هزائم الحوثي تدفعه إلى إطلاق شتائم ضد الشعب اليمني

مقتل إعلامي وإصابة زملائه بصاروخ للميليشيا شمال البيضاء

TT

هزائم الحوثي تدفعه إلى إطلاق شتائم ضد الشعب اليمني

على وقع الهزائم الميدانية التي منيت بها ميليشيا التمرد الحوثي في جبهتي البيضاء وميدي، استهدفت الجماعة أمس، سيارة فريق إعلامي بصاروخ حراري في منطقة قانية الواقعة بين البيضاء ومأرب، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة 3 آخرين.
جاء ذلك في وقت واصلت فيه قوات الجيش اليمني المسنودة بتحالف دعم الشرعية تقدمها في جبهات البيضاء والضالع وصعدة وحجة، في ظل انهيار معنوي للميليشيات عبر عنه زعميها عبد الملك الحوثي في خطاب أمس، الذي خصص جانباً منه لشتم اليمنيين المناهضين لانقلاب جماعته الموالية لإيران. وأثار خطاب الحوثي الذي ألقاه في ذكرى مصرع شقيقه مؤسس الجماعة، غضباً عارماً في أوساط الناشطين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، لجهة وصمه من لم يقاتل من الشعب معه بصفات قبيحة تستهدف الأعراض. في سابقة اعتبرها مراقبون من أقذع الشتائم في العرف الشعبي اليمني.
وعد الناشطون، إقدام الحوثي على إطلاق هذه الشتيمة، بسبب الرعب الذي ينتابه لجهة اقتراب الحسم العسكري في مختلف الجبهات، للقضاء على انقلاب جماعته، ووأد المشروع الإيراني الذي تخدمه الميليشيا المتمردة في اليمن.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الانقلابية رصدت سيارة فريق إعلامي يعمل مع قناتين محليتين، أثناء وصولها إلى منطقة قانية المحررة بين البيضاء ومأرب قبل أن تستهدفها بصاروخ حراري.
وأكدت مصادر طبية في مدينة مأرب مقتل الإعلامي عبد الله القادري متأثراً بإصابته جراء الصاروخ الحوثي، فيما لا يزال زميله ذياب الشاطري في وضع صحي حرج بسبب الإصابة التي طالت كذلك اثنين من زملائهما. ويعمل القادري مصوراً مع قناة «بلقيس»، إضافة إلى كونه ناشطاً في مركز «سبأ الإعلامي» ومقره مأرب، وعرف عنه تفانيه في تغطية انتصارات الجيش الوطني في أكثر من جبهة.
ولقيت الحادثة تفاعلاً رسمياً وشعبياً وإدانة حكومية، بالتزامن مع التعازي التي بعثها لوفاة القادري جراء الهجوم الحوثي كل من نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد بن دغر، ووزير الإعلام معمر الإرياني.
وفيما أمر الأحمر بتوفير كل الرعاية للمصابين من الفريق الإعلامي، وصف رئيس الحكومة بن دغر، في برقية العزاء التي بعثها إلى أسرة الإعلامي القادري، الحادث، بأنه «جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإجرامية التي ترتكبها الميليشيا» التي قال إنها «استمرأت سياسة القمع والقتل وتكميم الأفواه واستهداف الإعلاميين واعتقالهم وقتلهم». وأكد بن دغر أن «هذه الجريمة وغيرها لن تذهب سدى، وسيلاحق اليمنيون مرتكبيها لينالوا جزاءهم جراء جرائمهم المروعة التي ارتكبوها».
وجاء الهجوم الحوثي على الفريق الإعلامي، غداة انتصارات واسعة حققها الجيش اليمني، في أحدث جبهة دشنها شمال محافظة البيضاء من جهة مأرب للتسريع بتحريرها، كما جاء بعد يومين من تحرير كامل مدينة ميدي الساحلية شمال غربي محافظة حجة.
وامتد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي انتصارات قواته، وشدد في اتصال مع القائم بأعمال وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي على «ضرورة استمرار العمليات العسكرية في محافظة البيضاء وباقي الجبهات»، التي قال إنها «تشهد انتصارات عظيمة وانهيارات متواصلة في صفوف الميليشيات الانقلابية».
وطبقاً لما جاء في تصريح رسمي للمقدشي، فقد تقدمت القوات «ضمن خطة عسكرية من 3 محاور مسنودة بطيران التحالف، ابتداء من محور قانية في منطقة الهضبة، حيث تمكنت من تحرير سلسلة جبال الحفلة والعفير والهدة، وصولاً إلى السيطرة على وادي رين وجبل الخضراء والطريق الرابطة بين قانية والعبدية في طريقها نحو يسبل».
كما تقدمت وحدات من الجيش في محور مفرق العبدية والتحمت بالقوات في منطقة يسيل، بالتزامن مع تقدم وحدات أخرى من محور ثالث في منطقه الغالق، حيث تمكنت الوحدات العسكرية من تحرير جبل الطلس ومواقع مسعودة وجبل العر واستكمال السيطرة على طريق حوران وردمان، مكبدة الميليشيات المدعومة من إيران خسائر فادحة في الأرواح والعتاد إلى جانب أسر عدد كبير منهم.
إلى ذلك، شن مسلحو المقاومة القبلية في مديرية ذي ناعم جنوب البيضاء، هجوماً على مواقع ميليشيا الحوثي في تبة شرقان وموقع الفلتة وموقع تبة الحمام الذي تتمركز فيه الميليشيات. ويوم أمس، أفادت مصادر ميدانية عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، بأن قوات الجيش في جبهة الملاحيظ في مديرية الظاهر غرب صعدة، حققت تقدماً جديداً، في هذه الجبهة التي تبعد نحو 20 كيلومتراً، عن المعقل الأول لمؤسس الجماعة الحوثية في منطقة مران.
وقالت المصادر إن القوات الحكومية، سيطرت على مواقع بمنطقة «الضرائب» بالقرب من الملاحيظ مركز مديرية الظاهر، بعد معارك عنيفة خاضتها مع ميليشيا الحوثي، وبإسناد من مقاتلات التحالف. واستخدمت في المواجهات كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بما فيها المدفعية والقذائف الصاروخية، قبل أن ينكسر مسلحو الحوثي أمام نيران الجيش.
وفي سياق التمهيد لتقدم القوات الحكومية من ميدي المحررة جنوباً باتجاه الحديدة، أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن مقاتلات التحالف شنت سلسلة ضربات على مواقع وتعزيزات للجماعة في مديرية اللحية الساحلية جنوب ميدي.
وتشير تحركات القوات التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة، إلى أنها تخطط إلى مواصلة التقدم باتجاه اللحية، بعد تمشيط الطرق من حقول الألغام التي زرعها المتمردون جنوب ميدي.
واطلعت «الشرق الأوسط» أول من أمس على مقاطع مصورة، لقائد القوات المشتركة للتحالف الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز أثناء زيارته إلى مدينة ميدي المحررة.
وطاف الأمير في أرجاء المدينة رفقة قائد المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني اللواء يحيى صلاح وعدد من قادة الوحدات وضباط وصف وجنود المنطقة، مقدماً تهانيه للشعب اليمني وقيادته السياسية والعسكرية بتحرير مدينة ميدي الاستراتيجية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».