يحتفي العالم اليوم، بالعيد السبعين لـ«اليوم العالمي للمسرح» الذي درجت العادة فيه، أن يتم اختيار مسرحي بارز لإلقاء كلمة نيابة عن المسرحيين الآخرين في العالم، وفي هذه المناسبة تحتفل البلدان كل منها على طريقتها. وغالباً ما انتهزت بيروت هذا اليوم، لتنظم احتفاليات داخل المسارح. وهذه السنة وبدءاً من صباح اليوم وحتى المساء ستُعرض مجموعة من الأفلام المصورة التي توثق رحلة المسرحية الكبيرة والمخضرمة نضال الأشقر في «مسرح المدينة» بالعاصمة بيروت، لكنّ شقاً آخر للبنان سيكون موجوداً في منظمة اليونيسكو بباريس ضمن احتفالية عالمية رسمية. وقد اختيرت الممثلة اللبنانية مايا زبيب وهي عضو مؤسس في «فرقة زقاق المسرحية»، بالإضافة إلى 4 مسرحيين آخرين من العالم، حيث سيلقي كل منهم كلمة بلاده متحدثاً عن أوضاع الفن في منطقته.
وكانت «الهيئة العالمية للمسرح» قد قرّرت الخروج بشكل استثنائي على تقليدها السنوي المعتاد وذلك باختيار شخصية واحدة لإلقاء الكلمة، ليتميز هذا العام بخمس كلمات احتفاء بمرور سبعة عقود على إطلاق هذا اليوم المخصص للمسرح.
وستمثّل زبيب المنطقة العربية بكلمتها التي كتبتها بالإنجليزية وترجمها إلى العربية وليد دكروب، إلى جانب وري ميكنغ من ساحل العاج ورام غوبال باجاج من الهند الذي سيمثّل آسيا والمحيط الهادي، وكذلك سيمون مكبورني من بريطانيا عن القارة الأوروبية، وسابينا نيرمان من المكسيك ممثلة الأميركتين. وكانت الهيئة قد كلّفت على مدى السنوات الطويلة الماضية عدداً كبيراً من الشخصيات المسرحية العالمية لإلقاء كلمتها، من بينهم كان العربي السوري سعد الله ونوس قبيل وفاته، وجان كوكتو ومصمم الرقص موريس بيجار، والشاعر التشيلي بابلو نيرودا، والمسرحي الأميركي آرثر ميلر، والمخرج المسرحي البريطاني بيتر بروك، والمؤلف المسرحي الروماني الفرنسي أوجين يونسكو، جون مالكوفيتش، وآخرون.
يبدأ الاحتفال بالمناسبة اليوم، وستنقل جميع الكلمات إلى مناطق عديدة في العالم، كما ستكون جزءاً من احتفالية المسرح في بيروت التي يستضيفها مسرح المدينة، كما سيلقيها زميلها جنيد سري الدين في احتفال مسرحي آخر سيُنظّم في الجامعة اللبنانية في الحدث.
وبالتزامن مع الحدث المسرحي العالمي في «اليونيسكو» بباريس ينظم «مسرح المدينة» في بيروت عروضاً استعادية مصورة لأعمال الممثلة والمخرجة نضال الأشقر خلال يوم طويل كامل مفتوح للجمهور العريض وبالمجان من الساعة الحادية عشرة صباحا ولغاية الحادية عشرة مساءً. البداية مع رسالة الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس المصورة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح التي كتبها قبيل وفاته في عام 1996. وهي رسالة مؤثرة جداً كان لها صدى كبير حين ألقاها وكان يعاني من مرض السرطان، والجميع كان يعرف أنّه يصارع من أجل انتزاع القليل من الوقت الإضافي، وهو محكوم بنهاية محتومة.
بعد رسالة ونوس تبدأ عروض المسرحيات المصورة مع «تصطفل ميريل ستريب» المأخوذة عن رواية رشيد الضعيف - عربي وفرنسي وكانت قد قدمت عام 2016. عند الثانية ظهراً تبدأ أمسية شعرية بعنوان جبران الأمس غداً، تليها عند الثالثة والربع كلمة زبيب بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 2018. وعند الرابعة والنصف سيتمكن الجمهور من مشاهدة مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» من تأليف سعد الله ونوس، واقتبستها وأخرجتها نضال الأشقر ووضعتها على الخشبة عام 1996. مسرحية أخرى لونوس قدمتها الأشقر، عام 2000 وسيراها الجمهور عند السابعة مساء مصورة هي «منمنمات تاريخية». ومن ثم مسرحية «3 نسوان طوال» لإدوارد ألبي التي قُدمت في 1999 - 2000. والختام مع مسرحية «قدام باب السفارة الليل كان طويل» كتابة عيسى مخلوف ونضال الأشقر 2008.
وقد احتفل للمرة الأولى باليوم العالمي للمسرح في 26 مارس (آذار) من عام 1962، عندما أطلق موسم «مسرح الأمم» في باريس، ولا تزال الاحتفالية مستمرة إلى اليوم، وتكتسب مزيداً من الزّخم بسبب حرص الكثير من المسارح في العالم، على المشاركة في إحياء هذا اليوم.
لبنان ممثلاً للعرب في «اليوم العالمي للمسرح» بباريس
مايا زبيب: ما زلنا نجتاز الخطوط الحمراء ونتحدى المحظور
لبنان ممثلاً للعرب في «اليوم العالمي للمسرح» بباريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة