مشاريع تنموية في المكلا في ذكرى تحريرها من «القاعدة»

بن دغر تفقدها رفقة 11 وزيراً... وهادي ناقش مستجدات السلام مع السفير الأميركي

TT

مشاريع تنموية في المكلا في ذكرى تحريرها من «القاعدة»

في سياق التحركات الميدانية التي تبذلها الحكومة اليمنية لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، وصل رئيسها أحمد عبيد بن دغر مع 11 وزيراً، أمس، إلى مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت (شرق) بالتزامن مع حلول الذكرى الثانية لتحريرها من قبضة عناصر تنظيم «القاعدة».
وتزامنت تحركات الحكومة الشرعية مع تصريحات للرئيس عبد ربه منصور هادي جدّد فيها تمسك القيادة اليمنية بمرجعيات السلام المتوافق عليها لإنجاز أي اتفاق للسلام مع الانقلابيين الحوثيين، وهي: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمها القرار 2216.
وجاءت تصريحات هادي، أمس، خلال لقاء جمعه مع السفير الأميركي لدى بلاده ماثيو تولر، في سياق التحركات الدولية الداعمة لمسار إحلال السلام في اليمن عبر إنجاز اتفاق بين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وبين الانقلابيين الحوثيين، يضع حداً للمعاناة الإنسانية المتفاقمة، ويعيد الأوضاع السياسية إلى مرحلة التوافق الانتقالي التي انقلبت عليها ميليشيات التمرد في 2014.
كان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قد عاد إلى المنطقة، عقب تقديم إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن، وذلك في مستهل جولته الثانية التي سيلتقي فيها قيادة الشرعية في الرياض قبل العودة المرتقبة له مجدداً إلى صنعاء للقاء القيادات الحوثية والمكونات المتحالفة معهم. وذكرت المصادر الرسمية للشرعية، أن لقاء هادي مع السفير الأميركي «تناول جملة من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك والمتصلة بالأوضاع الراهنة في اليمن وتطوراتها على مختلف الصعد». وقالت المصادر إن هادي «أشار إلى التطورات والمستجدات الميدانية على الصعيد العسكري في مختلف الجبهات وكذلك إلى جهود الحكومة الميدانية التي تبذلها لتوفير الخدمات وتطبيع الأوضاع في مختلف المحافظات والمناطق المحررة في ظل ظروف صعبة واستثنائية».
وطبقاً لما نقلته وكالة «سبأ» الرسمية، أثنى الرئيس اليمني على جهود واشنطن والمجتمع الدولي لدعم اليمن وقيادته الشرعية وتدعيم خيارات السلام المرتكز على المرجعيات الأساسية الثلاث لاستعادة أمن واستقرار اليمن بالتعاون والتنسيق مع جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث. وأفادت الوكالة بأن تولر «عبّر عن سروره بهذا اللقاء الذي يأتي في إطار التشاور الدائم مع الرئيس هادي لمصلحة اليمن وأمنه واستقراره». وقالت إن السفير الأميركي أطلع هادي على مجمل الصورة التي «أسفرت عنها لقاءات السفير المتصلة بالشأن اليمني والهادفة إلى تدعيم قيادته الشرعية في تحقيق وإنجاز الاستحقاقات التي يتطلع إليها الشعب اليمني». وجدد السفير الأميركي، طبقاً لما ذكرته المصادر الرسمية اليمنية، دعم بلاده «لاستقرار الاقتصاد اليمني ودعم جهود البنك المركزي مع مختلف المؤسسات الدولية لمصلحة معيشة المواطن اليومية».
في غضون ذلك، وصل رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، أمس، إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت وكبرى مدنها مع عدد من وزرائه قادماً من العاصمة المؤقتة عدن، في سياق التحركات الميدانية التي استأنفتها الحكومة بعد عودتها الأخيرة إلى عدن قبل أقل من أسبوعين. وافتتح رئيس الحكومة مع محافظ حضرموت فرج البحسني، مشروع الإسكان الاجتماعي لذوي الدخل المحدود والذي يحوي 400 شقة سكنية، احتفاءً بالذكرى الثانية لتحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة الإرهابي، كما وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الخدمية. وصرح بن دغر بأن حكومته ستنفّذ «مشاريع خدمية في جميع مديريات حضرموت خصوصاً في قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم والمياه والطرقات، وهي القطاعات الخدمية التي تعهدت الحكومة بحل مشكلاتها ضمن خطتها العامة لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة».
وشدّد رئيس الحكومة اليمنية على التمسك بشرعية الرئيس هادي وخيار الدولة الاتحادية، وقال: «إن مدينة المكلا تنعم اليوم بالأمن والاستقرار بعد عامين من تحريرها، وذلك حرصاً من القيادة السياسية على أن تكون حضرموت أنموذجاً يُحتذى به في التطور والنماء والاستقرار».
ورافق بن دغر في جولته التفقدية لحضرموت 11 وزيراً، بالتزامن مع الذكرى الثانية لتحرير مركزها المكلا من قبضة تنظيم «القاعدة» الذي كان قد سيطر عليها في 2015 مستغلاً انفلات الأمن في البلاد وتهاوي المؤسسات الحكومية جراء الانقلاب الحوثي على الشرعية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».