حاكم الشارقة: التقنية سلاح خطير ويجب تحصين مجتمعاتنا بالمعرفة

أكد في منتدى للاتصال الحكومي أن {الشعوب هي العامل الحاسم في التطور}

حاكم الشارقة خلال كلمته أمام {المنتدى الدولي للاتصال الحكومي} (وام)
حاكم الشارقة خلال كلمته أمام {المنتدى الدولي للاتصال الحكومي} (وام)
TT

حاكم الشارقة: التقنية سلاح خطير ويجب تحصين مجتمعاتنا بالمعرفة

حاكم الشارقة خلال كلمته أمام {المنتدى الدولي للاتصال الحكومي} (وام)
حاكم الشارقة خلال كلمته أمام {المنتدى الدولي للاتصال الحكومي} (وام)

دعا الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الدول العربية إلى ضرورة الاستفادة من التقنية الحديثة في سبيل الوصول إلى مصاف الدول العالمية، مشددا على أن إرادة الشعوب هي العامل الحاسم في تطور المجتمعات، ومستدلاً بتجارب عدد من الدول الكبرى التي عانت من ويلات الهزيمة مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وقد أصبحت اليوم من الدول الصناعية الكبرى ومثال لتطلعات الشعوب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل.
وقال الشيخ سلطان القاسمي في كلمته خلال «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي» الذي انطلق أول من أمس، يجب أخذ العبرة والحكمة من هزيمة اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية لمعرفة الخطوات التي اتبعوها للتطور والتقدم.
وتطرق خلال كلمته إلى قطاع التقنية وقال: «التقنية الحديثة هي السلاح الذي دخل علينا قبل بضع سنوات وأصبح أخطر شيء في يد العبث والظلاميين الذين يأخذون أبناءنا من كل مكان ويحركونهم مثل الدمى ليدمروا أنفسهم وغيرهم».
وبين حاكم الشارقة: «أنا أنظر إلى هذا السلاح الخطير كإنسان مُصلح لمجتمعه وأنتم تنظرون إليه من باب التطور» مضيفا: «لا بد قبل أن نبدأ في طريق الثورة التقنية أن نبدأ بمجتمعنا وأن نحصنه ضد كل هذه المعطيات وليس معنى ذلك أن نراقبه فقط أو نغلق عليه الأبواب والوسائل وإنما نحصّنه على درجة من المعرفة والوعي وإيمان إنساني يمنعه من العبث واستعمال هذه التكنولوجيا في تدمير الشعوب».
ودعا الأسر إلى ضرورة مراقبة الأبناء وقال: «مسؤوليتنا أن نراقب أبناءنا وبناتنا الذين أدمنوا على هذه الأجهزة الحديثة والتقنية وانفصلوا عن مجتمعهم، وأخذتهم الأجهزة بعيداً عن واقعهم»، كما دعا الباحثين من رواد المعرفة والثقافة والتقنية الحديثة من ضيوف المنتدى إلى البحث في كيفية منع العبث من الوصول إلى الأطفال حتى ينتقلوا إلى العقلانية من الفوضى وإمكانية توجيه الأطفال إلى استعمال هذه الأجهزة للنفع والفائدة فقط، وقال: «أجيبوني وابحثوا ونحن بعد ذلك نشرع الأبواب... فلتأت هذه التكنولوجيا الجديدة ولا نخافها لأننا محصنون».
وأكد الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ضرورة تحصين المجتمعات من الأفكار الدخيلة والهدامة التي تؤثر سلباً على التنشئة الاجتماعية للأطفال وتقودهم إلى العبث الذي تجلبه التكنولوجيا الحديثة كجوانب سلبية لها مع أهمية العمل للمستقبل والاستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من الهزائم لكنها أصبحت اليوم في مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي.
وكان حاكم الشارقة قد تطرق في حديثه عن الأجيال السابقة وتطلعاتها وما يجب عليه أن يكون المستقبل وقال: «نحن من الجيل القديم وسأعبر بكم أكثر من 45 عاماً لكن إلى الوراء لنرى ما كان وما يجب أن نكون عليه فنحن في الشرق هُزمنا هزيمة كبيرة في سنة 1976 وما زال شعور الهزيمة يسيطر علينا».
وتابع: «أنا من جيل الهزيمة بل كنتُ في وسطها وكنت يومها أردد ما قاله الأديب الفرنسي أنطوان آرنولد في نصه (الورقة الجافة) المعّبر عن حالة اليأس وأتخيل نفسي تلك الورقة الجافة في مهب الريح»، ولفت إلى أن الشعور الطاغي على الشعوب العربية في تلك الفترة كان سلبياً، مبيناً أنه لم يكن وحده في ذلك الشعور العام الذي مثّل نهاية النموذج القومي للإنسان العربي تاركاً تفكير الإنسان العربي مشلولاً وشعوره بأن صفحة قد طُويت وفي الوقت نفسه مثّلت استنزافاً لكل المنظومات والنظريات التي سادت في تلك الفترة وبعدها وتركتنا في مجتمع خاضع للصدمات المختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.
وتحدث عن تأثير تلك الفترة على تفكير الإنسان العربي وقال: «بدا الإنسان العربي أنه في عمق أزمة يرى البعض أنها أزمة هوية ويرى البعض الآخر أنها أزمة مشروعية وبقينا كذلك إلى يومنا هذا نتيه في التيه وتأتينا الآن هذه التقنية الحديثة فعلى أي أساس أرتكز على السماح لتلك المعطيات للولوج إلى مجتمع لا يعرف هويته ولا مشروعيته».
من جهته، أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام ضرورة إدراك الحكومات لتسارع التطورات التقنية التي تهدد تلاشي وسائل التواصل التقليدية، وتتطلب إعداد التجهيزات للاستعداد للمراحل المستقبلية التي يصعب التنبؤ بتطوراتها ومدى قفزاتها، مشيراً إلى أن وسائل الثورة الرقمية تتطور بشكل هائل وسريع ربما يفوق حتى سرعة الصوت ومنها ما يتلاشى في الوقت الذي تبقى به وسائل أخرى، مستعرضاً المراحل المقبلة وفقاً لما تشهده التقنية من مفاجآت وتطورات، مؤكداً ضرورة إعداد الخطط والآليات والبرامج التي تساهم في تسهيل سبل الحوار مع أجيال المستقبل ومخاطبتهم وفق لغتهم الرقمية للحفاظ على التواصل المستمر بين الحكومة وجمهورها.
وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى أبرز أبحاث تقنية المستقبل التي تتناول التواصل بالتخاطر بإرسال محتوى من دماغ إلى آخر دون تدخل الآلة وربما بأدوات جديدة لم يتصورها العقل البشري حاليا، لافتاً إلى تقنية الواقع المعزز للحصول على المعلومات التي يحتاج إليها الشخص دون الحاجة إلى الاتصال بجهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي وإلى توقعات تمكّن العقول بعد التواصل بسحابة مرتبطة بآلاف أجهزة الكومبيوتر من تضخيم الذكاء الأصلي ليصبح تفكيرا اصطناعيا، كما أطلقت عليه أبحاث المرحلة الماضية التفكير الهجين. إلى ذلك، قالت الدكتورة أمينة غريب ضيف شرف المنتدى إن مسؤوليات الحكومات فيما يتعلق بالتواصل مع شعوبها تتضمن ثلاث مراحل، إذ يجب أن تكون أولاً سباقة في تقديم معلومات تتميز بالشمولية والمصداقية، وأن توفر بنية تحتية أو أدوات اتصال قادرة على إصدار رسائل دقيقة في الوقت المناسب عند التعرض لأي أزمات أو كوارث، وثالثاً أن توفر الحماية لشعبها في وجه أي قوى معادية قد تحاول الوصول إلى البيانات وتستغل قنوات الاتصال لأغراض غير مشروعة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.