منظمة حقوقية تتّهم الحوثيين ببثّ الكراهية في المدارس

TT

منظمة حقوقية تتّهم الحوثيين ببثّ الكراهية في المدارس

اتهمت منظمة تتخذ من جنيف مقراً لها، وتعنى بانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، الميليشيات الحوثية بقتل 25 طفلاً خلال شهر مارس (آذار) الماضي، وبث خطاب الكراهية وعدم التسامح في المدارس.
وقالت منظمة «سام» للحقوق والحريات، في تقرير لها، إنها تلقت شكاوى من بعض الأهالي عن قيام ميليشيات الحوثي بتعبئة أطفالهم بخطاب الكراهية وعدم التسامح، ما أجبر بعض الأهالي على الامتناع عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة. وأضافت أنها وثقت 33 حالة توقف عن الدراسة بسبب الرسوم التي فرضتها ميليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها، و118 حالة انتهاك ضد الأطفال خلال شهر مارس، غالبيتها في تعز وصنعاء والحديدة. وتحدثت عن 25 حالة قتل ضد الأطفال، منها 5 حالات بالألغام وحالتان بالقنص، إضافة إلى كثير من حالات التجنيد التي قامت بها ميليشيا الحوثي في صنعاء وذمار وعمران.
وذكر التقرير أن الميليشيات ارتكبت 330 حالة انتهاك في الإجمال خلال مارس، وأنه جرى تقييد 30 انتهاك ضد مجهولين في مناطق سيطرة السلطة الشرعية، و25 قضية ذات طابع جنائي. ولفت إلى أن الانتهاكات المسجلة لا تعكس الصورة الكاملة على الأرض، ولا تمثل نسبة مئوية، بقدر ما تمثل شريحة عشوائية يمكن من خلالها رؤية واقع حقوق الإنسان في اليمن. وقالت المنظمة إنها رصدت خلال شهر مارس الماضي مقتل 50 مدنياً على يد ميليشيات الحوثي؛ منهم 20 في محافظة تعز، ومقتل 3 أشخاص، بقصف الطائرات الأميركية المسيّرة، في محافظة البيضاء، وقتل 24 مدنياً بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات. وأشارت المنظمة إلى رصدها «إصابة 170 مواطناً، بينهم 20 امرأة و50 طفلاً، أغلبهم في محافظات تعز والحديدة وصعدة، وأصيب العدد الأكبر منهم بسبب القصف العشوائي من قبل ميليشيات الحوثي على المناطق السكنية».
وأوضحت المنظمة الحقوقية أن «الآلاف من المواطنين اليمنيين محتجزون تعسفاً في معتقلات ميليشيات الحوثي في صنعاء، حيث رصدت 109 حالات احتجاز تعسفي جديدة، موزعة على أمانة العاصمة ومحافظة ذمار وتعز وحجة».
ولم تقتصر الانتهاكات والاختطافات للمواطنين العُزل والمناوئين للحوثيين، وإنما وصل الأمر إلى اختطاف مواطنين من أعضاء المؤتمر الشعبي العام، الموالين لحليفهم علي عبد الله صالح. وقالت المنظمة في تقريرها إنها «رصدت في العاصمة صنعاء بتاريخ 12 مارس اعتقال 58 مدنياً من أعضاء المؤتمر الشعبي العام على يد قوات تابعة لجماعة الحوثي، لاحتفالهم بميلاد الرئيس السابق للمؤتمر الشعبي علي صالح، الذي قتله حلفاؤه الحوثيون نهاية 2017».
وفي حين أدانت المنظمة كافة الجرائم التي ذكرتها في تقريرها، والتي قالت إنها «تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان»، حثت المنظمة «الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على تقديم الدعم العاجل للمدنيين المهجرين قسراً، والسعي الجاد إلى رفع الحصار عن المدن والقرى والمناطق المحاصرة، واتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً وجاداً من عمليات تجنيد الأطفال التي تشهد تصاعداً مقلقاً».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.