عون يطالب الحكومة بحسم ملف الكهرباء

TT

عون يطالب الحكومة بحسم ملف الكهرباء

وضع رئيس الجمهورية ميشال عون الحكومة اللبنانية، أمس، أمام اختبار الحسم الفوري لتوفير التغذية بالتيار الكهربائي، قائلا إنه يريد تأمين الكهرباء للناس، ولا يكترث للطريقة، وهو ما دفع رئيس حزب «القوات»، سمير جعجع، إلى اقتراح حل يتمثل «بتكليف إدارة المناقصات بإدخال التعديلات اللازمة على دفتر الشروط الذي كانت قد وضعته مؤسسة كهرباء لبنان، ومن ثم إجراء مناقصة واضحة وشفافة».
ويعتبر ملف الكهرباء من أبرز العقبات التي تواجه الحكومة، في ظل التجاذب فيها على طريقة توفير التيار الكهربائي، حيث عرضت وزارة الطاقة توفير الكهرباء بشكل مؤقت عبر استئجار بواخر لإنتاجها، ريثما تنتهي أعمال تأهيل وتطوير معامل الإنتاج، وهو ما أثار امتعاضا على خلفية شبهات حول الصفقة.
وقال الرئيس عون، خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس، إنه طلب «حلولا واقتراحات عملية، إلا أنه لم يصلني حتى اليوم أي جواب من أحد، لا عن التقرير الذي قدمته ولا حلول للأزمة». وقال: «أنا لا أسوق لا لهذا الخيار ولا لذاك، أنا أريد أن أؤمن الكهرباء للبنانيين. لقد مضى أشهر ونحن ندور في الحلقة المفرغة إياها، ولا أحد يقدم حلا عمليا لأزمة الكهرباء. ومن يقول إن لديه مصدرا يوفر طاقة فورية ومؤقتة في انتظار انتهاء إنشاء معامل الطاقة، فليقدم لنا هذا المصدر وشروطه والمدة التي يستغرقها في تأمين الإنتاج وغرامة التأخير في حال عدم الالتزام».
ولفت عون إلى أنه «طرح في الماضي موضوع البواخر، وسمعنا ردود فعل كثيرة، لا أحد قال إن لبنان مجبر على استئجار بواخر، ولكن في المقابل لم يقدم أحد مصدرا بديلا»، مشيرا إلى «أنني مضطر إلى مصارحة اللبنانيين بهذه الحقيقة، لأنني وعدتهم بأن أكون صادقا معهم. كل نقاش في كل مرة لا يؤدي إلى نتيجة». وأضاف: «أنا أريد تأمين الكهرباء للناس (ومش فارقة معي كيف بتجيبوها). نحن نعرف أن معامل الإنتاج هي الحل الدائم، ولكن إلى أن ينتهي العمل في هذه المعامل، وتصبح قادرة على الإنتاج، كيف نوفر الكهرباء ونؤمن حلولا مؤقتة ولا نبقى دون إنتاج طاقة، تزداد الحاجة إليها يوما بعد يوم؟».
وأقر رئيس الحكومة سعد الحريري، بأن الحكومة «لم تحقق أي إنجاز فيه حتى اليوم، فيما تزداد الحاجة إلى الطاقة. ومع الأسف فإن مقاربة هذا الموضوع لم تكن دائما مقاربة تقنية وعلمية». وقال الحريري: «لقد وضعت دراسات عدة حول إنتاج الكهرباء والحلول المؤقتة في انتظار إنجاز معامل الطاقة، ولكن هذه الدراسات لم تعتمد، ولا نزال نبحث عن حلول».
وبعدما دار نقاش بين عدد من الوزراء، أوضح وزير الطاقة سيزار أبي خليل مضمون التقرير الذي وضعه في هذا الإطار، وقال: «أنا بانتظار عرضه على مجلس الوزراء». وتقرر بعد ذلك بناء على طلب رئيس الحكومة أن يرفع وزير الطاقة تقريره إليه، كي يوزعه على الوزراء لتحديد جلسة خاصة للكهرباء، يتم خلالها دراسة مضمون التقرير واتخاذ القرارات المناسبة.
وكان عون أطلع مجلس الوزراء على زيارة المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان، وأبرز النقاط التي أثارها معه، «لا سيما موضوع النازحين السوريين وتداعياته على الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية في لبنان، والموقف الداعي إلى إعادة النازحين تدريجيا إلى الأماكن الآمنة في سوريا». وأشار إلى أنه شدد على «تطبيق الاتفاقيات المعقودة بين لبنان والاتحاد الأوروبي، لا سيما لجهة فتح الأسواق أمام الصادرات اللبنانية التي تتمتع بالمعايير الأوروبية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».