انهارت دفاعات ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية أمس، أمام تقدم قوات الجيش اليمني المسنودة بالتحالف، في الجبهة الجديدة التي قررت القوات الشرعية أن تفتحها قبل أيام شمال محافظة البيضاء، انطلاقا من محافظة مأرب المجاورة، في ظل ترجيحات بأن يؤدي تحرير هذه المحافظة الاستراتيجية التي تتوسط 8 محافظات، إلى إسقاط حجر الزاوية الذي يقوم عليه الوجود الحوثي.
وفي الوقت الذي باتت فيه عملية استعادة البيضاء أولوية قصوى لدى الشرعية اليمنية، أفادت المصادر الرسمية بأن قواتها وصلت أمس إلى أولى مناطق محافظة البيضاء من الجهة الشمالية، في مديريتي السوادية وردمان، بعد أن تخطت الحدود الفاصلة مع محافظة مأرب، في ظل رعب غير مسبوق في أوساط ميليشيا التمرد الحوثي، دفعها إلى تفجير كامل الجسور والعبارات على الطريق الرئيسية في مديرية السوادية.
وأكد المركز الإعلامي للقوات المسلحة أن عناصر الجيش تمكنوا أمس، من تحرير جبل الحنكة، وجبل العفير، وجبل الهداة، وسوق قانية، والجبال المحيطة به بالكامل، بما فيها جبل صينية، إضافة إلى تحرير «مفرق العبدية»، وصولا إلى محيط هضبة يسبل الواقعة بين منطقتي قانية والعبدية.
وكشف المصدر عن أن القوات الشرعية التي تقدمت بإسناد جوي من مقاتلات التحالف، باتت تحاصر جبل مسعودة الاستراتيجي، وجبل العر من ثلاثة اتجاهات، في الوقت الذي أصبح فيه كل من «مفرق الغوال» و«مفرق ردمان» تحت السيطرة النارية.
ويتيح هذا التقدم الميداني للقوات الحكومية مواصلة العمليات عبر محورين، أحدهما باتجاه مديرية السوادية والآخر باتجاه مديرية «ردمان» المتجاورتين، والأخيرة هي مسقط رأس القيادي القبلي البارز في حزب «المؤتمر الشعبي» ياسر العواضي.
وبالسيطرة المرتقبة على مديرية السوادية، تكون قوات الجيش في هذه الجبهة قد التحمت مع القوات الأخرى في مديرية نعمان المحررة، كما يتيح ذلك توحيد الجبهة للتقدم نحو مديرية «الملاجم» التي تشهد أطرافها معارك مع القوات المتقدمة من مديرية ناطع الواقعة إلى الجنوب من مديرية نعمان.
ويرجح مراقبون عسكريون، أن تؤدي هذه التطورات إلى إرباك ميليشيا التمرد الحوثي وتشتيت قدراتها بين أكثر من جبهة، فضلا عن المقاومة الشعبية المشتعلة ضد وجودها في المديريات الأخرى القريبة من مدينة رداع مثل القريشية، وتلك الواقعة في الجنوب والشرق مثل مديريتي ذي ناعم والزاهر، ومديريتي الصومعة ومكيراس. ومن المتوقع بحسب المراقبين، أن تجد الميليشيات الانقلابية نفسها في وقت قريب، محاصرة في مختلف مناطق البيضاء، التي تفتقد فيها للحاضنة الشعبية، باستثناء مناطق محدودة في رداع، شرق المحافظة. وتحتل البيضاء أهمية استراتيجية لقوات الجيش الوطني؛ إذ إنها تتوسط محافظات مأرب وذمار وشبوة وأبين والضالع ولحج وإب وصنعاء، ما يجعل السيطرة عليها يمثل - كما يقول المراقبون - بداية النهاية للتخلص من الوجود الحوثي، وبوابة حاسمة للتقدم نحو صنعاء من جهة الجنوب الشرقي.
في غضون ذلك، أفادت مصادر قبلية وعسكرية لـ«الشرق الأوسط»، بأن تقدم القوات الحكومية أمس، نجم عنه مقتل أكثر من 30 متمردا حوثيا في المناطق والجبال المحيطة بمنطقة قانية، فضلا عن سقوط قتلى وأسرى.
وأدت المعارك - بحسب المصادر - إلى شل الطريق الرئيسية الوحيدة التي ظلت خلال السنوات الثلاث الماضية تربط مناطق سيطرة الحوثيين بمحافظة مأرب، وصولا إلى المنافذ البرية الدولية في حضرموت والمهرة، وهو ما سيجعل حركة المسافرين تتحول باتجاه عدن ومنها إلى بقية المناطق، أو باتجاه الطريق الرابطة بين عمران والجوف وصولا إلى مأرب.
قوات الجيش تتقدم في البيضاء لإسقاط حجر الزاوية للوجود الحوثي
قوات الجيش تتقدم في البيضاء لإسقاط حجر الزاوية للوجود الحوثي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة