استجابت الحكومة اليمنية أمس لدعوات السكان والناشطين في العاصمة صنعاء، ووجهت نداء رسميا إلى منظمة «اليونيسكو» من أجل التدخل لإنقاذ الآثار اليمنية من عبث ميليشيات الحوثي الانقلابية. ودانت وزارة الثقافة، في بيان رسمي «حملات التشويه والتدمير المتعمد والممنهج» الذي تمارسه ميليشيات الحوثي بحق الآثار والمعالم التاريخية اليمنية منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، وآخرها ما أقدمت عليه الجماعة في صنعاء من تشويه للمباني التاريخية.
وكانت عناصر من جماعة الحوثي قد نفذت حملة ممنهجة في الآونة الأخيرة لطلاء واجهات المباني التاريخية في المدينة القديمة المسجلة ضمن مدن التراث الإنساني لدى اليونيسكو، بألوان شعارات الجماعة الطائفية وتشويه طرازها المعماري الفريد.
وطالب البيان الحكومي، منظمة «اليونيسكو»، بالتدخل لوقف عبث الميليشيات و«القيام بمسؤوليتها في ضمان وحماية التراث الإنساني المتمثل بمدينة صنعاء القديمة». ودعا البيان المنظمة الأممية إلى «ممارسة كافة الضغوط الممكنة واللازمة لإيقاف العبث والتشويه الذي تنتهجه ميليشيات الحوثي ضد التراث الثقافي والفني اليمني، وعلى رأسه ما يحدث في مدينة صنعاء القديمة». وقالت وزارة الثقافة في بيانها إن «التراث الثقافي الأصيل والنادر لليمن يحظى بقيمة فنية وتاريخية عظيمة، ويمثل أهمية إنسانية وحضارية بالنسبة لليمن وللبشرية جمعاء». وذكرت أن الكثير من الآثار والمعالم التاريخية الفريدة ترزح تحت وطأة اعتداءات مباشرة ومتكررة تقوم بها الجماعة الحوثية التي وصفها البيان «بالجماعة الظلامية المتخلفة».
وكشف البيان عن أن مدينة «صنعاء القديمة» (المدينة التاريخية) شهدت حملة تشويه متعمدة من قبل جماعة الحوثي، إذ استخدمت الميليشيات «جدران وأسوار وبيوت المدينة القديمة لنسخ شعاراتها الطائفية بأصباغ وألوان مصنوعة من مواد كيمائية ضارة، تؤدي إلى إتلاف الألوان الأصلية لبيوت وأسوار المدينة المدرجة ضمن أهم المعالم الفنية المعمارية التي تحتويها لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)». وأشار البيان إلى أن حملة التشويه الحوثية تتعمد طمس الملامح الفنية والجمالية لصنعاء القديمة، الأمر الذي يكشف حقيقة تكوين ووعي جماعة الحوثيين المعادي للفنون والتراث الثقافي والجمال بصفة عامة، شأنها في ذلك شأن سائر الجماعات الإرهابية المتطرفة التي شوهدت - بحسب البيان - وهي تدمر المعالم الأثرية والفنية في العراق وأفغانستان. وحذرت وزارة الثقافة مما وصفته بـ«الآثار الكارثية» لهذا التعاطي البدائي والفج والمعادي في جوهره للتراث والفن الإنساني، الذي تمارسه ميليشيات الحوثي الطائفية.
وتتهم الحكومة اليمنية ميليشيات الانقلاب بسرقة الكثير من الآثار من المتاحف والمواقع الأثرية وبيعها عبر شبكة مهربين دوليين في السوق السوداء لتمويل حروبها. وكانت الجماعة الانقلابية حولت عشرات المواقع الأثرية والقلاع والحصون التاريخية في المناطق التي تسيطر عليها إلى ثكنات عسكرية، وأماكن لتخزين الأسلحة والمتفجرات. وأدت الأعمال القتالية إلى تدمير أجزاء واسعة من المواقع الأثرية، كما حدث لمدينة براقش الأثرية في محافظة الجوف. وطالب مثقفون يمنيون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق، الحكومة الشرعية بالتدخل لوقف عبث الميليشيات ومخاطبة الجهات المعنية في العالم للضغط على الجماعة لوقف انتهاكاتها ضد التراث الإنساني في اليمن.
اليمن يدعو «يونيسكو» لإنقاذ آثاره من العبث الحوثي
اليمن يدعو «يونيسكو» لإنقاذ آثاره من العبث الحوثي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة