الخليجيات يقدمن أنفسهن نماذج قيادية في بيئة الأعمال

ضمن فعاليات {منتدى المرأة العربية} الأول في جدة

جانب من {منتدى المرأة العربية} في جدة (تصوير: غازي مهدي)
جانب من {منتدى المرأة العربية} في جدة (تصوير: غازي مهدي)
TT

الخليجيات يقدمن أنفسهن نماذج قيادية في بيئة الأعمال

جانب من {منتدى المرأة العربية} في جدة (تصوير: غازي مهدي)
جانب من {منتدى المرأة العربية} في جدة (تصوير: غازي مهدي)

«نعم، المرأة الخليجية تستطيع»، كانت هذه العبارة هي العنوان الأبرز الذي خرج به نخبة من كبار المديرين التنفيذيين وصناع القرار والمختصين والخبراء في مجال تمكين المرأة وقيادة الأعمال في الجلسات الرئيسية لمنتدى المرأة العربية الأول ومنتدى الرؤساء التنفيذيين، الذي نظمته أمس في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بجدة صحيفة «عرب نيوز»، إحدى مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر، بالاشتراك مع شركة «ميديا كويست». وبعد الانطباع الذي تركه عدد من المتحدثين، ولا سيما النساء الخليجيات المشاركات في جلسات المنتدى، أمثال الإماراتية سارة فلكناز المديرة التنفيذية للابتكار في «موانئ دبي العالمية»، والسعوديات: الدكتورة لما السليمان نائبة رئيس الغرفة التجارية، والإعلامية منى أبو سليمان المذيعة في قناة «MBC»، وأمل دخان رئيسة مركز ريادة الأعمال بكلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، وغيرهن، تفاعل الحضور وصفق كثيراً للأفكار التي طرحتها المتحدثات، بالإضافة إلى الثقافة العالية في تحديد مستقبلهن بما يخدم أوطانهن ومجتمعاتهن. ورأى بعض الحضور أن المرأة في البلدان العربية، بخلاف دول الخليج العربي، خضن تجربة مبكرة في المشاركة في خدمة المجتمع والمناصب القيادية، سبقت التجارب في معظم دول الخليج العربي، ورغم ذلك «فقد أثبت المرأة في دول الخليج العربي، بما فيها السعودية، أن لديها القدرة على تقديم نفسها في ما يتعلق بخدمة وطنها ومجتمعها»، كما ترى أمل دخان، إحدى المتحدثات في المؤتمر، في تعليقها لـ«الشرق الأوسط»، أمس.
كانت جلسات «منتدى المرأة العربية»، الذي يقام للمرة الأولى ضمن مؤتمر وجوائز «أفضل رئيس تنفيذي»، قد استفتحت بلقاءات لنخبة من كبار المديرين التنفيذيين وصناع القرار والمختصين والخبراء في مجال تمكين المرأة وقيادة الأعمال في الجلسات الرئيسية، بما في ذلك «الثورة الاقتصادية» و«رواد الأعمال» و«الاقتصاد الجديد القائم على المجتمع»، إضافة إلى مواضيع أخرى كثيرة.
وتضمن ذلك نقاشات مطولة للمتحدثين عن الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة العربية، والخليجية على وجه الخصوص، في خدمة مجتمعها. وأبدى النساء الخليجيات حضوراً كبيراً قياساً بتجاربهن القصيرة مقارنة ببقية نظرائهن في البلدان العربية الأخرى. ويرى خالد المعينا رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «عرب نيوز» في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «النساء الخليجيات، والسعوديات على وجه الخصوص، لديهن القدرة والإمكانيات الكبيرة لتقديم أنفسهن وخدمة أوطانهن ومجتمعهن بكل إتقان»، مضيفاً: «بداية، يجدر بنا أن نقدم الشكر للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي لا يألو جهداً في ما من شأنه خدمة الوطن والشباب، ودعم المرأة التي تشكل نصف المجتمع وأحد أعمدته الرئيسية للقيام بدورها الطبيعي».
