الجزائر: «اليسار التقليدي» يعلن المشاركة بمرشح لـ«رئاسية 2019»

TT

الجزائر: «اليسار التقليدي» يعلن المشاركة بمرشح لـ«رئاسية 2019»

تعرف الجزائريون، أمس، على أول مرشح لانتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، ممثلاً لـ«اليسار التقليدي»، الغائب عن السباقات الانتخابية منذ سنوات طويلة.
ويتعلق الأمر بفتحي غراس، المتحدث باسم «الحركة الديمقراطية والاجتماعية»، وهو سياسي له حضور لافت في الإعلام، زيادة على شهرته كممثل سينمائي. وجاء الإعلان عن ترشيح غراس بنهاية مؤتمر عقده الحزب أول من أمس، وهو الأول منذ 20 سنة. وصرح حميد فرحي منسق الحزب اليساري، بخصوص أسباب تقديم مرشح للرئاسة لأول مرة منذ تأسيس الحزب بداية تسعينات القرن الماضي، بأن «الحركة الديمقراطية لم تتخلف أبداً عن أي استحقاق رئاسي... كل ما في الأمر أن النظام تحايل على مرشحنا في كل مرة بإقصائه من المشاركة»، في إشارة ضمناً إلى عجز الكثير من المرشحين عن جمع 60 ألف إمضاء لمواطنين عاديين، كشرط لإيداع ملف الترشح بالمحكمة الدستورية.
وأفاد فرحي بأن قيادة الحزب «تعوّل على دعم المناضلين الحقيقيين والوطنيين والعاطلين عن العمل، وفئات العمال في مختلف قطاعات النشاط». والفئات التي تحدث عنها المنسق كانت دائماً سنداً للسيدة لويزة حنون، رئيسة «حزب العمال» التي شاركت في استحقاق 2014، وكانت تمثل مرشحة اليسار، ويرجَّح أنها منزعجة من منافسة فتحي غراس الذي سيأخذ لا محالة من «وعائها الانتخابي».
ويخفق عدد كبير من الطامحين إلى الرئاسة أمام امتحان جمع التوقيعات، ولا يتجاوزه إلا حزب يملك عشرات الآلاف من الأنصار في كل الولايات الـ48.
وقال القيادي في الحركة اليسارية، ياسين تقية، إن حركته قدمت في 2004 «مناضلها صالح منتوري للانتخابات، غير أن النظام اختار بوتفليقة (لولاية ثانية) آنذاك، ما دفعنا إلى إعادة حساباتنا لأننا كنا نعلم مسبقاً نتيجة الانتخابات». وكان النظام في 2004 منقسماً حيال دعم ترشح بوتفليقة. فرئيس أركان الجيش (توفي في 2012) الجنرال محمد العماري عارض استمراره في الحكم، بينما اختار مدير المخابرات (متقاعد منذ 2015) الجنرال محمد مدين، العكس وكانت كفته مرجحة لبوتفليقة.
ويُعتقد أن دخول مرشح من اليسار، المنافسة المرتقبة، سيخدم أجندة السلطة التي تبحث عن تعدد الترشيحات لإعطاء مصداقية لـ«سادس انتخابات رئاسية تعددية» في تاريخ الجزائر. وفي الغالب تكون «توليفة» من المترشحين حاضرة في الاستحقاق الرئاسي، وبخاصة من «التيار الإسلامي المعتدل»، ومن اليسار، وأحياناً من الليبراليين. وعادةً لا يزيد عدد المتنافسين على 5، بمن فيهم «مرشح النظام».
وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه اليسار عن مرشحه للانتخابات الرئاسية، جمع حزب الرئيس «جبهة التحرير الوطني» (أغلبية)، في العاصمة، 6 تنظيمات تابعة لطلبة الجامعة، بغرض مناشدة بوتفليقة الترشح لـ«الخامسة». وشارك في الاجتماع وزير التعليم الحالي الطاهر حجار، الذي تحدث أمام عدد كبير من الصحافيين، عن «إنجازات الرئيس في قطاعنا وتمثلت في بناء 10 جامعات ومخابر». وتم إطلاق «تنسيقية جيل بوتفليقة»، في إشارة إلى مئات الآلاف من الشباب ممن لم يعرفوا رئيساً آخر غير بوتفليقة، الذي وصل إلى الحكم عام 1999. وقاد اجتماع الطلبة أمين عام «الجبهة» جمال ولد عباس، بينما دعا حجار ما بقي من تنظيمات طلابية، عددها 3، إلى «الالتحاق بالتنسيقية». وأشاد الوزير بـ«مجانية الدراسة في الجامعة الجزائرية، فيما تُضطرون في فرنسا إلى تسديد ألفي يورو فقط من أجل التسجيل للدراسة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.