باكستان تطلق عملية لكشف «الخلايا النائمة» لـ{طالبان}

تراجع الحوادث المرتبطة بالإرهاب 58 % خلال السنوات الثلاث الماضية

جنود من فرقة مكافحة الإرهاب الباكستانية خلال مداهمات في بيشاور («الشرق الأوسط»)
جنود من فرقة مكافحة الإرهاب الباكستانية خلال مداهمات في بيشاور («الشرق الأوسط»)
TT

باكستان تطلق عملية لكشف «الخلايا النائمة» لـ{طالبان}

جنود من فرقة مكافحة الإرهاب الباكستانية خلال مداهمات في بيشاور («الشرق الأوسط»)
جنود من فرقة مكافحة الإرهاب الباكستانية خلال مداهمات في بيشاور («الشرق الأوسط»)

أدَّت العمليات العسكرية في المناطق الحضرية في باكستان إلى تراجع كبير في عدد الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها المدن الباكستانية. غير أن الخلايا النائمة لجماعة «طالبان» لا تزال توجد في المدن الكبرى بمختلف أنحاء البلاد، التي غالباً ما تنفذ عمليات انتحارية هنا وهناك. وكشفت «الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب» أن عدد الحوادث المرتبطة بالإرهاب قد تراجع بواقع 58 في المائة خلال السنوات الثلاث الماضية. بيد أن المسؤولين أقروا بأن جميع الخلايا النائمة التابعة لطالبان لم تختف تماماً من المدن، وأن العناصر المنضوية في هذه الخلايا مستمرون في تنفيذ الهجمات الإرهابية في مختلف المدن. ومنذ مارس (آذار) 2015، نفذت باكستان أحكاماً بالإعدام ضد 483 شخصاً بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 1997 والقانون الجنائي الباكستاني، وأحيل 382 حالة إلى 11 محكمة عسكرية.
كما جرت أكثر من 200 ألف عملية مطاردة بمختلف أنحاء البلاد، وإيقاف واستجواب نحو أربعة ملايين شخص، والقبض على 6998 إرهابياً وقتل 2500 إرهابي. وأفاد مسؤول عسكري رفيع بأن «عملية درء المفسدة التي ينفذها الجيش حالياً حققت نجاحاً كبيراً في باكستان خلال الشهور التسعة الأخيرة، منها اعتقال آلاف الإرهابيين، والتخلص من الخلايا النائمة وتعزيز المكاسب التي تحققت جراء العمليات السابقة. وتهدف عملية (درء المفسدة) إلى التخلص من الإرهاب المتجذر والكامن، وإلى تأمين الحدود الباكستانية».
وأضاف المسؤول أن «نزع السلاح والسيطرة على المتفجرات تعد أيضاً ضمن أهداف العملية، وسوف تتوج بتفعيل خطة العمل الوطنية».
يُشار إلى أنه خلال الأشهر التسعة الأخيرة، نفَّذ الجيش الباكستاني والقوات شبة العسكرية 21 ألف عملية في مختلف المدن الباكستانية بمساعدة من أجهزة الاستخبارات بهدف التخلص من الخلايا النائمة ونجحت بالفعل في اعتقال آلاف الإرهابيين.
وأسفرت تلك العمليات عن مقتل 3500 إرهابي على الأقل نتيجة لتبادل إطلاق النار مع قوات الأمن. وينصب تركيز تلك العمليات على المدن الكبرى، حيث جرت غالبية الاعتداءات الإرهابية العام الماضي. وفي إطار عملية «درء المفسدة»، عزز الجيش الباكستاني المكاسب التي حققها في المناطق القبلية التي باتت مركزاً للنشاطات الإرهابية.
واستطرد المسؤول الرفيع أن قوات الأمن «تمكنت خلال الأشهر التسعة الأخيرة من إزالة معسكرات التدريب، والقضاء على قادة طالبان، وإحكام السيطرة على مناطق نفوذهم في المناطق القبلية». وأفاد المسؤول العسكري بأن نجاح عملية «درء المفسدة» يعتمد في الأساس على التخلص من الخلايا النائمة، وتعزيز ثقافة الأمن، وتحسين نمط الحرب الإلكترونية، وتعزيز التعاون الاستخباراتي، وتطوير العمل في المحاكم العسكرية، وإنجاز الإصلاحات القضائية، وإحياء منظومة المخبرين السريين. ويستند تحقيق عملية درء المفسدة أيضاً إلى كفاءة الأجهزة المحلية ومراعاة الضوابط والتوازنات الخارجية.
وتعتبر الزيادة في النشاطات الإرهابية بين الشباب المتعلم ناقوس إنذار لصناع القرار، إذ إن غالبية الإرهابيين الذين ألقي القبض عليهم بمدينة كراتشي كانوا ممن تلقوا تعليماً عالياً، ولذلك باتت الحاجة ملحة لإطلاق برنامج وطني للحد من تلك الظاهرة التي انتشرت بين الشباب. ومن انعكاسات ذلك كان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل «أعداء الإنسانية»، كما سماهم المسؤول، بمختلف أنحاء العالم.
ونظرا لأن التخلص من «الخلايا النائمة» يعد مهمة عظيمة تضمن نجاح عملية «درء المفسدة»، فقد أكد المسؤول العسكري أن قوات الأمن الباكستانية «نجحت في التخلص من مئات الخلايا النائمة في المدن الباكستانية الكبرى».
ونتيجة لذلك، فقد اتجه آلاف الإرهابيين إلى المدن للاختباء هناك بأسماء مزيفة بعد أن ضيقت قوات الأمن والعمليات العسكرية الخناق عليهم في المناطق القبلية.
وكان قد جرى الإعلان عن عملية «درء المفسدة» عقب موجة الإرهاب التي اجتاحت باكستان أخيراً. واعترف المسؤولون بأن «الخلايا النائمة» التي جرى التخلص منها لا تمثل سوى نسبة من خلايا طالبان التي لا تزال تواصل عملياتها في مختلف المدن الباكستانية.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.