باسيل يحشد انتخابياً للائحة منافسة لـ«حزب الله» في معقله

زار القرى المسيحية في الجنوب وطمأن سكانها بأنهم «محميون بحمايتنا»

TT

باسيل يحشد انتخابياً للائحة منافسة لـ«حزب الله» في معقله

حشد وزير الخارجية اللبنانية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من جنوب لبنان، أمس، للائحة انتخابية تنافس حليفه السياسي «حزب الله» في مركز نفوذ الحزب في الجنوب، داعياً الناخبين المسيحيين للتصويت على لائحة «الجنوب يستحق» المدعومة منه ومن «تيار المستقبل» في دائرة الجنوب الثالثة.
ويخوض «الوطني الحر» و«المستقبل» ومستقلون آخرون، السباق الانتخابي في هذه الدائرة ضد لائحة الثنائي الشيعي (حركة «أمل» و«حزب الله») في معقلهما بالجنوب، حيث يشكل الناخب الشيعي المؤيد للثنائي ثقلاً انتخابياً. وتوجه باسيل إلى الناخبين في بلدة رميش في قضاء بنت جبيل بالقول، مطمئناً: «رميش واجهت واحتضنت ولا تكافأ بالتهديد بلقمة عيشها، إذا قامت بخيارها السياسي الحر، وأنتم لا أحد يستطيع أن يهددكم أو يخيفكم»، مضيفاً: «أنتم محميون بحمايتنا، بحماية رئيس البلاد وحكومتها ونوابها، وهذا الخوف اصطناعي، اصطنعوه لكم».
ويمثل الناخبون المسيحيون في دائرة الجنوب الثالثة ما يقرب الـ10 في المائة من إجمالي الناخبين فيها، ولا يتمثلون إلا بمقعد واحد لطائفة الروم الأرثوذكس في قضاء مرجعيون، علماً بأن هناك أكثر من 23 ألف ناخب من المسيحيين الموارنة في هذه الدائرة، لا يتمثلون بمقعد عن الموارنة، وهو ما أسهم في تخفيض نسبة المشاركة المسيحية في الجنوب خلال الدورات الانتخابية السابقة إلى 30 في المائة من نسبة الاقتراع.
ووعد باسيل أمس «بأننا سنعمل على مناطق كبنت جبيل وصور والزهراني في الجنوب ليكون فيها ممثل مسيحي، إذ من غير المنطقي أن يكون هناك 70 ألف مسيحي في الجنوب ولا يستطيعون اختيار نائب واحد عنهم، بل يتم الاختيار عنهم».
وأكد باسيل: «إننا تيار في هذا البلد، ولسنا الدولة. عندما نأخذ مواقع في الدولة نستطيع أن نمثلكم كما تتمثلون أنتم بها، وبعد ذلك سيكون نائب أو وزير أو مدير عام من بلدتكم. هذه هي العدالة الطبيعية التي يجب أن تحصل في بلد ديمقراطي، أي عبر تمثيل صحيح لكامل فئات الشعب كما تنص وثيقة الوفاق الوطني، ولأن هذا لم يحصل، بقيتم محرومين، أما اليوم فلديكم الفرصة لإزالة الحرمان بواسطة الاقتراع الكثيف، لأنكم لستم قِلّة لا بالعدد ولا بالقوة، وهكذا نستطيع أن نحمل قضيتكم، ونقول لبلدة رميش وبقية بلدات بنت جبيل الذين أعطوا: هذه هي النتيجة، وهكذا نستطيع أن ننهي قضية الحرمان».
وفي ظل غياب نائب عن الموارنة في قرى بنت جبيل، يرى الخبراء الانتخابيون أن تدخّل باسيل على خط التحشيد «يسعى لرفد اللائحة المنافسة بالأصوات، ما يزيد من حظوظها لاجتياز عتبة الحاصل الانتخابي وتحقيق خرق في اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي»، في حين ترى مصادر أخرى في زيارة باسيل إلى أقصى الجنوب «رسالة لتأكيد زعامته السياسية للمسيحيين اللبنانيين بما يتخطى الشأن الانتخابي الحالي».
وقال الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، إن المسيحيين في دائرة بنت جبيل، حتى لو كانت ميولهم «للتيار الوطني الحر» أو «القوات» أو «الكتائب»، فإن قسماً منهم في السابق كان يقترع لصالح «حركة أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ذلك أنهم «موجودون ضمن بيئة الثنائي الشيعي، ولا يدخلون بصراعات معها»، لافتاً إلى أن التجارب الانتخابية السابقة «أثبتت أنهم يحافظون على العلاقة بالجوار».
وقال شمس الدين لـ«الشرق الأوسط»، إن علاقة المسيحيين بـ«حركة أمل» جيدة، وإن الدورات الانتخابية السابقة كشفت أنهم ينتخبون لصالح اللائحة المدعومة من بري، معرباً عن توقعاته بألا تتحقق مفاجآت في تلك الدائرة بالنظر إلى أن «المعركة غير متكافئة مع الصوت الشيعي الطاغي» (360 ألف ناخب شيعي) في ظل غياب مقعد ماروني يمكن أن يثير التنافس، وبالتالي سيكون الصوت التفضيلي لصالح مرشح شيعي في دائرة بنت جبيل.
وينقسم تأييد الناخبين المسيحيين في الدائرة إلى ثلاثة أحزاب مسيحية، إضافة إلى آخرين يؤيدون «الثنائي الشيعي» وأحزاب يسارية.
وتقول مصادر في هذه الدائرة الانتخابية لـ«الشرق الأوسط»، إن أغلبية المسيحيين في قضاء مرجعيون يؤيدون «الكتائب» و«القوات»، بينما يحظى «التيار الوطني الحر» بتأييد أوسع في قضاء بنت جبيل حيث توجد 3 بلدات كبيرة على الأقل، هي رميش ودبل وعين ابل، لكن المعضلة تتمثل في أن جزءاً كبيراً منهم يسكن خارج تلك البلدات المسيحية.
ولفتت المصادر إلى أن نحو 6 آلاف ناخب مسيحي يصوتون لصالح«القوات» في هذه الدائرة.
وتضم دائرة (الجنوب الثالثة) 11 مقعداً، تنقسم إلى 3 مقاعد شيعية في بنت جبيل، و3 مقاعد شيعية في النبطية، ومقعدين شيعيين ومقعد أرثوذكسي ومقعد سني ومقعد درزي في قضائي مرجعيون وحاصبيا.
ويتحالف «الوطني الحر» في الدائرة مع مرشحين شيعة ومرشح سني يدعمه «المستقبل» هو عماد الخطيب، ويدعم «الوطني الحر» ترشيح شادي مسعد في مرجعيون. بينما يتحالف «القوات» مع شخصيات شيعية معارضة لـ«حزب الله» في الدائرة، بينما توجَد لوائح أخرى مدعومة من «المجتمع المدني». ويقول خبراء انتخابيون إن تشتت الأصوات المعارضة للثنائي الشيعي من شأنه أن يقلص فرص تحقيق خروق انتخابية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».