طفل يقطع 4 آلاف ميل لرؤية تيبو كورتوا

مشجع من ترينيداد مهووس بالكرة الإنجليزية وحارس مرمى تشيلسي

كورتوا والطفل مايكل بيتر في ملعب كريستال بالاس  - 	اللافتة التي استخدمتها والدة الطفل للفت انتباه  كورتوا
كورتوا والطفل مايكل بيتر في ملعب كريستال بالاس - اللافتة التي استخدمتها والدة الطفل للفت انتباه كورتوا
TT

طفل يقطع 4 آلاف ميل لرؤية تيبو كورتوا

كورتوا والطفل مايكل بيتر في ملعب كريستال بالاس  - 	اللافتة التي استخدمتها والدة الطفل للفت انتباه  كورتوا
كورتوا والطفل مايكل بيتر في ملعب كريستال بالاس - اللافتة التي استخدمتها والدة الطفل للفت انتباه كورتوا

غادر مايكل بيتر هداد، ترينيداد وتوباغو، متجهاً إلى لندن لمشاهدة تشيلسي ولاعبه المفضل، حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا، وذلك للمرة الأولى في حياته. في اليوم السابق للسفر، حزم جميع ما يتعلق بتشيلسي وكورتوا من أشياء يملكها داخل حقيبته التي تحمل شعار تشيلسي، بجانب قلم من طراز «شاربي». وببراءته الطفولية، ظن مايكل بيتر أنه سيتمكن من مقابلة كورتوا والحصول على توقيعه على كل من الأشياء التي يحملها.
وتتذكر والدته كاثرين ما حدث بقولها: «ابتسمنا فحسب، ولم نبلغه بأننا نعتقد أن أحلامه مبالغ فيها، وربما غير واقعية بعض الشيء. لقد أكمل ابني عامه العاشر، وأخبرني أن الأمر الوحيد الذي يود الحصول عليه كهدية عيد ميلاده رؤية تشيلسي وكورتوا شخصياً». جدير بالذكر أن الأسرة سبق لها وسافرت إلى لندن من قبل، وزاروا «ستامفورد بريدج» عام 2015، وبعد أن قاموا بجولة عبر غرف تبديل الملابس، اشترى مايكل بيتر أول طقم ملابس يحمل رقم قميص كورتوا. وقالت الأم: «ظل حريصاً على ارتدائه في كل يوم يذهب إلى التدرب وفي كل نزهة. واعتاد الناس أن يسألوني حول ما إذا كانت لديه ملابس أخرى».
لقد أصبح من عشاق كورتوا، لأنه يقول إنه رأى كيف يوزع حارس المرمى قمصانه على الجماهير، وسبق وكثيراً ما كان يتعامل مع الآخرين على نحو لطيف. ويقول إنه يحب أسلوب تفكير كورتوا وكيفية تصديه للكرات. وقد حرص على ارتداء قميص كورتوا أثناء حراسته للمرمى على امتداد ثلاث سنوات، ويرتدي اليوم ثالث قميص يخص كورتوا. ويطلق عليه الكثيرون ممن يتابعون المباريات اسم كورتوا.
وبالفعل، وصلت الأم وابنها إلى استاد «سلهرست بارك» الخاص بكريستال بالاس اليوم التالي حاملين لافتة. وكانت تلك فكرة كاثرين. والتقطت صورة ابنها وهو يحمل اللافتة في ديسمبر (كانون الأول) 2015 كهدية لزوجها في الكريسماس.
