمتابعة مباراة ليفربول أمام روما في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا. وقبل تلك المباراة كان نادي الزمالك المصري يلعب أمام الإنتاج الحربي في الدور ربع النهائي لكأس مصر، وكانت النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق حتى الدقائق الأخيرة، وهو ما كان يعني إمكانية امتداد المباراة لوقت إضافي لتستمر مع بداية مباراة ليفربول أمام روما؛ لكن الزمالك حسم الأمور وأحرز هدفا في الدقيقة 89 لتنتهي المباراة ويسعد جمهور الزمالك بالفوز من جهة، وبعدم إضاعة أي دقيقة من مباراة ليفربول ورؤية النجم المفضل للمصريين محمد صلاح.
وقال محمد حسن، وهو شاب سوداني يبلغ من العمر 23 عاما، ونشأ في مصر: «صلاح يلعب بطريقة جميلة، ويتطور باستمرار. إنه يجعلنا نشعر بالفخر؛ لأنه لاعب مسلم يقدم أداء رائعا في الدوريات الكبرى. إنه فخر لكل العرب».
وقد ارتفعت شعبية صلاح في مصر بصورة كبيرة للغاية، بسبب الأداء القوي الذي يقدمه مع ليفربول خلال الموسم الجاري، وتجاوزت مكانته مجرد لاعب كرة قدم، وأصبح رمزا لكل المصريين الذين يسعون لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
ويمكنك الآن أن ترى في مصر أكثر من 50 شخصا يجلسون وكأن الطير على رؤوسهم ويحدقون في شاشات التلفاز، لمتابعة صلاح وهو يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر، ولا يكسر صمتهم سوى صوت المعلق، أو سعادتهم الغامرة عندما يهز صلاح شباك الفرق المنافسة. وعندما تستمع جيدا إلى معلق المباراة تجده لا يتوقف عن الحديث عن صلاح حتى وإن كان بعيدا عن مكان الكرة ومجريات اللعب، كما يمكنك أن تسمع أحد معلقي قناة «بي إن سبورت» وهو يصف صلاح بأنه «رمسيس الجديد في مصر»، ويؤكد على أن ليفربول يجب أن يصبح اسمه من الآن «صلاحبول»، نسبة إلى صلاح الذي يقوده إلى المجد الكروي.
وبعد مرور 20 دقيقة من مباراة الإياب بين ليفربول وروما، كان يمكن سماع واحد من الجمهور وهو يصرخ مطالبا لاعب ليفربول الذي يستحوذ على الكرة بأن يمرر إلى صلاح، قائلا: «بالله عليك، مرر إلى صلاح». وتعالت الصيحات عندما أحرز ليفربول هدفين في وقت مبكر من المباراة، عن طريق كل من السنغالي ساديو ماني والهولندي جورجيو فينالدوم، كما كان الجميع ينتظر لحظة وصول الكرة إلى صلاح. وبينما كان البعض يريد أن يعزز صلاح النتيجة في تلك المباراة، تمنى آخرون رؤية صلاح وهو يواصل التألق في نهائيات كأس العالم التي تأهلت إليها مصر للمرة الأولى منذ عام 1990، بعدما أحرز صلاح ركلة جزاء حاسمة في الدقيقة 95 في مرمى الكونغو.
وقال صديق حسن، عبد الله إدريس، بين شوطي المباراة: «أريد أن أراه وهو يسجل هدفين، دعونا نراه يقضي تماما على آمال روما». في حين قال أحمد سعيد (21 عاما) الذي ترك عمله لمشاهدة الشوط الثاني: «لقد بذل كثيرا من الجهد للوصول إلى ما هو عليه الآن». وأشار سعيد إلى أنه توقف عن متابعة كرة القدم بعد مجزرة بورسعيد عام 2012، التي أدت لمقتل 74 مشجعا؛ لكنه عاد لمشاهدة كرة القدم مرة أخرى بسبب صلاح، وأضاف: «سوف أشاهد كأس العالم بسببه».
وعندما انتهت المباراة من دون أن يحرز صلاح أي هدف، سرعان ما وجد سعيد مبررا لذلك قائلا: «لم يقدم صلاح أداء جيدا لأنه يتعرض لكثير من الضغوط، ولديه كثير من المشكلات مع وكيل أعماله»، في إشارة إلى الأسبوع العصيب الذي مر به المهاجم البالغ من العمر 25 عاما؛ لأنه لديه عقد رعاية مع إحدى شركات الاتصالات؛ لكن الاتحاد المصري لكرة القدم وضع صورة له بجانب شعار إحدى الشركات المنافسة، على الطائرة التي ستقل لاعبي المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم القادمة بروسيا.
وبعد حدوث تلك المشكلة، نشر صلاح تغريدة على حسابه الشخصي على «تويتر» قال فيها: «بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدا. كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من ذلك». ولم تمر ثوانٍ على تغريدة صلاح، حتى رد وزير الرياضة المصري خالد عبد العزيز بتغريدة أخرى، أكد فيها أنه سيتدخل لحل الأزمة، قائلا: «سنتواصل مع جميع الأطراف لحل الأزمة، خاصة أن منتخب مصر يستعد للمشاركة في المونديال».
وعلى غرار كثير من مشجعي ريـال مدريد في مصر، اعترف حسن بأنه سوف يشجع ليفربول في المباراة النهائية بسبب صلاح، رغم أنه يشجع ريـال مدريد منذ وقت طويل، قائلا: «انتهت اللعبة بالنسبة لريـال مدريد».
وكان نجم ليفربول جورجينيو فينالدوم، الذي سجل أول هدف له مع ليفربول خارج ملعبه أمام روما على ملعب الأوليمبكو يوم الأربعاء الماضي، قد اعترف بأن ريـال مدريد سيكون هو التحدي الأكبر له خلال مسيرته الكروية. وأضاف: «ربما يكون هو أكبر اختبار يتعين علينا مواجهته، وأكبر تحد أواجهه كلاعب. سيكون الأمر صعبا؛ لكنه سيكون صعبا على الناديين. يتعين علينا أن نعرف قوة ريـال مدريد؛ لكن يتعين عليهم أيضا أن يدركوا مدى قوتنا. إنه ليس الفريق الوحيد الجيد أو الفريق الوحيد الذي يمكنه تحقيق الفوز في المباريات».
وتابع: «دوري أبطال أوروبا أكبر مسابقة يمكنك المشاركة فيها على مستوى الأندية، لذا فإنه أمر رائع أن تصل إلى المباراة النهائية لهذه البطولة في أول موسم لك مع الفريق؛ لكن إذا كنت تريد الفوز في المباراة النهائية، فيجب عليك أن تعرف أنه لا يوجد وقت للراحة». وفور إحرازه الهدف الثاني في مرمى روما، ركض فينالدوم نحو أندرياس كورماير، رئيس فريق الإعداد البدني بليفربول، وهو يحتفل بالهدف. ويقول اللاعب الهولندي عن ذلك: «اتفقت معه قبل عدة مباريات على أن أركض نحوه في حال تسجيلي لهدف؛ لكنني لم أسجل في المباريات السابقة. لقد صرح في عدد من المناسبات بأنني سأسجل هدفا؛ لكنه نسي بعد ذلك؛ لكن عاد قبل مواجهة روما وقال إنني سأسجل، وبالفعل سجلت».
بيانات إشادة من المسؤولين، إعلانات صاخبة وحملة لمكافحة المخدرات... أصبح المصري محمد صلاح، بالتوازي مع أدائه اللافت مع ناديه ليفربول، محط الأنظار في بلاده؛ حيث يحاول الكل الاستفادة من لاعب كرة قدم شاب بات وجها دوليا لامعا.
في القاهرة، لا تخفي السلطات رغبتها في الاستفادة من نجوميته. وعلى الرغم من حرص اللاعب البالغ 25 عاما على الابتعاد عن السياسة، لم يتردد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في وصفه بأنه «رمز القوة الناعمة لمصر».
أتى تصريح المسؤول المصري عبر «تويتر»، بعد الأداء المبهر لصلاح في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا ضد ناديه السابق روما، حين سجل هدفين، ومرر كرتين حاسمتين، ليقود «الحمر» إلى الفوز 5 – 2، وتحقيق نتيجة في مباراة الذهاب ساهمت في تأهل فريقه لبلوغ المباراة النهائية أمام ريـال مدريد. لم يقتصر التنويه بصلاح على المتحدث باسم الخارجية، بل وصل أيضا إلى تعبير الرئيس عبد الفتاح السيسي عن «فخره» بصلاح و«بكل مصري يرفع اسم مصر عاليا»، في أعقاب مباراة الذهاب.
واكتسب صلاح، ابن قرية نجريج بدلتا النيل، شهرة كبيرة منذ وصوله إلى إنجلترا الصيف الماضي قادما من روما، في صفقة وصلت قيمتها إلى 42 مليون يورو، إضافة إلى ثمانية ملايين من الحوافز والمكافآت.
وعلى الصعيد «الرسمي»، يساند صلاح حملة وزارة التضامن الاجتماعي لمكافحة المخدرات بعنوان «أنت أقوى من المخدرات»، ويظهر في فيديو تبثه محطات التلفزيون المحلية لتحذير الشباب من هذه الآفة. وبحسب الوزارة، أدى فيديو صلاح إلى زيادة كبيرة في عدد المكالمات للجهاز المسؤول عن المساعدة على الإقلاع عن المخدرات.
وبحسب الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، جمال عبد الجواد، فإن محاولة تحويل نجم كبير إلى رمز للقوة الناعمة ليس جديدا في مصر. وتبقى «كوكب الشرق» أم كلثوم «أكبر رمز لقوة مصر الناعمة» بعد أربعة عقود على رحيلها، بحسب عبد الجواد الذي يرى أنه قبل كرة القدم «كان الفن هو المجال الأساسي للقوة الناعمة المصرية»؛ ولكن بسبب الرهانات الكبيرة على نجم ليفربول، فإن شهرته يمكن أن تؤدي كذلك إلى خلافات، ومنها الأزمة التي نشبت في الأيام الماضية مع الاتحاد المصري لكرة القدم، على خلفية سوء استخدام حقوق الصورة العائدة له.
وتعد إحدى أبرز نقاط الخلاف، استخدام صورة صلاح على الطائرة العائدة للمنتخب، وإلى جوارها العلامة التجارية لشركة الاتصالات «وي» الراعية للمنتخب، وهي شركة منافسة لـ«فودافون» الراعي الشخصي لصلاح.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».