ويتذكر المعينا سنوات ماضية، فيقول: «الدعم والفرص التي أتاحها ولي العهد للنساء ستخلد في التاريخ، وأنا هنا أتذكر سنوات مضت في صحيفة (عرب نيوز)، حيث لم تكن الفرص متاحة بشكل كبير كما هو الوقت الحالي، ولكن كانت هناك تجربة خاصة بصحيفة (عرب نيوز)، حيث شكل العنصر النسائي بها أكثر من النصف، ونجحت الفتيات السعوديات في تقديم أنفسهن، ولذلك أنا كلي ثقي في نجاح المرأة السعودية في ظل الدعم اللامحدود من الدولة، وسيكون للمرأة إضاءات كبيرة في العلوم والثقافة وغيرها من المجالات».
وفي ما يتعلق ببيئة العمل والجوانب الاقتصادية وريادة الأعمال، طرح النساء السعوديات المشاركات عملية من شأنها دعم عجلة الاقتصاد، سواء على مستوى المشاريع الكبيرة أو المتوسطة، وأبدى القنصل الألماني هولجر زيغلر إعجابه بما سمع، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش المنتدى: «عطفاً على ما سمعت، هذا الوقت المناسب للاستفادة من هذه الطاقات النسائية في ما يعود على البلد بالنفع. والحقيقة أنني كنت حريصاً على حضور هذا الجزء من (منتدى الرؤساء التنفيذيين)، المتعلق بمنتدى (المرأة العربية)، وقد سمعنا قصص نجاح جميلة لعدد من النساء العرب في قطاع الأعمال، بل إن بعضهن أبدى نجاحاً مضاعفاً لما يقوم به الرجل، والحكومة السعودية تدعم بقوة النساء كجزء أصيل من المجتمع، وقد لمست ذلك بنفسي من خلال وجودي في مدينة جدة كقنصل لألمانيا، وقد التقيت نساء في سوق العمل يتحدثن بطلاقة، ولديهن إمكانات عملية كبيرة».
الحضور المشرف للنساء العربيات والخليجيات في مجال الأعمال تشهد له تجارب ناجحة، منها التميز الكبير التي ظهرت به الإماراتية سارة فلكناز، المديرة التنفيذية للابتكار في «موانئ دبي العالمية»، التي أكدت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، عقب مشاركتها كإحدى المتحدثات الرئيسيات في المنتدى، أن الموقع المهم الذي وصلت له بوصفها مديرة تنفيذية للابتكار في «موانئ دبي» يؤكد أن «المرأة الخليجية لديها الكثير لتقدمه، وأنا هنا لا أمثل نفسي فحسب، وإنما بقية النساء، فنحن جميعاً نسعى لخدمة أوطاننا ومجتمعاتنا. وبحكم أني الآن في السعودية، أحب أن أشيد بالشخصيات الجميلة المميزة من النساء السعوديات اللاتي أظهرن ما يستحق أن يمكنهم من المواقع المهمة التي تمكنهم من أداء الأدوار المناطة بهم في خدمة وطنهم».
وتزامناً مع فعاليات الأمس، أعلنت صحيفة «عرب نيوز»، الناطقة بالإنجليزية، إحدى مطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، عن مبادرة تعتزم فيها رفع نسبة التوظيف بين الإناث لتشكل 50 في المائة من إجمالي صالة التحرير خلال أقل من عامين، وجاء الإعلان خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، وتهدف المبادرة إلى جعل «عرب نيوز» أول صحيفة سعودية تتبنى سياسة المناصفة بين الجنسين في صالة تحريرها. وتندرج هذه المبادرة في سياق الخطط الإصلاحية التي تضطلع بها السعودية، وتسلّط الضوء على الحاجة الملحّة للمرأة في لعب أدوار رئيسية في المجتمع.
وقالت الإعلامية السعودية الرائدة منى أبو سليمان، بالنيابة عن «عرب نيوز»: «يسرني أن أعلن رسمياً عن خطة الصحيفة الطموحة الرامية إلى المساواة بين الجنسين في صالة التحرير بحلول عام 2020». هذا، وشمل الإعلان عرض لرسالة موجهة بالفيديو، سجلها مسبقاً رئيس التحرير، فيصل عباس.
وكانت الصحيفة قد أصدرت بياناً أوضحت فيه أن نطاق المبادرة، التي أطلق عليها داخلياً اسم «50 - 50 / 2020»، سيمتد ليشمل مكاتب الصحيفة ومناطق عملياتها كافة. وسوف تحتوي على خدمات توظيف وتدريب وتوجيه مهني ستعمد الصحيفة إلى توفيرها، بمساعدة ودعم من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق.
ومن جهته، قال جوليان هواري، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة «ميديا كويست» المسؤولة عن تنظيم «مندى المرأة العربية»: «يعد هذا الوقت بالغ الأهمية للنساء العاملات في منطقة الشرق الأوسط، ويتمثل الهدف الأسمى للمنتدى في تعزيز ودعم الأدوار المتنامية للمرأة العربية للإسهام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. كما نسهم في تمكين النساء لقيادة التحول في النموذج على مستوى المنطقة، وتحسين قدراتهن لتولي المناصب العليا التي تستحقها».
و«منتدى الرؤساء التنفيذيين» يُنظم للمرة الثانية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية (KAEC) بجدة، لكن الجديد والمختلف في الموسم الحالي أنه حُدد يوم خاص في بداية المنتدى لتسليط الضوء على دور المرأة في قطاع الأعمال وريادة الأعمال. وعلق على ذلك البريطاني فرانك كين، رئيس جلسة الأمس والكاتب الاقتصادي في صحيفة «عرب نيوز»، بالقول: «يتمتع النساء في السعودية بالدعم والتشجيع من قبل قيادتهم لإعطائهن الفرصة في تقديم أنفسهن».
وكان محور إدراج النساء في القوى العاملة في البلدان العربية من ضمن الأفكار التي طُرحت في جلسة «الثورة الاقتصادية». وشارك الحاضرون في مناقشات مفتوحة حول الفوائد الواسعة التي يمكن تحقيقها من ذلك التوجه، بما في ذلك تعزيز الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، والحد من البطالة، ودفع عجلة الاقتصاد. وبما أن الائتمان يمثل المعوق الرئيسي لريادة الأعمال بالنسبة للمرأة في المنطقة العربية، كما ذكرت 39 في المائة من الشركات العربية عن مواجهة صعوبات في هذا المجال، فقد استكشفت جلسة «رواد الأعمال» وضع رأس المال الاستثماري، والاستثمار عموماً، كما ناقشت سبل دعم المشاريع التي تقودها النساء لتمكين سيدات الأعمال.
وناقشت جلسة «الاقتصاد الجديد القائم على المجتمع» ما إذا كانت التقنيات والاقتصاد القائم على المشاركة يمكن أن تمهد الطريق أمام النساء العربيات ليصبحن عضوات اقتصادات فاعلات في المجتمع. وتطرقت الجلسة أيضاً إلى ما يمكن القيام به من أجل التوصل إلى نهج أكثر شمولية، واستكشف اليوم الأول من المنتدى التحديات المجتمعية التي تواجهها المرأة في مجال الأعمال، مع تنظيم جلسات مخصصة تناولت «صورة المرأة العربية» و«التمثيل السياسي». وأتيحت الفرصة أمام الحضور للاستماع إلى سيدات الأعمال اللاتي حققن توازناً ناجحاً بين الحياة والعمل، في جلسة المخصصة تحت عنوان «التوازن». وخلال المنتدى، سيتم تعريف المشاركين بـ«شبكة نساء تستحق المتابعة»، التي تضم نساء حصلن على وظائف جديدة مهمة، مع قدرتهن على مواجهة تحديات كبيرة جديدة، وتحقيق نجاحات رائعة من خلال إسهاماتهن في تحقيق تغيير إيجابي في بيئة الأعمال على مستوى المنطقة.
من جهته، قال فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز»: «بالنظر إلى مجموعة الإصلاحات الحالية في السعودية، يعتبر هذا الوقت ملائماً جداً لاستضافة مثل هذا الحدث. لقد لعبت (عرب نيوز) دوراً قيادياً في إعداد التقارير حول التغييرات الحالية في السعودية، وأظهرت وجود حاجة واضحة إلى قيام النساء بأدوار رئيسية في المجتمع السعودي، كما أبرزت التحديات الكثيرة التي تنتظرنا. ويهدف هذا المؤتمر إلى المضي قدماً في الحوار لصالح جميع القوى العاملة النسائية في السعودية، والمجتمع ككل».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.