عام 2016، كان مايكل بيتر يبحث عبر شبكة الإنترنت عن صور كورتوا وأفضل الكرات التي أنقذها، وفوجئ بأن رأى حارس مرمى تشيلسي في صورة شبه متطابقة لصورة له، وهو يطير في الهواء لصد كرة مصوبة باتجاه المرمى. وحملت اللافتة الصورتين معاً، وكتب تحتها: «قطعت 4.417 ميل جواً كي أرى كورتوا». وعن ذلك، قالت كاثرين: «لقد قررت أنني سأحاول عمل كل ما يمكن فعله لمساعدته على رؤية كورتوا. لذا، فإنه عندما اتخذت إجراءات السفر لحضور المباريات، خطرت لي فكرة وضع لافتة كبيرة لتعزيز فرص أن نلفت الأنظار نحونا. وفكرت فيما ينبغي لنا كتابته على اللافتة لجذب انتباه كورتوا، وبعد تفكير طويل وعميق وطلب مشورة من آخرين ومقترحات من أصدقاء، قررت كتابة عبارة أننا سافرنا 4.417 ميل... وبالفعل نجحت الفكرة. وبقليل من الخيال والابتكار، قطعنا شوطاً طويلاً في المعاونة في تحقيق حلم ابننا».
أثناء الإحماء داخل «سلهرست بارك»، لمح كورتوا اللافتة. وعليه، سار نحو الجماهير وألقى التحية على الأسرة. وطلبوا منه التقاط صورة مع مايكل بيتر وبالفعل حصلوا على ما طلبوا. وعن هذا، قالت كاثرين: «في الحقيقة، تملكتني الدهشة واغرورقت عيناي بالدموع. لقد كانت لحظة رائعة. لم أكن أتوقع قط أن يحدث ذلك. لقد كان شخصاً كريماً وودوداً، وتأثرنا جميعاً بالموقف، وببذل كورتوا مجهوداً كي يقترب من مايكل بيتر من أجل التقاط صورة معه». وأضافت: «بعد ذلك، أخبرنا أنه سيعود إلينا بعد المباراة ليمنح ابني قميصه. كان هذا موقفاً يتعذر تصديقه. عندما خسر تشيلسي المباراة، ساور ابني القلق من أنه لن يعود إلينا، لكنه عاد».
كان الموقف برمته رائعاً بالنسبة للطفل أيضاً، خصوصاً أنه كان قد مر بعام عصيب، فقد انتقل إلى مدرسة جديدة، الأمر الذي أحزنه كثيراً. كما وقعت حالتا وفاة داخل الأسرة. لهذا، جاء توقيت الهدية والصورة مثالياً. وقالت الأم: «كثيراً ما يعود إلى ذكرى هذه اللحظة، ولا يزال يتعذر عليه تصديق ما حدث. في مساء ذلك اليوم عدنا إلى الفندق، وظل ابني محتضناً القميص بقوة، وعلقه على جهاز التلفزيون داخل غرفة الفندق».
من جانبه، يأمل مايكل بيتر في أن يأتي اليوم الذي يتمكن من الذهاب إلى كوبهام لمشاهدة كورتوا أثناء التدريبات، وأن ينال فرصة التدريب معه. ومن يدري، ربما يتحقق الحلم يوماً ما. من ناحيته، قال كورتوا: «دائماً ما أحاول تقديم شيء للأطفال. بالطبع، لا يكون هذا الأمر ممكناً طوال الوقت، لكنني أدرك تماماً كيف يشعر المرء عندما يجد تقديراً من جانب أحد نجومه المفضلين. لقد اعتدت المساعدة داخل الملعب وأنا صبي في إحضار الكرة من قبل، مع جنك والمنتخب الوطني. وكنت في صباي أطلب توقيعات النجوم التذكارية وقمصانهم وقفازاتهم أيضاً. ويمكنني اليوم تفهم شعور مثل هؤلاء الأطفال جيداً».
وقال: «أعتقد أن بعض اللاعبين بحاجة لإبداء مزيد من التقدير للجماهير. وأفضل تقديم قمصاني لصبية لا تزال أذهانهم مليئة بالأحلام، الذين يمكن أن أعمل كمصدر إلهام لهم، عن البالغين الذين يطلبون الحصول على حاجيات غيرهم».
وأضاف: «عشية أحد أعياد العام الجديد، سافرت إلى بلجيكا لزيارة صبي في الثامنة من عمره يحارب اللوكيميا في المستشفى. ولو رأيت حجم السعادة والشجاعة التي سيطرت عليه بعد حصوله على القميص... لذلك أفعل هذا الأمر».


مقالات ذات صلة

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».