الهند وجهة الأفارقة المختارة للعلاج

توقعات بارتفاع عائدات قطاع السياحة العلاجية من 3 إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2020

الهند وجهة الأفارقة المختارة للعلاج
TT

الهند وجهة الأفارقة المختارة للعلاج

الهند وجهة الأفارقة المختارة للعلاج

عاد فرانسيس مونيوا وايتيتو، أحد أعضاء البرلمان الكيني، أخيرا إلى أرض وطنه من الهند بعد رحلة علاج ناجحة شفي فيها من مرض سرطان المخ. وأقام وايتيتو، الذي يُعرف أيضاً باسم «واكابي»، في الهند لمدة سبعة أسابيع، ويقال إنه قد تفاجأ برؤية مئات الكينيين في الهند، بعضهم وتحديداً 13 منهم من أعضاء البرلمان الكيني، حيث يتلقى أكثر أعضاء البرلمان الكيني العلاج في فروع مختلفة لمستشفى «أبوللو» في نيودلهي وغيرها من المدن الهندية. ولا تعد تلك الحالة فريدة من نوعها بل استفاد كثير من المرضى الأفارقة من وجود أفضل المراكز والمستشفيات الطبية في الهند، وسارعوا إلى المستشفيات العالمية بها مثل «تاتا» و«هيندوجا» في مومباي، و«أبوللو» في تشيناي، و«إيه إي إي إم إس» في دلهي، و«فورتيس» في بنغالورو، وغيرها.
لا عجب إذن من توقُّع نمو وارتفاع عائدات قطاع السياحة العلاجية من 3 مليارات دولار إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2020، وذلك مع تيسير الحكومة إصدار تأشيرات العلاج الإلكترونية العام تلو الآخر. يُسهِم المرضى القادمون من أفريقيا بالحصة الأكبر من ذلك النمو الذي يشهده قطاع السياحة العلاجية في الهند. وتخسر أفريقيا أكثر من مليار دولار سنوياً بسبب تلقي العلاج خارج القارة بحسب إحصاءات البنك الدولي عام 2015.
عندما نجح فريق من جراحي العظام في مستشفى «أبوللو» في إجراء جراحة استبدال مفصلي فخذ في مرة واحدة بقيادة دكتور شارات كومار أخيراً للمريضين هيلو محمد حسانو البالغ من العمر 66 عاماً من كينيا، ومحمد عابدي من الصومال، انتشر نبأ هذا الأمر انتشاراً واسعاً. لقد أتوا إلى مجمع «أبوللو هيلثكير» الطبي على كراسيّ مدولبة، وبعد الفحص الطبي، خضع كل منهما إلى عملية جراحية لاستبدال مفصلي فخذ معاً. بحسب دكتور شارات كومار، كانت هناك أدلة سريرية قوية تشير إلى أن استبدال مفصلي فخذ كل منهما في مرة واحدة سيكون آمناً مثل عملية استبدال مفصل واحد في المرة، والهدف من ذلك هو خفض التكلفة، وجعل مدة الإقامة أقصر، مع وضع المضاعفات أو العدوى المحتملة في الاعتبار.
على الجانب الآخر، قررت أبيديمي أوغبونا من مدينة لاغوس في نيجيريا الذهاب إلى مستشفى قريب يسمى «أبوللو»، بعدما شعرت بألم حاد منذ ثلاثة أعوام، وكانت تعتقد أن مشكلتها بسيطة، لكنها صُدمت حين أخبرها الطبيب أنها بحاجة ملحّة إلى زراعة كلية. وأخبرها الطبيب أيضاً بعدم إمكانية إجراء تلك العملية في بلادها. لذا كان السفر إلى الهند هو أفضل الخيارات بالنسبة إليها للخضوع لعملية جراحية ناجحة. تمكنت أسرة أبيديمي، التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، من دفع النفقات، وتم عمل الترتيبات اللازمة فوراً.
حدد مستشفى «أبوللو» في نيجيريا مع فرع المستشفى في الهند موعداً للعملية الجراحية، وساعدت المريضة في الحصول على التأشيرة، وحجزت لها رحلة الطيران، ومكان الإقامة في الهند. كانت كل ما تحتاج إليه بعد ذلك هو دفع الفاتورة، وبمجرد قيامها بذلك، استقلت الطائرة في رحلة طويلة لإنقاذ حياتها، اصطحبت فيها والدتها معها. من الخيارات الأخرى التي كانت أمامها الذهاب إلى الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة، لكن نظام الرعاية الصحية في البلدين مكلف للغاية، والحصول على تأشيرة يُعد أمراً في غاية الصعوبة، على عكس الهند، التي يمكن الحصول على تأشيرتها في غضون أسبوعين، وتكلفة العلاج بها زهيدة مقارنة بالبلدين. تشبه قصة أوغبونا مئات القصص لأفارقة سافروا إلى الخارج من أجل تلقي الرعاية الطبية اللازمة.

ما الذي يجعل الهند الوجهة المختارة في قارة أفريقيا؟

تفتخر الهند بما لديها من أطباء مؤهلين، ومعدات متطورة حديثة، وتحظى طرق العلاج المتبعة بها على موافقة منظمة الصحة العالمية، وإدارة الغذاء والدواء الأميركية. إلى جانب الخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات والأطباء، يذهب المرضى إلى الهند بسبب انخفاض تكاليف العلاج مقارنة بتكاليف العلاج في كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة. على سبيل المثال، تبلغ تكلفة زراعة كلية في الهند نحو 13 ألف دولار، في حين تصل تكلفتها في الولايات المتحدة الأميركية إلى 300 ألف دولار. يقول دكتور ديراج بوجواني، رئيس مؤسسة «فوررانرز هيلثكير كونسالتنتس»، التي تعد واحدة من أكبر مراكز تقديم الخدمة الطبية في الهند، والتي يعمل بها أهم وأنجح الجراحين في البلاد: «تتراوح تكلفة عملية زراعة الكلى من متبرع تربطه صلة قرابة بالمريض بين 13 و16 ألف دولار».
كذلك لن ينفق شخص أفريقي قادم إلى نيودلهي من أجل عملية زراعة قلب سوى 7200 دولار، في حين إذا اختار الذهاب إلى الولايات المتحدة الأميركية سوف ينتهي به الحال إلى إنفاق ما يقرب من مائة ألف دولار. الأسعار في مستشفيات «أبوللو» ثلث أو عشر أسعار المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة على حد قول هاريندر سيدو، رئيس العمل الدولي بالمؤسسة.
وقد افتتحت سلاسل لمستشفيات هندية مثل «أبوللو هيلثكير»، و«ميدانتا»، و«ماكس»، و«فورتيس»، فروعاً لها في أفريقيا مما جعل الأفارقة يدركون المعايير التي تطبقها تلك المؤسسات. كذلك تقدم تلك المستشفيات خطط تأمين دولية للأجانب.
واتخذت الحكومة الهندية خطوات لجذب المزيد من المرضى الأفارقة إدراكاً منها لكونها سوقاً محتملة. فتقدم الهند حالياً عروض سياحية جذابة للسائحين القادمين بغرض الاستشفاء من بينها خصومات على السفر، وفرص لاصطحاب مرافق، ورحلات لزيارة المعالم السياحية الشهيرة في البلاد. ومع تزايد الطلب على الرعاية الصحية في الهند، طورت المستشفيات ما تقدمه من خدمات؛ فإلى جانب الاستشارات، والعقاقير، والإجراءات الطبية نفسها، باتت المستشفيات تمنح المرضى خطوط هواتف محمولة عند وصولهم، وتساعدهم في الحصول على التأشيرات، وتوفر لهم مترجمين، وكذلك تقدم خدمة تغيير العملة داخل المستشفى، وتوفر خدمة الإنترنت اللاسلكي، والطعام، والانتقال من وإلى المطار. كذلك يتم توفير الطعام والإقامة للأقارب المرافقين، بل ويتم اصطحابهم في جولات سياحية إلى تاج محل، أو غيرها من المناطق السياحية. ويعمل في كثير من المستشفيات الهندية الخاصة فرق عمل دولية خاصة بالمرضى، وتوجد أكشاك دائمة أو حتى عيادات في المطارات الكبرى للترحيب بالنزلاء.
على الجانب الآخر، انجذبت مؤسسات طبية هندية خلال الفترة الأخيرة إلى الاستثمار في أفريقيا، ويمكن لتلك المؤسسات التوسع إلى المدن الصغيرة والقرى من خلال إنشاء مراكز، وتعزيز الطلب في الدول الأفريقية. يقول رامامورتي: «يتوافق ذلك مع ما يقومون به على المستوى المحلي»، في إشارة إلى العيادات الصغيرة التي تقدم خدمات التشخيص والاستشارة، وتقوم بتحويل المرضى إلى فروع في مدن أكبر. أضاف رامامورتي قائلاً: «يساعد افتتاح فروع في أفريقيا في زيادة أعداد السائحين الباحثين عن الاستشفاء، ويتيح للمرضى أيضاً متابعة حالاتهم الصحية».
كذلك أقامت الحكومة الهندية شراكة مع الاتحاد الأفريقي من أجل إنشاء شبكة إلكترونية أفريقية لتيسير الاتصال على المرضى من خلال توفير خدمات تعليمية وطبية عن بعد لمتابعة خطة العلاج بعد عودة المرضى إلى بلادهم.
أوضحت ريتا تيوتيا، سكرتيرة في وزارة التجارة، قائلة: «أكثر من 50 في المائة من المرضى الأجانب الذين يأتون إلى الهند من منطقة أفريقيا. نحن نعمل مع المرضى عن قرب بدءاً بتوفير إقامتهم، مروراً بإتمام إجراءات التأشيرة، ووصولاً إلى تقديم العلاج الطبي. نحن نقدم كل الخدمات لتوفير أفضل سبل العلاج المتاحة لهم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.