ذات مرة راود أحمد أبو رتيمة، وهو مواطن فلسطيني يعيش في غزة ويبلغ من العمر 31 عاماً، حلم. يتمثّل الحلم، الذي سجّله في تدوينة له على موقع «فيسبوك»، في قيام آلاف الفلسطينيين بقطاع غزة باقتحام الجدار العازل الذي شيدته إسرائيل ليفصلها عن القطاع، والإقامة بعد ذلك في مخيمات داخل إسرائيل، في إطار حركة احتجاج جماعية تطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين وأبنائهم إلى وطنهم الذي أصبح حالياً إسرائيل.
وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، تضخمت هذه التدوينة - الحلم - على موقع التواصل الاجتماعي في فبراير (شباط) الماضي، لتصبح واحدة من أكبر عمليات الاحتجاج الفلسطينية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 32 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية خلال 11 يوماً. ووقعت معظم الوفيات أثناء عمليات احتجاج يومي الجمعة الماضيين على طول الحدود الإسرائيلية مع غزة، أطلق عليها الفلسطينيون اسم «مسيرة العودة الكبرى». ومن المقرر أن تستمر «مسيرات العودة» حتى يوم 15 مايو (أيار) المقبل، وهو اليوم الذي يواكب ذكرى ما يسميه الإسرائيليون «يوم الاستقلال»، والذي يحيي الفلسطينيون ذكراه باعتباره «يوم النكبة».
ويقول أبو رتيمة، وهو من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وأحد منظمي احتجاجات مسيرات العودة، إن «الفشل ليس في حساباتنا». ويضيف؛ مشيراً إلى الاهتمام الدولي الذي أثارته الاحتجاجات: «على الرغم من تعرضنا للقتل والإصابة، فإننا في الوقت نفسه حققنا نجاحاً حتى الآن».
واحتشد عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالقرب من الحدود للمطالبة بحق اللاجئين وأبنائهم في العودة إلى ديارهم التي هربوا أو التي طردوا منها أثناء الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1948. وترفض إسرائيل العودة الجماعية للاجئين الفلسطينيين قائلة إن هذا التطور سيقوض الطابع اليهودي لإسرائيل.
وأثناء الاحتجاجات الجماعية ظلت غالبية المتظاهرين بعيدين عن الجدار الحدودي العازل، وبدل ذلك تناولوا الطعام في الهواء الطلق وشاركوا في فعاليات ثقافية، فيما قامت مجموعات يشكل الشباب غالبية أعضائها بالاندفاع صوب الجدار العازل وقذفوه الحجارة. وتقول الرواية الإسرائيلية إن الفلسطينيين ألقوا قنابل حارقة وزرعوا متفجرات على طول الحدود، فيما يؤكد الفلسطينيون أن تحركهم كان سلمياً.
ويؤكد أبو رتيمة أن الاحتجاجات لا تتسم بالعنف مطلقاً، مضيفاً أن «الاحتلال الإسرائيلي يحاول طوال الوقت أن يصورنا على أننا أشخاص يمارسون العنف، وإخبار العالم بأننا إرهابيون، ولكننا نقول لقوى الاحتلال إن مسيراتنا سلمية وستظل سلمية»، بحسب الوكالة الألمانية.
أحد منظمي «مسيرات العودة»: الفشل ليس في حساباتنا
أحد منظمي «مسيرات العودة»: الفشل ليس في حساباتنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة