اعتقال حاكم «لامو» الكينية لتهم تتعلق بهجمات دامية

الشرطة أوقفت 13 شخصا يشتبه بأنهم ضالعون في «تطهير إثني»

اعتقال حاكم «لامو» الكينية لتهم تتعلق بهجمات دامية
TT

اعتقال حاكم «لامو» الكينية لتهم تتعلق بهجمات دامية

اعتقال حاكم «لامو» الكينية لتهم تتعلق بهجمات دامية

أوقفت الشرطة في كينيا حاكم منطقة لامو الساحلية عيسى تمامي، وذلك للتحقيق معه حول تهم موجهة له تتعلق بعلاقة قد تكون تربطه بهجمات دامية أسفرت عن مقتل 60 شخصا.
وأعلن قائد وحدة التحقيقات الجنائية في الشرطة الكينية نديغوا موهورو، أن الحاكم أوقف للتحقيق معه في الهجمات الأخيرة على الساحل. وأضاف موهورو، أن تمامي أوقف مساء أمس (الأربعاء)، في بلدة لامو، على أن يمثل اليوم (الخميس) أمام إحدى المحاكم.
وقال موهورو، إن «الحاكم موقوف رهن التحقيق وهناك عدة تهم موجهة إليه على علاقة بالهجمات» من دون إضافة أي تفاصيل أخرى.
والحاكم الموقوف عضو في «المنتدى الديمقراطي المتحد»، وهو حزب صغير لا ينتمي إلى الائتلاف الحكومي ولا إلى التحالف المعارض الرئيس الذي يقوده رايلا أودينغا.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية أن الشرطة أوقفت أمس 13 شخصا يشتبه بأنهم أعضاء في «مجلس مومباسا الجمهوري»، وهو مجموعة انفصالية ناشطة على الساحل الكيني على المحيط الهندي، للاشتباه بتخطيطهم لهجمات ذات طابع «تطهير إثني» في المنطقة.
وأوقفت الشرطة ثلاثة أشخاص على الأقل هم شرطي وصاحب سيارة استخدمها المهاجمون، ومستخدم مفترض لعدة حسابات مزورة لحركة الشباب. كما قتلت الشرطة خمسة أشخاص يشتبه بمشاركتهم في الهجمات.
وقتل ستون شخصا في 15 و16 يونيو (حزيران) في بلدة مبيكيتوني وقرية قريبة بأيدي مسلحين مجهولي الهوية. كما قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص ليل الاثنين/ الثلاثاء في المنطقة ذاتها القريبة من أرخبيل لامو السياحي.
وتبنت «حركة الشباب» الصومالية المتطرفة الهجومين، ردا على التدخل العسكري الكيني في الصومال.
لكن الرئيس الكيني أوهورو كيناتا نفى ضلوع حركة الشباب ونسب الهجومين إلى «شبكات سياسية محلية» مرتبطة بـ«عصابات إجرامية»، متهما بذلك ومن دون أن يذكرها بالاسم، المعارضة بزعامة رايلا أودينغا، خصمه الذي هزم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مارس (آذار) العام الماضي.
ونفى أودينغا والمعارضة بشدة هذه الاتهامات التي أحيت توترا سياسيا إثنيا قديما في بلد لا يزال يذكر أعمال العنف الدامية التي تلت الانتخابات في نهاية 2007 ومطلع 2008 بعدما احتج أنصار أودينغا على هزيمته المعلنة أمام مواي كيباكي المدعوم آنذاك من كيناتا.



بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
TT

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب، كان إلى وقت قريب مجرد صحافي في التلفزيون الحكومي، في حين أسندت حقيبة الدفاع إلى قائد الجيش السابق.

وزير الدفاع الجديد يتسلم مهامه اليوم من سلفه (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

الوزير الأول الجديد، ريمتالبا جان إيمانويل ويدراوغ، يبلغ من العمر 40 عاماً، اشتهر خلال العامين الأخيرين بأنه من أبرز الوجوه الإعلامية والسياسية المدافعة عن الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، والتحالف مع روسيا، والقطيعة مع المستعمر السابق؛ فرنسا.

