السيسي يبحث التعاون العسكري مع رئيس أركان الجيش الباكستاني

السيسي يلتقي رئيس أركان الجيش الباكستاني («الشرق الأوسط»)
السيسي يلتقي رئيس أركان الجيش الباكستاني («الشرق الأوسط»)
TT

السيسي يبحث التعاون العسكري مع رئيس أركان الجيش الباكستاني

السيسي يلتقي رئيس أركان الجيش الباكستاني («الشرق الأوسط»)
السيسي يلتقي رئيس أركان الجيش الباكستاني («الشرق الأوسط»)

أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالعلاقات التاريخية التي تجمع مصر وباكستان، معربا خلال استقباله أمس الفريق أول زبير محمود حياة، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية، عن تطلعه لتنمية التعاون الثنائي مع باكستان في مختلف المجالات، وتعزيز التنسيق والتشاور معها إزاء القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذي يعد أحد أهم التحديات التي تواجه البلدين.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن رئيس أركان القوات المسلحة الباكستانية أكد عمق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، مشيدا بالإنجازات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية في مختلف المجالات، والنجاحات التي تتحقق على صعيد مكافحة الإرهاب من خلال العملية الشاملة «سيناء 2018».
كما أعرب رئيس الأركان الباكستاني عن إعجابه بما تشهده مصر من إصلاح اقتصادي، وما يجري تنفيذه من مشروعات قومية بهدف تحقيق التنمية الشاملة، مؤكدا أن استقرار مصر يعد أمرا لا غنى عنه لاستقرار المنطقة، وهو الأمر الذي تهتم به باكستان في ظل أثره المباشر على استقرار المناطق المتاخمة للشرق الأوسط والعالم.
وذكر السفير راضي أن اللقاء تطرق إلى سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في عدد من المجالات خصوصا التعاون في المجال العسكري والتدريب. كما تم استعراض آخر المستجدات على صعيد الوضع في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، حيث تم تأكيد أهمية مواصلة التنسيق المكثف ودفع الجهود المشتركة بين البلدين لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب والتصدي لكل من يدعمه أو يموله، فضلا عن تكثيف الجهود لتصويب الخطاب الديني ونشر صحيح الإسلام لقطع الطريق على محاولات الجماعات الإرهابية ومن يساندها لتحقيق أهدافهم السياسية. وقد أكد الرئيس السيسي في هذا السياق، أن الجهاد الحقيقي هو رفع مستوى معيشة الشعوب من خلال تحقيق التنمية والبناء والتعليم الجيد والرعاية الصحية، وذلك في إطار المفاهيم الإسلامية المضيئة والمنيرة.
في غضون ذلك، التقى الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية. وتناول اللقاء تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الإرهاب وتحقيق الاستقرار بالمنطقة. كما بحث الجانبان سبل زيادة أوجه التعاون في المجالات العسكرية وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين.حضر اللقاء الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، واللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي، وعدد من قادة القوات المسلحة، والسفير الباكستاني بالقاهرة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.