يحاول الشاب وسام، 21 عاما، صاحب كشك صغير لبيع الأقراص المدمجة في منطقة العلاوي وسط العاصمة العراقية بغداد، تلبية الطلبات المتزايدة منذ نحو أسبوع للأغاني الوطنية الحماسية خاصة مع صدور تعليمات حكومية بتشغيلها في نقاط السيطرة الأمنية ومداخل الوزارات والدوائر الحكومية في توجه يهدف إلى تعبئة معنويات القوات الأمنية والمواطنين بعد تهديدات «داعش» الأخيرة، وهو مشهد أعاد للأذهان خصوصا كبار السن بعض صور الحياة خلال حرب الخليج والحرب العراقية - الإيرانية وكل ما تبعها من مظاهر عسكرة وتجييش البلاد والحماس الوطني.
محال خياطة الألبسة العسكرية لمختلف صنوف القوات الأمنية، هي الأخرى تشهد إقبالا لافتا من قبل مواطنين ومتطوعين من كل الأعمار والفئات لارتدائها ضمن حملة دعم ومؤازرة الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب، في وقت ما زالت فيه الأنباء متضاربة بشأن ما يجري في جبهات المواجهة.
يقول أبو عبد الله، أحد المنتسبين الأمنيين في مدخل وزارة الثقافة العراقية، والتي يتولى وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي مسؤولية إدارتها بالوكالة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن: «الأغنيات الوطنية تثير حماسة الجنود وتشد من عزيمتهم وترفع من معنوياتهم والمواطنين معا، لتقف بالضد من محاولات جهات خارجية لبث الخوف والإشاعات واليأس».
وأضاف: «أن هناك توجيها صادرا من رئاسة الوزراء العراقية بتشغيلها في عموم نقاط السيطرة الموجودة في الشارع وأمام مقرات الدوائر الحكومية في العاصمة بغداد».
وفيما تشهد معظم المحلات والمناطق في بغداد، منذ نشوب الأزمة، تصعيدا لمظاهر العمليات العسكرية والأمنية بشكل لافت ومبالغ فيه، وتعمد مجاميع مسلحة وهي تستقل سيارات مدنية أو عسكرية وتلوح بأسلحتها في الشوارع مثيرة دهشة واستغراب المواطنين الذين يحاولون فك طلاسم مجريات الأحداث، في ظل إجراءات حكومية جديدة حجبت فيها مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» منذ نحو أسبوع بدعوى محاولة السيطرة على تدفق الشائعات والحرب النفسية الإعلامية التي يستخدمها العدو، الأمر الذي عده مراقبون للحريات وصحافيون عراقيون أنه مقيد للتدفق الحر للمعلومات ومعرفة مجريات الأحداث، إضافة إلى صعوبة التواصل مع عراقيي الخارج في محاولاتهم للاطمئنان على أهلهم وذويهم، في هذا الظرف الصعب، لكن مصادر في مستشارية الأمن الوطني العراقي، تورد أسبابها للإغلاق الجزئي للإنترنت بأنه «يتيح للأمن الوطني تتبع خيوط الشبكات الإرهابية التي تقود معركة إعلامية لبث رسائل مسمومة».
وعن تأليف وإخراج الأغنيات الوطنية الجديدة وهي تتحدث عن صراعها مع العدو الجديد «داعش»، يقول الفنان جبار التميمي، وهو منشغل بإخراج إحداها لصالح دائرة السينما والمسرح العراقية: «الأعمال التعبوية تحتاج إلى الكثير من الجهد ويحتاج العراق وقفة جادة ضد أعداء العراق فكل شخص يقف من موضعه واختصاصه وأن هذه الأنشودة تشتمل على الكثير من المحافظات لإرسال رسالة إلى العالم أن العراق لا تعيش الطائفية فيه والكل أخوة ضد الخطر الذي يهدد العراق».
وتجري الاستعدادات لتنظيم أوسع أوبريت يحمل عنوان «العراق الموحد» على خشبة المسرح الوطني وسط بغداد، بمشاركة مجموعة من الفنانين والمثقفين ورجال الدين والقوات الأمنية.
«داعش» تنعش سوق الأغاني الوطنية في العراق
كبار السن يستذكرون أجواء حرب الخليج وإيران
«داعش» تنعش سوق الأغاني الوطنية في العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة