مقتل 8 من الجيش المصري و14 إرهابياً في إحباط هجوم بسيناء

قوات من الجيش والشرطة في شمال سيناء - أرشيفية (رويترز)
قوات من الجيش والشرطة في شمال سيناء - أرشيفية (رويترز)
TT

مقتل 8 من الجيش المصري و14 إرهابياً في إحباط هجوم بسيناء

قوات من الجيش والشرطة في شمال سيناء - أرشيفية (رويترز)
قوات من الجيش والشرطة في شمال سيناء - أرشيفية (رويترز)

أعلن الجيش المصري اليوم (السبت)، إحباط عملية إرهابية كبرى بوسط سيناء، ما أسفر عن مقتل 8 من أفراده و14 من العناصر الإرهابية.
وقال المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي في بيان إنه «فى إطار العملية الشاملة ( سيناء 2018 ) ونتيجة لإحكام السيطرة الأمنية على مختلف المناطق بسيناء، فقد تمكنت القوات المسلحة اليوم من إحباط عملية إرهابية كبرى، حيث حاولت مجموعة من العناصر الإرهابية مكونة من عدد (14) فرد منهم عدد (4) أفراد يرتدون الأحزمة الناسفة ومسلحين جميعاً بالبنادق الآلية والرشاش المتوسط و«آر بي جي» اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء مستغلة فترة وحالة الظلام التى تصاحب توقيت الفجر، إلا أنه نتيجة ليقظة وإنتباه عناصر الخدمة والحراسة البواسل فقد تمكنوا من منعهم والاشتباك معهم بمختلف الأسلحة ووسائل النيران المتاحة، مما أدى إلى مقتل جميع العناصر الإرهابية وعددهم (14) فرد حيث أسرعت العناصر التى ترتدى الأحزمة الناسفة بتفجير أنفسهم بمحيط المعسكر فنتج عن ذلك استشهاد عدد (8) أفراد من القوات المسلحة وإصابة عدد (15) فرد آخرين بإصابات مختلفة نتيجة لتطاير الشظايا».
وأكد البيان على استمرار القوات المسلحة فى جهودها لاقتلاع الإرهاب الذى «يقوم حالياً بمحاولات يائسة لاستهداف عناصرنا عبر العمليات الإنتحارية».
من جهة أخرى، أعلن الجيش المصري في وقت سابق اليوم، مقتل 27 إرهابيا، وذلك في إطار العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018».
وأعلن المتحدث العسكري المصري مقتل 6 «تكفيريين» شديدي الخطورة، أثناء استهداف القوات الجوية لأحد الأوكار التي تتحصن بها العناصر الإرهابية.
كما أعلن القضاء على 9 أفراد «تكفيريين» شديدي الخطورة، ومقتل 12 عنصرا تكفيريا آخر، أثناء تبادل لإطلاق النيران مع قوات الشرطة، وضبط بحوزتهم ثلاث بنادق آلية، ومسدسان وعبوة ناسفة معدة للتفجير، ووسائل إعاشة، وذلك بعد توافر معلومات تفيد بالاختباء بأحد المنازل المهجورة بدائرة قسم ثالث العريش.
كما تم القبض على 114 فردا آخرين من المشتبه بهم، منهم 21 مطلوبون جنائيا بشمال ووسط سيناء.
وأعلن المتحدث عن اكتشاف وتدمير معسكر تدريب خاص بالعناصر التكفيرية مكون من ميدان رماية وميدان موانع، ونفق ينتهي بقاعة محاضرات تحت الأرض، وعدد من الملاجئ بداخلها كمية من الذخائر وأجهزة اتصال.
كما تم تدمير والتحفظ على 15 عربة أنواع تستخدمها العناصر الإرهابية، إضافة إلى ضبط وتدمير 43 دراجة نارية من دون لوحات معدنية خلال أعمال التمشيط والمداهمة، وتدمير عدد 150 ملجأ ووكرا ومخزنا عثر بداخلها على كمية من مواد الإعاشة والملابس العسكرية، وكميات من الذخائر والوقود.
وقامت عناصر المهندسين العسكريين باكتشاف وتفجير 30 عبوة ناسفة تم زراعتها لاستهداف قوات المداهمات بمناطق العمليات، كما تم اكتشاف وتدمير 20 مزرعة لنبات البانجو والخشخاش المخدر، وضبط كميات من المواد المخدرة المعدة للتداول بشمال ووسط سيناء.
وقامت عناصر الأسطول الجنوبي في البحر الأحمر، بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، بضبط سفينة مشتبه بها بعد تنفيذ حق الزيارة والتفتيش عليها واقتحامها، وبتفتيشها عثر على 1350 كيلوغراما من مخدر الهيروين الخام، والتي تكفي لصنع 14 طنا من الهيروين المختلط.
كما تم تنظيم أكثر من 585 كميناً ودورية أمنية غير مدبرة على الطرق الرئيسية ومناطق الظهير الصحراوي بواسطة التشكيلات التعبوية وقوات حرس الحدود، بالتعاون مع عناصر الشرطة، لفرض السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية في الاتجاهين الغربي والجنوبي.
ونجحت عناصر حرس الحدود على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، من ضبط أحد خطوط إمداد العناصر «التكفيرية» عن طريق الغرب، حيث تمكنت من ضبط 831 بندقية آلية وضغط هواء و1384 مسدس صوت وأكثر من 80 ألف طلقة أنواع و2300 جهاز تليفون محمول و‪3450000 قرص مخدر، وكميات كبيرة من جوهر الحشيش والمستلزمات الطبية والعقاقير والأدوية، و20 كجم من المشغولات الفضية، بالإضافة إلى اكتشاف وتدمير عدد من الإنفاق بمدينة رفح شمال سيناء منها نفق رئيسي بطول 1400 متر.


مقالات ذات صلة

«العمال الكردستاني» قَبِل دعوة أوجلان.. والكرة في ملعب إردوغان

شؤون إقليمية نساء كرديات في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يعبرن عن ابتهاجهن بدعوة أوجلان لحل العمال الكردستاني (إ.ب.أ)

«العمال الكردستاني» قَبِل دعوة أوجلان.. والكرة في ملعب إردوغان

فتح إعلان حزب العمال الكردستاني قبول دعوة زعيمه السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، لحله وإلقاء أسلحته الباب أمام التساؤلات عما سيأتي بعد هذا الإعلان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يتظاهرون ابتهاجاً بدعوة أوجلان حل «حزب العمال الكردستاني» (رويترز)

أوجلان... قاتل أم بطل وداعية سلام؟

يبقى زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، رغم استمرار سجنه منذ 26 عاماً، كلمة السر ومفتاح حل المشكلة الكردية في تركيا والمنطقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يرفعون صورة كبيرة لأوجلان دعماً لدعوته لحل «العمال الكردستاني» (رويترز)

رسالة أوجلان ليست النهاية... شكوك وتحديات على طريق السلام في تركيا

فجرت الدعوة «التاريخية» من زعيم «العمال الكردستاني»، المسجون عبد الله أوجلان، لحل الحزب وإلقاء أسلحته، تساؤلات وجدلاً في تركيا وخارجها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أميركا اللاتينية مقاتلون من جماعة «بوكو حرام» في شمال نيجيريا (صحافة محلية)

جماعة «بوكو حرام» تدمر عدة قرى في نيجيريا

تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية العنيفة في نيجيريا خلال اليومين الأخيرين، حيث سُجلت عدة هجمات متزامنة، كما سيطر مسلحون من «بوكو حرام» على مجموعة من القرى.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تنتشر في شوارع القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

تركيا تطالب أميركا بالتخلِّي عن التزامها بدعم المسلحين الأكراد في سوريا

أكدت تركيا ضرورة تخلي أميركا عن دعم «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود قوات «قسد»، في الوقت الذي لمَّحت فيه واشنطن إلى استمرار هذا الدعم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».