كامتشاتكا... أرض البراكين والدببة

طبيعة متوحشة تُرجف قلوب المغامرين وينابيع ساخنة تهدّئ من روعهم

الحياة قاسية في المنطقة لكنها تعد مطلباً لعشاق سياحة المغامرات والطبيعة العذرية
الحياة قاسية في المنطقة لكنها تعد مطلباً لعشاق سياحة المغامرات والطبيعة العذرية
TT

كامتشاتكا... أرض البراكين والدببة

الحياة قاسية في المنطقة لكنها تعد مطلباً لعشاق سياحة المغامرات والطبيعة العذرية
الحياة قاسية في المنطقة لكنها تعد مطلباً لعشاق سياحة المغامرات والطبيعة العذرية

تردد اسم منطقة كامتشاتكا على نحو متزايد في الآونة الأخيرة، لا سيما في أوساط عشاق سياحة المغامرات، وزيارة مناطق نائية وبعيدة لم تطأها بعد الكثير من الأقدام. شبه جزيرة كامتشاتكا التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة وجهة جديدة يقبل عليها آلاف السياح، هي كيان في الاتحاد الروسي، تتبع إدارياً لمديرية أقصى الشرق الفيدرالية، عاصمتها مدينة بيتروبافلوفسك، ولا يزيد عدد سكانها حالياً على 3600 نسمة. تطل شبه الجزيرة من الشرق على بحر برينغ بساحل طوله 2000 كم، ومن الغرب على بحر آخوتسك بساحل طوله أيضاً نحو 2000 كم.
- كامتشاتكا أرض الطبيعة الساحرة
على عكس المدن التاريخية المليئة بالقصور والمعالم الأثرية، يكمن سحر كامتشاتكا في غياب المعالم الأثرية، وندرة النشاط البشري فيها، فكل السحر هنا يتجسد في طبيعة خلابة لم تتمكن يد الإنسان من تخريبها بعد أو استنزاف الأشجار التي لا تزال تحتل المساحات الأكبر من شبه الجزيرة. فهي تنتشر على سفوح نحو 300 قمة جبلية، معظمها براكين خامدة، يصل عددها إلى 29 بركاناً، بما في ذلك بركان كلوتشيفسكايا سكوبا، الأكبر في الأورآسيا بارتفاع يصل إلى 4750 متراً فوق سطح البحر. وتخترق هذه البراكين ينابيع مياه معدنية حارة، وآلاف الأنهر التي تزخر بسمك السلمون الذي يتنقل عبرها من مياه المحيط نحو البحيرات الباردة في كامتشاتكا ليضع بيضه فيها.
- ما نقاط جذب كامتشاتكا؟
تزخر بمحميات طبيعية يشعر فيها المرء بأنه حل ضيفاً على أرض الدببة. فعددها في الجزيرة يزيد على 20 ألفاً، تخرج من سباتها الشتوي مع بداية فصل الربيع، لتنشط بصورة خاصة في نهاية الصيف وطيلة فصل الخريف، أي خلال موسم التزاوج، إضافة إلى موسم «الصيد الثمين» إشارة إلى أسماك السلمون. ففي هذه الفترة ينتقل السلمون من المحيط الهادئ، إلى البحيرات العذبة، حتى تضع بيضها هناك. وعلى طول هذه الأنهر تنتشر الدببة تنتظر وصول السلمون، وجبتها المفضلة. فهي تضمن لها الحصول على كميات من الدهون تساعدها على البقاء خلال فترة السبات الشتوي. كما تعلّم صغارها الصيد في تلك المرحلة. ويمكن للسائح أن يراقب هذه اللوحة الطبيعية الفريدة، إما من خلال جولة على متن سيارات دفع رباعي، ضمن عروض تقدمها شركات سياحية، وإما من خلال الإقامة في «شاليهات» خاصة تطل شرفاتها على البحيرات، حيث عالم الدببة والسلمون.
- جولة في عالم البراكين
لعل أكثر ما يميز شبه جزيرة كامتشاتكا ومركزها الإداري، عاصمتها، مدينة بافلوفسك. فهنا توجد أعداد من البراكين التي لم يخمد بعضها حتى الآن. ولأن الجولة على البراكين للوصول إلى قمم ما زالت حممها تغلي، عمل محفوف بالمخاطر لمن لا خبرة لديه، تقدم شركات سياحية عروضاً مُغرية للزوار، تشمل جولة لمدة يوم كامل، على متن وسائل نقل خاصة وأمينة، وبمرافقة دليل سياحي من أصحاب الخبرة والمعرفة في جولات كهذه. تبلغ تكلفة الجولة نحو 5000 روبل (80 دولاراً تقريباً للشخص). ومن أشهر البراكين بالقرب من المدينة بركان «أفاتشينسكي»، الأكثر نشاطاً بين البراكين الأخرى، بارتفاع يبلغ نحو 2700 م. هناك أيضاً بركان اسمه «غوريلي» أي «المحروق»، وربما أُطلق عليه هذا الاسم لأنه مغطى بحمم بازلتية بردت وكسته باللون الأسود، بينما تمتلئ فوهته بمياه تلونت بالسماوي نتيجة تفاعلها مع مواد كيماوية يطلقها البركان. لمن يريد القيام بجولة فوق هذه البراكين بواسطة الطائرة المروحية فإنه سيرى كيف تبدو فوهة هذا البركان مثل عين زرقاء كبيرة تتطلع إلى السماء.
- ينابيع وأنهر المياه الحارة
تنتشر عند سفوح الجبال البركانية في شبه جزيرة كامتشاتكا ينابيع مياه معدنية حارة يزيد عددها على 250 نبعاً، تتفرع منها أنهر وسواقٍ، وتشكل في بعض المناطق بحيرات حارة صغيرة. وتعتمد كامتشاتكا على مياه تلك الينابيع لتوفير الماء الساخن والتدفئة المركزية للمواطنين. وبالقرب من مدينة بيتروبافلوفسك، يمتد وادٍ كبير يُطلق عليه اسم «وادي الينابيع الحارة» بوسع السائح أن يمتع بصره فيه بنوافير ضخمة من الماء الحار تخترق جوف الأرض وتضرب عالياً في السماء بتواتر معين. ومن ثم توفر المنتجعات السياحية الكثيرة التي أُقيمت عند تلك الينابيع فرصة الحصول على حمام علاجي في ينبوع ساخن، يحتوي موادّ تساعد على علاج أمراض الأعصاب وأمراض القلب والأمراض الجلدية. وبالطبع هناك أيضاً حمامات الطين البركاني، التي تحمل هي الأخرى متعة وفوائد جمة للجسم.
- معلومات عامة
لم تكن شبه جزية كامتشاتكا محظوظة سياحياً خلال السنوات الماضية، ليس فقط لأنها تقع في نهاية العالم عند حافته من جهة أقصى الشرق، أو لأن شتاءها طويل، إذ يوجد كثيرون ممن يعشقون السياحة ضمن ظروف كهذه، بل بسبب التكلفة الباهظة للوصول إليها، إن كان من داخل روسيا للمواطنين، أو من خارجها. فسعر بطاقة الطائرة من موسكو إلى كامتشاتكا يقدر بـ250 دولاراً، وتستغرق الرحلة جواً أكثر من 8 ساعات. وفضلاً عن تكلفة السفر تقدم الشركات في كامتشاتكا عروضاً تتراوح تكلفتها من 1500 حتى 2500 دولار لمدة 13 يوماً، تتضمن الإقامة في فندق في المنتجعات السياحية أو شاليه حسب البرنامج، مع 3 وجبات يومياً، وطاهٍ خاص يرافق المجموعة السياحية طيلة الجولات، ومعدات للسير مثل الخيام والأواني ومعدات النوم. هذا فضلاً عن خدمات النقل.
بيد أن هذا لا يعني أن التكلفة تقف عائقاً أمام عشاق هذا النوع من السياحة، ففي عام 2017 مثلا زارها أكثر من 200 ألف سائح مقارنةً بـ60 ألف سائح فقط في عام 2014، ومعظم زوار كامتشاتكا من البلدان المجاورة، مثل اليابان والصين وعدد قليل من أوروبا، فضلاً عن السياح المحليين من المقاطعات الروسية المجاورة. وتعمل وزارة السياحة الروسية حالياً على صياغة عروض سياحية متكاملة، تشمل النقل الجوي، بأسعار مقبولة لاستقطاب أعداد أكبر من عشاق السياحة.
تبلغ درجات الحرارة في كامتشاتكا حتى 45 درجة مئوية تحت الصفر شتاءً، وتبقى درجات الحرارة فيها صيفاً ما بين 15 و20 درجة فوق الصفر، وترتفع في بعض الأحيان لتصل حتى 40 درجة مئوية. ويُنصح بالتوجه إلى شبه جزيرة كامتشاتكا خلال الفترة من شهر يوليو (تموز) حتى أكتوبر (تشرين الأول)، لأن الطبيعة في هذه الفترة تكون في أوج نشاطها، وتكون الأحوال الجوية مناسبة للسياحة.
-- فنادق في المدينة
تضمن مجموعة لا بأس بها من الفنادق والمنتجعات السياحية إقامة ممتع لزوار كامتشاتكا، ومن أهم الفنادق فئة «3 نجوم» هناك:
- «فندق بيتروبافلوفسك» الذي يطل على أجمل البراكين حول المدينة. يتوفر على 70 غرفة مزودة بكل شروط الراحة التامة، ويقدم 3 وجبات يومياً من المطبخين الروسي والأوروبي بنظام «الطاولة السويدية». كما يقدم الفندق منازل خاصة للضيوف (VIP) من رجال السياسة ومشاهير عالم الفن ورجال الأعمال.
- فندق «آفاتشا» من فئة «3 نجوم» يقدم كذلك خدمات مميزة للضيوف، ويقع بالقرب من البراكين وليس بعيداً عن المحميات الطبيعية وينابيع المياه الحارة.
- «فندق غيزر»، أي «فندق ينابيع المياه الحارة»، ويقع كذلك في مدينة بيتروبافلوفسك، ويطل على سلسة البراكين المحيط بالمدينة. يوفر لضيوفه كل الخدمات الضرورية.
وهناك مجموعة من الفنادق والمجمعات السياحية في مناطق الينابيع الساخنة، مثل مجمع «أنتاريوس» وفندق «ويل كام تور» وغيرهما. وتتميز تلك الفنادق بموقعها عند ينابيع وعلى ضفاف أنهر المياه المعدنية الساخنة. وفضلاً عن الخدمات التقليدية تقدم لضيوفها خدمات إضافية مثل السباحة في الينابيع الساخنة، ومسابح خاصة تحصل على الماء من تلك الينابيع، فضلاً عن جلسات العلاج بالطين، وغيره.
- المطاعم
> المطاعم في كامتشاتكا كثيرة، وإلى جانب المطبخين الروسي التقليدي والأوروبي، واعتمادهما على وفرة الأسماك في المنطقة، هناك مطابخ أخرى تأثرت بدول الجوار ونوعية السياح. فقد ظهرت مؤخراً مطاعم كورية وصينية ويابانية. ويصنف مطعم «سان مارينو - كامتشاتكا» واحداً من أفضل المطاعم في المدينة، ويقدم بصورة رئيسة وجبات من الأسماك الطازجة، ومعها وجبات من المطبخين الروسي والأوروبي. وإذا كنت من عشاق المطبخ الياباني، يمكنك تناول وجبة لذيذة في مطعم «سوشي بار كيتو» الذي يقد قائمة متنوعة غنية بخيرات البحر. هناك أيضاً عدد من المطاعم الروسية، مثل «إرزاو» و«غراند غريل» المتخصص في تقديم أطباق اللحوم المشوية ومعها وجبات من الخضار الذي ينمو في منطقة شرق روسيا.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».