دعا رئيس مجلس النواب (البرلمان) الليبي عقيلة صالح إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية العام، وفقاً لخطة بعثة الأمم المتحدة، فيما خاضت ميليشيات محسوبة على حكومة الوفاق الوطني معارك شوارع بأسلحة متوسطة وثقيلة في قلب طرابلس، فجر أمس.
ورأى صالح أن «الانتخابات الرئاسية في ليبيا يجب أن تتم قبل نهاية العام الجاري عن طريق الشعب مباشرة»، لافتاً إلى «ضرورة انتخاب رئيس للدولة، ليكلف بدوره رئيساً للحكومة يحل مشكلات الشعب». وشدد على أن «التوجه لانتخابات رئاسية ثم برلمانية هو مصلحة ليبيا والاتجاه الدولي».
وتعهد الحصول على دعم أعضاء مجلس النواب الموجود في مدينة طبرق لهذه الفكرة التي قال أيضاً إنها «مطلب شعبي»، قبل أن يوضح أن رئيس البعثة الأممية غسان سلامة أبلغه أخيراً بأن استطلاعات رأي في ليبيا «بينت رغبة المواطنين بالتوجه للانتخابات». وأضاف أن «هناك توجهاً دولياً وأممياً داعماً لإجراء الانتخابات في ليبيا كحل للأزمة».
وبعدما أعلن أنه سيدعو أعضاء مجلس النواب إلى البت في مسألة الانتخابات، قال: «أنا شخصياً أؤيد الانتخابات الرئاسية قبل نهاية هذا العام، يجب التعجيل في التوجه للانتخابات الرئاسية لكي نجنب البلاد مزيداً من الانقسام»، مستبعداً إمكانية الوصول إلى اتفاق سياسي حقيقي قريباً.
ورأى أن «المخرج لحل الأزمة هو تنظيم الانتخابات في سبتمبر (أيلول) المقبل، على اعتبار أن الوقت لا يسمح بإجراء تعديلات على الاتفاق السياسي أو تشكيل حكومة جديدة». وأشار إلى أن «هناك اتجاهاً لتكليف المفوضية العامة للاستعداد للانتخابات وإعطاء الناس فرصة للترشح».
وفي محاولة للتقليل من الاجتماع المثير للجدل الذي عقده قبل أيام في المغرب مع خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، نفى صالح وجود ترتيب مسبق لهذا الاجتماع، قائلاً: «جمعتنا وجبة عشاء أقامها وزير خارجية المغرب».
وجاءت هذه التصريحات مع تأكيد المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي أن المحادثات التي جرت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أول من أمس، رصدت «تقدماً نسبياً في المشهد الليبي، وهو ما يستلزم الإسراع بعقد الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، أخذاً في الاعتبار أن الأوضاع في ليبيا تؤثر على أمن واستقرار منطقة البحر المتوسط بأكملها».
من جهة أخرى، كشفت مصادر ليبية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، رفض أخيراً تحفظات أبدتها قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا المعروفة باسم «أفريكوم»، على احتمال إعطاء حفتر تعليمات لقواته التي تحاصر مدينة درنة في شرق البلاد باجتياحها.
ونفى رئيس أركان الجيش الوطني الفريق عبد الرزاق الناظوري، أبرز مساعدي حفتر، احتمال مشاركة قوات روسية أو مصرية في هذه العملية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش يطارد نحو 500 من المتطرفين المتحصنين داخل المدينة التي تعتبر المعقل الرئيسي للجماعات الإرهابية في منطقة ساحل شرق ليبيا».
ووزع مكتب حفتر، مساء أول من أمس، صوراً له داخل «غرفة عمليات عمر المختار» لتحرير درنة، مشيراً إلى أنه «اطلع على الترتيبات النهائية لمعركة تحرير المدينة واجتمع بقادة الغرفة وأمراء محاور القتال».
إلى ذلك، تجددت الاشتباكات العنيفة بأسلحة متوسطة وثقيلة بين ميليشيات في طرابلس محسوبة على حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فائز السراج، فجر أمس. وقالت مصادر أمنية وسكان إن الاشتباكات توقفت بعد ساعات من اندلاعها، إلا أن مصدراً أمنياً توقع تجددها، مشيراً إلى «تحشيد مستمر ومتبادل بين الميليشيات التي تورطت في المعارك».
وأظهرت لقطات مصورة وشهادات لسكان محليين وقوع مواجهات عنيفة بالأسلحة المتوسطة ومضادات الطائرات في باب العزيزية وضاحية أبو سليم بين «كتيبة الأمن المركزي - أبو سليم» التي يقودها عبد الغني غنيوة و«كتيبة النواصي»، وكلتاهما محسوبة على وزارة الداخلية التابعة لحكومة السراج. وتحدث سكان عن سماع صوت إطلاق نار عنيف في ضواحي عدة من المدينة بسبب خلاف طرأ بشكل مفاجئ بين الجانبين على خلفية استيلاء أحدهما على سيارات تابعة للآخر. وخاضت عناصر مسلحة من الطرفين معارك شوارع في طرابلس، كان بالإمكان سماع دويها في الضواحي القريبة خاصة منطقة أبو سليم وميدان فلسطين القريب من معسكر باب العزيزية، حيث تتمركز مفرزة للأمن المركزي في معسكر 77 المقابل للمعسكر.
وفي تطور منفصل، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط فتح تحقيق لكشف ملابسات تحطم طائرة للشحن، أول من أمس، عقب إقلاعها من حقل الشرارة النفطي جنوبي البلاد، ومقتل ثلاثة من طاقهما وجرح رابع. وقالت المؤسسة في بيان إن طائرة الشحن العسكرية التابعة لسلاح الجو وهي من نوع «سي 130» تحطمت عقب إقلاعها من مدرج الحقل على بعد كيلومترين، بعد تفريغ 18 طناً من مواد التموين ومستلزمات الصيانة للحقل.
عقيلة صالح يدعو إلى اختيار رئيس وبرلمان قبل نهاية العام
عقيلة صالح يدعو إلى اختيار رئيس وبرلمان قبل نهاية العام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة