معدل النمو العالمي أكبر من المتوقع رغم تواضع الانتعاش الاقتصادي

التوجه نحو تملك الأصول عالية المخاطر لا سيما الأسهم لا يزال قويا

جانب من تداولات في بورصة نيويورك فيما شهدت التداولات ارتفاعات قياسية للأسهم (رويترز)
جانب من تداولات في بورصة نيويورك فيما شهدت التداولات ارتفاعات قياسية للأسهم (رويترز)
TT

معدل النمو العالمي أكبر من المتوقع رغم تواضع الانتعاش الاقتصادي

جانب من تداولات في بورصة نيويورك فيما شهدت التداولات ارتفاعات قياسية للأسهم (رويترز)
جانب من تداولات في بورصة نيويورك فيما شهدت التداولات ارتفاعات قياسية للأسهم (رويترز)

أكدت تحليلات اقتصادية أن معدل نمو أكبر من المتوقع على الرغم من أن الأداء الاقتصادي العالمي جاء أضعف من المتوقع، فإن أداء الأسواق المالية لم يتأثر نسبيا بالمستجدات التي طرأت على الساحة، ذلك أن سياسات البنوك المركزية أثبتت قدرتها العالية على استيعاب تلك التغيرات.
وحول هذا الأمر يعلق باتريس جوتري كبير الخبراء الاقتصاديين ببنك يونيون بانكير بريفيه قائلا: «على الرغم من أننا شهدنا نموا ضعيفا في الربع الأول من العام، لا تزال مؤشرات آفاقنا الاقتصادية إيجابية، ونتوقع المزيد من الحراك النشط، مدعوم بالأخبار الجيدة».
يذكر أن التوجه نحو تملك الأصول عالية المخاطر - لا سيما الأسهم - لا يزال قائما بفضل حالة التعافي التي تشهدها معدلات النمو والأرباح. وإذا ما أخذنا ذلك بعين الاعتبار، يظل السيناريو المطروح في نهاية عام 2013 صالحا، ولا شك أن آثاره ستتبلور على مدار الفترات القادمة؛ حيث بتسارع النمو العالمي تتزايد مؤشرات التعافي الاقتصادي حول العالم؛ ففي حين يشهد النمو في الولايات المتحدة تحسنا واضحا، تخطت أوروبا مرحلة الركود الاقتصادي، ويعود ذلك الانتعاش الاقتصادي إلى توافر العوامل المعززة لهذا التعافي القوي، بفضل استراتيجيات استثمارات الشركات، وزيادة معدلات الطلب المحلي في الدول المتقدمة.
وحول توقعاته للمستقل القريب يضيف جوتري قائلا: «من المتوقع أن تبدأ بوادر دورة إنتاجية جديدة في الظهور، لتعزز النمو على مدار السنوات القليلة المقبلة». يذكر أن الولايات المتحدة قد استعادت موقعها في صدارة العالم على المستويين الاقتصادي والصناعي، وكذلك فيما يتعلق بتصدر الأسواق المالية.
جدير بالذكر أن بعض الدول الناشئة - لا سيما الصين - شرعت في تعديل نموذجها للنمو، الأمر الذي من شأنه إعاقة النشاط الاقتصادي على المدى القصير، غير أن هذا الإجراء يتوقع أن يكون له أثر إيجابي على المدى المتوسط. ونحن على ثقة أن السلطات الصينية ستحرص على أن يجري هذا التحول دون إحداث أي أثر كبير على النمو العالمي. الاستمرار في تطبيق منهج الانحياز نحو الأسهم.
من جهته يؤكد جان سيلفان بيريج، الرئيس التنفيذي للاستثمار قائلا: «إن سيناريو ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية على المدى البعيد، وانحدار منحنى العائد، لم يحن بعد، ذلك أن انخفاض أسعار الفائدة على المدى البعيد –الذي جاء مفاجئا لكثير من المستثمرين جاء، من وجهة نظرنا، نتيجة ثلاث ظواهر رئيسة: انتهاج سياسة البيع على المكشوف للسندات الطويلة الأجل، والنشاط الاقتصادي المخيب للآمال خلال الربع الأول من العام، والموقف الذي اتخذه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي جاء توافقيا أكثر مما كان متوقعا».
ويتابع بيريج قائلا: «يجب أن نتذكر أن هذا التوجه ليس من شأنه إثارة أي شكوك حول السيناريو الذي طرحناه؛ والقائل بارتفاع أسعار الفوائد على خلفية النمو الاقتصادي القوي في الدول المتقدمة، ووفقا لهذا الإطار، تظل سياسة استدانة الشركات ذات أولوية، لا سيما في الشريحة ذات العائدات الكبيرة، والديون الخارجية للدول الناشئة، وذلك على أساس أن استراتيجية تجارة المناقلة لا تزال جذابة حتى إن كانت العائدات المتوقعة أقل مما كانت عليه في العام السابق، الأمر الذي يجعل الفترات القصيرة الخيار الموصى به، في مثل تلك البيئة تظل الأسهم الخيار المفضل بين فئات الأصول؛ ذلك أن ارتفاع مستويات تقييمها (بالقيم المطلقة) لا تمثل عائقا في المرحلة الحالية، بالنظر إلى الارتفاع المحقق للأرباح، والتعافي الذي يشهده النشاط الاقتصادي في الدول المتقدمة، وارتفاع أسعار السندات».
ويختم بيريج حديثه قائلا: «الحقيقة أننا نشهد منذ بداية عام 2014، دورانا للقطاعات الاقتصادية من فئة الأصول المحققة للنمو إلى فئة الأصول الدفاعية، مع ذلك، فإننا مقتنعون أن الابتكار يظل كلمة السر على المديين المتوسط والبعيد. إضافة إلى ما تقدم، فإن عمليات الاندماج والاستحواذ التي تجري، وأنظمة إعادة شراء الأسهم يجب أن تستمر في دعم أسواق الأسهم، وعليه، فإن موضوع ابتكار أساليب جديدة (خاصة أسهم النمو الأميركية)، والاتحاد الأوروبي والدول التي تلعب دورا اقتصاديا هامشيا لا تزال الخيار المفضل، فالأسواق الناشئة تقدم قيما منخفضة نسبيا للأسهم، غير أن أي تحسن محتمل في هامش ربحية الشركات يظل أمرا غير مؤكد إلى درجة كبيرة، وذلك في ظل انخفاض التزامات تلك الأسواق بتعزيز الإنتاجية. ولهذا السبب، فإننا نحتفظ بانحيازنا نحو أسواق الأسهم الكبيرة في الدول ذات الاقتصادات المتقدمة».
نبذة عن بنك بانكير بريفيه: يعد بنك بانكير بريفيه أحد أبرز المصارف الخاصة في سويسرا، ومن أعلى البنوك من حيث رأس المال، تصنيفه ضمن المجموعة الأولى للملاءة المالية، وهو بنك متخصص في مجال إدارة الثروات للعملاء من الأفراد والمؤسسات. يتخذ البنك من جنيف مقرا له ويعمل به 1.350 موظف في أكثر من 20 موقعا حول العالم. ولقد بلغ إجمالي قيمة الأصول التي أدارها البنك في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2013 نحو 87.7 مليار فرنك سويسري (ما يعادل 98.6 مليون دولار أميركي).



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.