السفر يولّد في داخلي طاقة إيجابية ولا أحب زيارة المتاحف

الممثلة داليدا خليل

في «كان» الفرنسية
في «كان» الفرنسية
TT

السفر يولّد في داخلي طاقة إيجابية ولا أحب زيارة المتاحف

في «كان» الفرنسية
في «كان» الفرنسية

جالت الممثلة اللبنانية داليدا خليل في مختلف بلدان العالم بحكم عملها، ولا سيما بعد أن اختيرت سفيرة لمنتج تجميلي عالمي. تعد داليدا خليل من أشهر الممثلين في لبنان، وتطل حالياً في مسلسل تلفزيوني «50 ألف» بعد أن قدمت أكثر من عمل درامي وكوميدي. تقول:
> السفر مهم جداً في حياتي؛ ولذلك تريني لا أفوّت فرصة رحلة، ولا سيما إلى أوروبا. فأنا أعتبره أفضل وسيلة للتخلص من متاعب المهنة والضغوط اليومية.
> أجمل أماكن السفر بالنسبة لي هي تلك التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بشاطئ البحر، كجزر اليونان والبحر الأبيض المتوسط عموماً. وأتمنى السفر إلى جزر أخرى كباهاماس وتاهيتي، وغيرهما من الجزر التي تشعرني بالسكينة وتتمتع بأجواء رومانسية هادئة. عادة ما يولد السفر بداخلي طاقة إيجابية على الصعيدين المهني والشخصي. فالتعرف على بلدان وعادات وتقاليد أخرى متعة لا تقدر بثمن. عندما أعود من أي رحلة أكون مفعمة بالديناميكية وتزيد طاقتي الإيجابية.
> لا يمكنني أن أحصي ذكرياتي السعيدة خلال السفر. ففي كل بلد زرته تركت قطعة من قلبي فيه؛ لأن لكل واحد خصوصيته وانعكاساته الإيجابية، سواء كان ذلك من خلال شعبها أو عاداتها وتقاليدها. فلقد ترعرعنا وتربينا في لبنان على كتب التاريخ التي تحكي عن تلك البلدان، ولا سيما فرنسا الملقبة بـ«الأم الحنون» نسبة إلى لبنان. كما وقعت حقيقة في حب مدينة مونت كارلو التي تعد واحدة من أجمل الإمارات في العالم. وأحن إلى زيارتها والتأمل في شواطئها بين وقت وآخر.
> وجهات السفر التي أقوم بها عادة ما أختارها حسب أهدافي، فإذا كنت أرغب في رحلة هادئة أدلل فيها نفسي، كالخضوع لجلسات تدليك والاستمتاع بدعوات إلى العشاء والغداء أو الاستغراق في النوم، فإني أختار فندقاً فخماً أنزل فيه. أما إذا كنت أرغب في القيام بنشاطات ترفيهية ومغامرات رياضية فإني أختار مع مجموعة من صديقاتي وجهات سفر مختلفة تماماً، مثل الأقصر في مصر وإسطنبول في تركيا، إضافة إلى تايلاند والصين.
> أمنيتي أن أسافر في المستقبل القريب إلى المكسيك؛ فهي تشدني أكثر من باريس، التي صرت أعرفها جيداً لكثرة زياراتي إليها. أعرف أن المكسيك مختلفة تماماً، وسمعت أن بينها وبين لبنان قواسم مشتركة عدة من حيث العادات والتقاليد.
> أحب الرحلات التي أستمتع فيها بالطبيعة، ولا أميل إلى المدن إلا للضرورة، خصوصاً أن التعرف على حياة الشعوب لا يكون إلا فيها. أما الطبيعة فهي تزودني بالسكينة والهدوء النفسي. من هذا المنظور، لا أقصد المتاحف الوطنية لأي بلد أزوره إلا في النادر وعندما تكون هناك حاجة إلى اكتشاف شيء معين يهمني. لا أخفي أن زيارة المتاحف تشعرني بالملل ولا تثيرني بقدر ما يثيرني التسوق في الأسواق القديمة، وفي المراكز التجارية الكبيرة.
> الشيء الذي لا أستغني عنه أبداً في أسفاري هاتفي المحمول. أشعر بالضياع من دونه، وبالتالي يكون أول وآخر شيء أتأكد أنه معي قبل السفر، علماً بأني من النوع الذي يحضر حقيبة السفر بتأنٍ وترتيب. فقد يستغرقني الأمر نحو ثلاثة أيام أجمع أدق حاجاتي من مستحضرات التجميل إلى الأزياء. والحقيقة أني أجد متعة في ترتيب حقيبتي، ولا أعتبر الأمر متعباً على الإطلاق.
> الشيء الذي أتأسف عليه أني زرت الأردن من دون أن أستكشفه وأجول في شوارعه ومعالمه الأثرية. فقد أمضيت وقتاً طويلاً في تصوير مسلسل «دوائر حب» الذي نفذ هناك من دون أن تتسنى لي فرصة أن أخرج وأتعامل مع البلد كسائحة.
> أعتبر الأكل جزءاً لا يتجزأ من متعة السفر، وأكثر ما يستهويني المطبخ الإيطالي الذي أستعذب مقارنة طرق تحضيره من بلد إلى آخر.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».