«مهرجانات بعلبك الدولية» تكرّم أم كلثوم وتلقي تحية على روسيني

الفنانان اللبنانيان جورج خباز وجاهدة وهبة إلى القلعة التاريخية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في بيروت للإعلان عن برامج «مهرجانات بعلبك الدولية» ({الشرق الأوسط})
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في بيروت للإعلان عن برامج «مهرجانات بعلبك الدولية» ({الشرق الأوسط})
TT

«مهرجانات بعلبك الدولية» تكرّم أم كلثوم وتلقي تحية على روسيني

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في بيروت للإعلان عن برامج «مهرجانات بعلبك الدولية» ({الشرق الأوسط})
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في بيروت للإعلان عن برامج «مهرجانات بعلبك الدولية» ({الشرق الأوسط})

كعادتهن نساء لجان المهرجانات اللواتي آلين على أنفسهن أن يجعلن من صيف كل سنة فناً وحبوراً لأهل لبنان وزواره، يمضين هذه السنة في الإعلان عن برامجهن، غير آبهات بضجيج الانتخابات النيابية وصخبها. بعد «بيت الدين» جاء دور «مهرجانات بعلبك الدولية» أمس، على مبعدة أسبوع من الذهاب إلى صناديق الاقتراع، حيث أُعلن عن برنامج حافل يجمع الموسيقى الكلاسيكية والطرب إلى الجاز والرقص والمسرح، في تنويعة لكل الأذواق. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد في «فندق مونرو» في بيروت، تحدثت رئيسة لجنة المهرجانات نايلة دوفريج، عن إصرارها على أن يُعرف البرنامج باكراً قدر الممكن نزولاً عند رغبة مغتربين طلبوا ذلك، لينظموا حجوزاتهم بما يتوافق والحفلات التي يتمنون حضورها. وتحدث وزير السياحة أواديس كيدانيان عن صيف يتوقع أن يكون من بين الأفضل سياحيا في السنوات الأخيرة، وهو ما كان يؤمل للصيف الماضي، لكنّ عراقيل حالت دون ذلك. وأمل كيدانيان «أن تتحقق كل الوعود التي قطعت لرفع الحظر عن سفر الخليجيين إلى لبنان بعد الانتخابات»، آملا «أن يكون لبنان وجهة السّياح من كل العالم».
ووعد رئيس بلدية بعلبك العميد حسين لقيس الزوار بأنّهم سيكتشفون مدينة الشمس بعد أن أعيد تأهيل مدخلها ووضعت خطة سير جديدة، وها هي السفارة الإيطالية بالتنسيق مع وزارة الثقافة واليونيسكو، تمضي في تأهيل الهياكل، حيث وصل معبد جوبيتر إلى المرحلة الثانية.
الجميع يعمل إذن، من أجل أن يقدم البرنامج بحفلاته السبع في أحسن الظروف الممكنة. ففي الثامن من يوليو (تموز) حفل تمهيدي موسيقي سينمائي لخالد مزنر لدعم مهرجانات بعلبك، حيث سيستمع الحضور إلى مقتطفات من فيلم نادين لبكي الأخير «كفرناحوم» الذي اختير للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي لعام 2018. وهذا الحفل سيسبق العرض الأول للفيلم وتحضره المخرجة والممثلان الرئيسيان. وسيعزف العازف والمؤلف الموسيقي خالد مزنر زوج نادين لبكي وشريكها في الفيلم على البيانو، برفقة أوركسترا تضمّ عازفين منفردين يقدمون مؤلّفاته معه لجمهور تلك الأمسية.
وكانت اللجنة قد كشفت قبل ذلك عن جزء من برنامجها وعدد من حفلاتها، بينها حفل الافتتاح تحية للسيدة أم كلثوم، بصوت الفنانتين مروة ناجي ومي فاروق حيث ستؤدّيان مجموعة من أجمل ما غنّت كوكب الشرق مثل «أغداً ألقاك»، و«أنت الحبّ»، و«أنا في انتظارك ملّيت»، و«ألف ليلة وليلة» و«يا مسهّرني»... العزف للأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية، يقودها ويوزع الألحان الفنان المصري هشام جبر.
ومعلوم أنّ الفنانة الراحلة أم كلثوم كانت قد أحيت ثلاث حفلات في قلعة بعلبك عام 1966 و1968 و1970. وأرادت اللجنة هذه السنة تكريم ذكراها من خلال حفل هو ثمرة تعاون مصري - لبناني، كان للسفارة المصرية في لبنان دور بارز فيه.
وللموسيقى الغربية الكلاسيكية حصة. فبمناسبة الذكرى 150 على رحيل المؤلّف الموسيقي الإيطالي «جواكينو روسيني»، سيستمتع الحضور يوم 27 يوليو بالعمل الموسيقي الديني «ستابات ماتر»، يليه الجزء الأخير لموسيقى قدّاس الموتى بعنوان «Libera Me» لفردي الذي ألّفه من أجل روسيني. يحيي هذا الحفل أربعة مغنين منفردين ذائعي الشهرة عالمياً وهم السوبرانو المتميزة جويس خوري التي تألقت في العام الماضي في دار الأوبرا الملكية في لندن بدور لاترافياتا، تشاركها دانييلا بارسيلونا المتخصصة في تأدية أغاني الـbelcanto كما يشارك هاتين النجمتين، نجمان صاعدان من عالم الغناء الأوبرالي وهما باولو فانالي وكريزستوف باتشيك. ويتولى الأب توفيق معتوق قيادة أوركسترا الحجرة للإذاعة الرومانية في بوخارست. ويرافق الحفل كورس الجامعة الأنطونية وجامعة سيّدة اللويزة.
وتعود لجنة المهرجانات إلى فنانين عالميين من أصول لبنانية، فكان العام الماضي إبراهيم معلوف عازفاً على المسرح ليقنع هذه السنة الموسيقي الموهوب ماثيو شديد بالمشاركة في بعلبك. وهو ابن الموسيقي لويس شديد وحفيد الأديبة الراحلة أندريه شديد من أصول لبنانية مهاجرة إلى مصر وأقامت بعد ذلك في فرنسا. سيزور ماثيو لبنان ليعزف على أدراج معبد باخوس تحية لذكرى والده، يوم 4 أغسطس (آب) أشهر مقاطعه الموسيقية في حفل ضخم صُمم خصيصاً من أجل بعلبك بمشاركة إبراهيم معلوف عازفاً على آلة البوق وغيره من ضيوف الشرف.
وماثيو معروف باسم «إم» وهو حائز على الحصّة الكبرى من جوائز Victoires de la Musique الفرنسية مع 13 جائزة في رصيده. برز كعازف على أكثر من آلة وتحديداً بقدرته الاستثنائية على العزف على الغيتار.
وتنصف مهرجانات بعلبك هذه السنة مسرحيا رغم مواهبه المتعددة ومحبة الناس له وجمهوره العريض لا يزال يحتاج لاعتراف كبير وهو الفنان المسرحي الممثل والمخرج والمؤلف جورج خباز. ويحضر حالياً لميوزيكال أو كوميديا مسرحيّة موسيقيّة لعمله «الّا إذا» الذي سبق له أن قدّمه على مسرح «شاتو تريانو» لمدة سبعة أشهر.
وهكذا تحقق حلم خباز في أن يحوّل مسرحيته هذه إلى ميوزيكال، حيث ترافقه أوركسترا من 35 عازفاً بقيادة لبنان بعلبكي وفرقة استعراضية بعلبكية، ويقدم عمله لليلتين يومي 10 و11 من أغسطس.
وتجمع حفلة تحييها جاهدة وهبة مع المؤلف الموسيقي وعازف البيانو إيلي معلوف بين الطرب الأصيل والجاز، حيث يقدم هذا الثنائي يوم 17 أغسطس ليلة في معبد باخوس يعزف خلالها إيلي معلوف مجموعة من مؤلّفاته مع فرقته الموسيقية القادمة من باريس مكان إقامته، وتغني جاهدة وهبة من المكتبة الموسيقية العربية أغنيات تمّ اختيارها وترتيبها بعناية بالإضافة إلى «افتتاحية لبعلبك» أُلّفت خصيصاً للمناسبة.
أمّا حفل الختام فهو للكاتب والمؤلف الموسيقي والمغني الملتزم الناشط في مجال حقوق الإنسان الأميركي بن هاربر الذي سعت مهرجانات بعلبك لاستضافته طوال السنوات القليلة الماضية، ويحطّ مع فرقته لأول مرة في بلد عربي ليمتع محبيه وهو المعروف بالمزج بين البوب والروك والبلوز، كما يتميز بعزفه الخاص على الغيتار، ويغني خلال هذا الحفل أشهر أغنياته.
وحضر المؤتمر الصحافي الذي أعلن خلاله البرنامج إضافة إلى وزير السياحة كيدانيان ورئيس بلدية بعلبك حسن اللقيس، فنانون بينهم الفنانان جورج خباز وجاهدة وهبة، وكذلك سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيث ريتشارد ممثلة بكريستينا سميث، وسفير إيطاليا ماسيمو ماروتي، ورئيسة «مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية» الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، وتمثل وزير الثقافة غطاس الخوري بمستشارته ألين طحيني قساطلي التي نقلت للجنة المهرجانات موافقة الوزارة على المساعدة في العمل على أرشيف مهرجانات بعلبك.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.