وأدى ويدراوغ اليمين الدستورية، الاثنين، بعد أن شكّل حكومة من 24 وزيراً، حملت بعض التغييرات بالمقارنة مع الحكومة السابقة؛ إذ دخلها وزيران جديدان، ورحل ثلاثة آخرون.

الجيش أولاً

التعديل الأبرز في هذه الحكومة الجديدة تمثّل في خروج وزير الدفاع السابق قاسم كوليبالي، وتعيين اللواء سيليستين سيمبوري خليفة له، وهو القادم من قيادة الأركان العامة للجيش.

ويرى مراقبون أن تعيين اللواء سيمبوري في منصب وزير الدفاع وقدماء المحاربين يحمل رسالة واضحة على أن الجيش هو مَن يقود الحرب على الإرهاب، في بلد عاش لسنوات طويلة حالةً من الصراع بين أجنحة المؤسسة العسكرية، خصوصاً حين كان الحرس الجمهوري يتصرّف بصفته فصيلاً مُسلّحاً هو الأقوى في البلاد.

الوزير الأول الجديد وهو يتسلم مهامه أمس (الوزارة الأولى بوركينا فاسو)

رئيس الدولة النقيب إبراهيم تراوري، منذ أن قاد انقلاباً عسكرياً قبل عامين، بدأ إعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة، هدفها المعلن هو تحسين القدرات لمواجهة خطر الإرهاب، ولكن الهدف الخفي ترميم المؤسسة العسكرية، وطي صفحة صراع الأجنحة فيها.

النصر قريب

وفي أول تصريح يدلي به وزير الدفاع الجديد، الثلاثاء، قال إن مهمته الأولى والوحيدة هي «تكثيف الحرب على الإرهاب»، وأضاف اللواء خلال حفل استلام مهمته الجديدة: «بالتعاون مع أصدقائنا في مجموعة دول الساحل (مالي والنيجر)، سنوّجه الضربات اللازمة للإرهاب، حتى يعود السلام الذي عرفناه من قبل، ويمضي بلدنا قدماً نحو التنمية لتحقيق سعادة شعبنا».

اللواء الذي كان يقود الأركان العامة للجيش، تحدّث عن انتصارات تحققت مؤخراً في مواجهة الجماعات الإرهابية، وقال إنها مؤشر واضح على «قرب هزيمة الإرهاب»، ثم أضاف: «أعتقد أننا نقترب من نهاية النفق، وهناك بصيص أمل يلوح في الأفق، وأنا واثق بأنها مسألة وقت فقط».

وتعهّد الوزير الجديد بالعمل على «إصلاحات عميقة داخل الجيش، لمواجهة التحديات الأمنية التي تعيشها البلاد منذ نحو عقد من الزمن»، وفق تعبيره.

تحديات كبيرة

بوركينا فاسو تواجه هجمات إرهابية متصاعدة منذ 2015، ولكن وتيرتها تصاعدت خلال السنوات الأخيرة حتى سيطرت جماعات مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة» على نحو 40 في المائة من مساحة البلاد، لتدخل بوركينا فاسو منذ مطلع 2022، حالة من عدم الاستقرار السياسي، وسط سلسلة من الانقلابات العسكرية.

وفيما يبدو أن الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي يزداد تعقيداً، يواصل الحكام الجدد في بوركينا فاسو حربهم ضد الإرهاب، بالاعتماد على شراكة أمنية وعسكرية مع روسيا؛ اللاعب الجديد القوي في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.

الوزير الأول الجديد في أول تصريح له، الاثنين، قال إن جميع سكان بوركينا فاسو «يرغبون في رؤية البلاد هادئة مرة أخرى، لمزاولة أنشطتهم بسلام؛ إنهم يريدون العيش في دولة ذات سيادة كاملة، يستعيد فيها الجيش السيطرة على جميع أراضيها».

ولكنّه في الوقت ذاته، تحدّث عن تحديات أخرى «ترتبط بالصحة والتعليم والاكتفاء الذاتي الغذائي والبنية التحتية»، وأضاف: «لذلك فإنني أتولّى منصبي في هذا السياق الصعب؛ إذ يتعيّن علينا أن نشنّ الحرب بينما ندير أدوات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتناغمة».