«عبقرية المكان» معرض ينبض بعمارة القاهرة الإسلامية وتجلياتها

رحلة لتنسم عبق تاريخ مصر في «شارع المعز»

معالم وآثار شارع المعز لدين الله الفاطمي
معالم وآثار شارع المعز لدين الله الفاطمي
TT

«عبقرية المكان» معرض ينبض بعمارة القاهرة الإسلامية وتجلياتها

معالم وآثار شارع المعز لدين الله الفاطمي
معالم وآثار شارع المعز لدين الله الفاطمي

إذا كان العالم والمفكر المصري الراحل الدكتور «جمال حمدان» قدم إلى المكتبة العربية موسوعته الشهيرة «شخصية مصر... دراسة في عبقرية المكان»، التي تناول من خلالها موقع مصر الجغرافي الفريد بين الأمم، وخصوصية البيئة والشخصية المصرية؛ فإن الاسم نفسه عاد مجددا إلى القاهرة، وتحديدا إلى دار الأوبرا المصرية، عبر معرض فني يعكس جماليات الأبنية التاريخية، والمساجد الأثرية، والشوارع والأزقة المليئة بالأماكن ذات الصبغة الإسلامية.
«عبقرية المكان»... معرض يضم 50 لوحة تعبر عن حالة ثقافية وفنية من البيئة المصرية التاريخية، حاملة عراقة وتجليات القاهرة وتفردها، خاصة معالم وآثار شارع المعز لدين الله الفاطمي، المعروف اختصاراً بـ«شارع المُعز»، الذي يعد أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في عهود مختلفة.
يقول صاحب المعرض، الفنان «طارق عبد العزيز»: «شوارع وحارات وأزقة القاهرة الفاطمية ليست مجرد مبان مصمتة ولا أبواب شاهقة، ولكنها أماكن تحكي لنا عظمة وتاريخ وشموخ المصريين، نستشعر ونحن في محرابها كأنها تنبض بالحياة، ننصت لها وهي تحدثنا عن عراقة وأصالة الماضي».
ويضيف: «من بين تلك الأماكن قلب القاهرة الشارع الأعظم المعز لدين الله الفاطمي، هذا الشارع الذي نتنسم فيه عبق تاريخ مصر، وتنطق أركانه بروعة التصميم وخلود العمارة، وما من زائر وطئت قدماه هذا المكان وتجول فيه ناظرا إلى جدرانه إلا وشعر وكأنه يتجول في متحف كبير تبوح جدرانه بما مرت به عبر آلاف السنين، كلما وقعت عيناه على ركن فيه أمعن النظر في صمت ليستمع إلى نبض المكان».
المعرض يأخذ زائره في جولة تبرز جماليات المشربيات، إحدى عناصر العمارة التقليدية، المصنوعة من الخشب المنقوش والمزخرف، وكذلك لمشاهدة نوعيات مختلفة من الأبواب التي تخص المنازل أو البنايات الأخرى، سواء في أشكالها أو نقوشها.
كما لم يغفل صاحب اللوحات إبراز عدد من المآذن وعمارتها، والأسبلة وواجهاتها، وجميعها رسمت بشكل يسّهل على المتذوق الفني أن يقرأها، سواء تلك التي نفذت بخامات الباستيل أو الأقلام الرصاص أو «الديجتال آرت».
ويستطرد «عبد العزيز»: «من خلال لوحات هذا المعرض أحاول أن أسجل بعضا من عبقرية هذا المكان، الذي يعد معرضا فنيا صنعته مبانيه التاريخية ومساجده وأسبلته الأثرية، للتأكيد على أن مصر مليئة بالأماكن الرائعة الجذابة، راجيا أن ندرك قيمتها وعظمتها، التي ما زالت وستظل تبهر العالم ما بقيت وبقي التاريخ».
يذكر أن الفنان طارق عبد العزيز تخرج من قسم الغرافيك بكلية الفنون الجميل، وشارك في كثير من المعارض الجماعية، كما أقام كثيرا من المعارض الخاصة، وحصل على عدد كبير من الجوائز وشهادات تقدير من عدة جهات، وتم اختياره عضوا في لجان تحكيم عدد من المسابقات.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.