الجيش العراقي يشن ضربات ضد المسلحين في تكريت

مقتل مستشارة محافظ صلاح الدين بنيران قناص

الجيش العراقي يشن ضربات ضد المسلحين في تكريت
TT

الجيش العراقي يشن ضربات ضد المسلحين في تكريت

الجيش العراقي يشن ضربات ضد المسلحين في تكريت

شنت القوات العراقية اليوم (الاحد) غارة على موقع لمسلحين وسط مدينة تكريت، التي تخضع لسيطرة هؤلاء، ما أدى الى مقتل عدد منهم، فيما صد مسلحون موالون للحكومة هجوما على ناحية العلم شرق المدينة الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد.
وأفاد شهود عيان بأن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 13 آخرون في الضربة الجوية بتكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين، التي استولى عليها مسلحون ينتمون لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)" وتنظيمات متطرفة أخرى الاسبوع الماضي.
وأوضح شاهد عيان ان الضربة الجوية استهدفت محطة لتعبئة الوقود؛ وذلك حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتخضع محطات الوقود لسيطرة عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" الذين بدأوا منذ فترة بتنظيم توزيع المنتجات النفطية على المواطنين في الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت.
من جهتها، أعلنت قناة "العراقية" الحكومية أن القوات الجوية العراقية وبالتنسيق مع جهاز مكافحة الارهاب "نفذت ضربة جوية استهدفت مسلحي "داعش" في تكريت أسفرت عن مقتل" أربعين منهم على الأقل.
وفي ناحية العلم الواقعة شرق مدينة تكريت، قتلت مستشارة محافظ صلاح الدين الشيخة أمية ناجي الجبارة بنيران قناص اثناء هجوم شنه مسلحون في محاولة للسيطرة على الناحية.
وقال مقدم في الشرطة إن "مسلحين شنوا مساء أمس (السبت) هجوما على الناحية من محورين (...) والاشتباكات لا تزال جارية".
على صعيد متصل، يشعر سكان في الموصل ان مدينتهم عادت في ظرف أسبوعين فقط مئات السنين الى الوراء، بعدما أحكم مسلحون سيطرتهم على ثاني أكبر مدن العراق وفرضوا عليها قوانين متشددة.
وسقطت المدينة التاريخية - التي عرفت قبل اجتياح العام 2003 بمواقعها السياحية، وبعده بأعمال العنف التي لم تتوقف فيها - في أيدي جماعات متطرفة يقودها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، اقوى المجموعات المسلحة في العراق وسوريا.
وخلال ساعات قليلة من فجر الثلاثاء في العاشر من الشهر الحالي خرجت الموصل (350 كلم شمال بغداد) عاصمة محافظة نينوى عن سلطة الدولة بعدما غادرتها فجاة القوات الحكومية إثر الهجوم الذي شنه المسلحون تاركة خلفها أعتدة وآليات وملابس، والمدينة لمصيرها.
وما ان احكم المسلحون سيطرتهم على الموصل حتى أصدروا بيانا عمموه على سكانها البالغ عددهم نحو مليوني نسمة والذين فر مئات الآلاف منهم بسبب أعمال العنف، أطلقوا عليه اسم "وثيقة المدينة" وأعلنوا فيه عن قوانين متشددة.
وتحرم هذه الوثيقة التي تتضمن 16 نقطة "الاتجار والتعاطي بالخمور والمخدرات والدخان وسائر المحرمات"، وتمنع "المجالس والتجمعات والرايات بشتى العناوين وحمل السلاح"، وتؤكد على ضرورة هدم "المراقد" التي وصفتها بـ"الشركية والمزارات الوثنية".
وتفرض الوثيقة على النساء "الحشمة والستر والجلباب الفضفاض"، الى جانب ملازمة المنزل "وترك الخروج إلا لحاجة"، وتدعو في الوقت ذاته السكان الى ان "ينعموا في حكم اسلامي" في ظل "حقبة الدولة الاسلامية وعهد الامام ابي بكر القرشي"، زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية"، حسب ما جاء في الوثيقة.
كما وزع المسلحون وثيقة على المساجد تفرض "عدم نشر واذاعة أي بيان غير صادر عن دولة الاسلام في العراق والشام"، وكذلك عدم "رفع أي راية سوى راية دولة الاسلام وبأي شكل من الأشكال"، معلنة عن مسجد يتم فيه قبول "توبة المرتدين".
وبحسب سكان في المدينة، فان تنظيم "الدولة الاسلامية" عين مسؤولا لكل منطقة، يهتم أولا مع مجموعة من مساعديه بإجراء مسح لسكان منطقته.
وينتشر المسلحون في عموم مدينة الموصل، بعضهم يسيرون على أقدامهم، وآخرون يتنقلون بسيارات مدنية أو عسكرية استولوا عليها بعد انسحاب الجيش من المدينة، وباتت ترفع رايات سوداء هي رايات "الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)".
ويرتدي بعض هؤلاء المسلحين ملابس مدنية، بينما يرتدي آخرون زيا عسكريا أو ملابس سوداء، ومنهم من يضعون أقنعة على وجوههم، ويحملون جميعهم أسلحة مختلفة بينها بندقية الكلاشنيكوف والمسدسات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.