في خطوة نادرة لوفاة لا ترتبط مباشرة بالولايات المتحدة، أمر أوباما بتنكيس الأعلام على كل المباني العامة في البلاد وخارجها لمدة أربعة أيام.
فضلا عن ذلك أكد البيت الأبيض أمس الجمعة، أن الرئيس أوباما وزوجته ميشيل سيذهبان إلى جنوب أفريقيا «الأسبوع المقبل» للمشاركة في إلقاء النظرة الأخيرة على «ماديبا» من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وهناك ثلاثة عظماء يجلهم أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، وهم إبراهام لينكولن، ومارتن لوثر كينغ، ونيلسون مانديلا الذي تحدث عنه مطولا في كتابه «أحلام والدي».
وفي نعيه مانديلا بتأثر بالغ بعد دقائق قليلة من إعلان وفاته الخميس، ربط أوباما ضمنا بينه وبين بطليه الآخرين، وقال «إنه لم يعد بيننا، أصبح في الأبدية»، مستعيدا عبارة ألقيت بعد اغتيال الرئيس إبراهام لينكولن الملقب بـ«محرر» العبيد في 1865.
كما دعا أيضا إلى التعبير عن «امتناننا لحياة نيلسون مانديلا، الرجل الذي صنع التاريخ وحوّل مسار العالم الأخلاقي نحو العدالة»، وهي عبارة كررها مارتن لوثر كينغ المناضل البارز من أجل المساواة العرقية في الولايات المتحدة.
وخلافا للجيل السابق من رجالات السياسة السود الأميركيين أمثال جيسي جاكسون رفيق درب مارتن لوثر كينغ، كان أوباما صغيرا جدا لخوض المعركة ضد التمييز في بلاده، إذ لم يكن قد بلغ سن الثالثة عندما أصدر الرئيس ليندون جونسون القانون التاريخي في الحقوق المدنية عام 1964.
أما عن صحوة ضميره السياسية في أواخر السبعينات كما ذكر مساء الخميس، فيدين بها لمانديلا الذي وضعه النظام العنصري الأبيض في السجن.
إذ قال «إنني من ملايين الأشخاص الذين استوحوا من حياة نيلسون مانديلا»، مضيفا «فأول خطوة في مسيرتي السياسية وأول فعل قمت به متعلق بالسياسة، كانت مشاركتي في مظاهرة ضد الفصل العنصري. وقد درست كلماته وكتاباته».
وروى الرئيس الأميركي أيضا «في اليوم الذي خرج من السجن أعطاني فكرة أن بإمكان البشر أن يفعلوا عندما تكون آمالهم مرشدهم وليس خوفهم. وككثيرين من الناس في العالم لا أستطيع تصور حياتي كلها من دون مثال نيلسون مانديلا».
لكن هذا المبدأ يتناقض مع السياسة الرسمية التي اعتمدتها الولايات المتحدة مع نهاية الحرب الباردة عندما توافقت واشنطن مع بريتوريا على وصف نيلسون مانديلا بـ«الإرهابي».
فحين كان النظام العنصري حليفا للولايات المتحدة في وجه النفوذ السوفياتي، اعترض الرئيس الجمهوري رونالد ريغان على فرض عقوبات على جنوب أفريقيا اقترحها آنذاك السيناتور الديمقراطي تيد كيندي. لكن الكونغرس تجاوز اعتراض الرئيس - في خطوة استثنائية - - وصوّت على خفض المساعدة الاقتصادية لبريتوريا في عام 1986.
ومن جهّته وعد أوباما الخميس «ما بقيت حيّا سأبذل كل ما بوسعي لأتعلم» من مانديلا الذي لم يلتقه سوى مرة واحدة على الرغم من كل الإجلال الذي يكنّه للذي كان مثله أول رئيس أسود لبلاده.
وكان أوباما قد التقى مانديلا بمقابلة قصيرة في أحد فنادق واشنطن في عام 2005. حين انتخب أوباما لتوه سيناتورا عن إيلينوي (شمال).
وعندما توجه إلى جنوب أفريقيا في زيارة رسمية في أواخر يونيو (حزيران) بإطار أوّل جولة رئاسية كبيرة له إلى القارة الأفريقية، اضطر أوباما للعدول عن لقاء «ماديبا» الذي كان مريضا جدا. لكنه زار مع زوجته وابنتيه بتأثر، زنزانة روبن آيلند قبالة مدينة الكاب حيث قبع مانديلا طوال ثماني عشرة سنة.
كما تحادث أيضا هاتفيا مع عائلة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ودعا الأجيال الشابة إلى اقتفاء أثره.
وعلى الكتاب الذهبي لروبن آيلند كتب أوباما «باسم عائلتي نقف بكل خشوع هنا، في المكان الذي واجه فيه رجال بشجاعة كبيرة الظلم ورفضوا الخضوع».
رحيل مانديلا حداد شخصي لأوباما
الولايات المتحدة تنكس الأعلام لمدة أربعة أيام
رحيل مانديلا حداد شخصي لأوباما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة