25 ألف إسرائيلي يتظاهرون ضد نية الحكومة طرد اللاجئين الأفارقة إلى رواندا

TT

25 ألف إسرائيلي يتظاهرون ضد نية الحكومة طرد اللاجئين الأفارقة إلى رواندا

شارك قرابة 25 ألفاً، في المظاهرة الأسبوعية التي جرت في تل أبيب، الليلة الماضية، ضد طرد طالبي اللجوء من الأفارقة. وقد اعتُبِرت هذه المشاركة الأكبر والأضخم منذ بداية التضامن مع هؤلاء اللاجئين قبل سنتين.
ورفع المتظاهرون شعارات ورددوا هتافات تذكِّر بما فعله النازيون الألمان وحلفاؤهم في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية. وشارَك عدد من اليهود المسنين، الذين يُعتَبَرون من الناجين من المحرقة، فأكدوا على المقارنة بين الحالتين وطالبوا الحكومة الإسرائيلية بأن «لا تنسى يوماً أن اليهود كانوا لاجئين يبحثون عمن يوفر لهم المأوى، وكم كان صعباً عليهم أن يتلقوا الرفض من شعوب أوروبا».
ورفعوا شعارات تقول: «لا للطرد»، و«لن نطرد، لن نميت الغريب واللاجئ».
ويُشار إلى أن حملة طرد اللاجئين كان يُفترض أن تبدأ في مطلع أبريل (نيسان) المقبل، وفقاً لقرار الحكومة، لكن المحكمة الإسرائيلية العليا أمرت بتجميدها، مؤقتاً، إلى أن يتم النظر في الالتماس الذي تم تقديمه ضد الطرد.
وتحدث في المظاهرة مونيم هارون، وهو طالب لجوء من السودان، فذكر أنه نجا من محاولة قتل له ولعائلته من جانب الميليشيات، التي سلحتها الحكومة السودانية. وقال هارون: «أريد أن أسأل حكومة إسرائيل، الشخص الذي فر من العمل القسري في ظل نظام ديكتاتوري - أليس لاجئاً؟ الشخص الذي يتعرض للاضطهاد، فقط بسبب دينه وأصله العرقي - أليس لاجئاً؟ الشخص الذي مارسوا العنف ضده واغتصبوه وعذبوه في دولته - أليس لاجئا؟ الشخص الذي أحرقوا قريته وقتلوا عائلته أمام عينيه أليس لاجئاً؟ الشخص الذي نجا من الإبادة الجماعية - ليس لاجئاً؟ إذن من هو اللاجئ؟».
وتحدثت شولا كيشت، وهي ناشطة اجتماعية ومقيمة في حي نفي شأنان في الجزء الجنوبي من تل أبيب، فطالبت الحكومة والبلدية والمحاكم «بوقف سياسة الطرد والسماح بتقديم طلبات لجوء والعمل على تطوير جنوب تل أبيب».
وكانت هذه المظاهرة قد جرت بتنظيم مشترك من طالبي اللجوء السودانيين والإريتريين أنفسهم، وكذلك مجموعة من سكان جنوب تل أبيب المتضامنين معهم ومنظمات الإغاثة. وأعربت كيشت عن رفضها وزملائها محاولات السلطة الإسرائيلية تأليب سكان جنوب تل أبيب ضد الأفارقة، بدعوى أنهم أدخلوا الجريمة إلى هذا الحي. وقالت إن حي جنوب تل أبيب مُهمَل منذ عشرات السنين، وهذه هي مشكلته وليست مشكلة اللاجئين الأفارقة. وأضافت: «من الممكن الوقوف بجانب السكان المخضرمين في جنوب تل أبيب، وكذلك أولئك الذين يطلبون اللجوء. لن نوافق على التحريض وتأليب مجتمع ضد آخر. طرد الناس إلى مستقبل مجهول لن يحسِّن وضع الأحياء، ولن نسمح بعمل ذلك باسمنا».
وقال المحامي والعامل الاجتماعي أساف رجوان، الذي يضرب عن الطعام منذ 21 يوماً، احتجاجاً على الطرد، إنه «حان الوقت لكي يعرف الجمهور أن هناك بدائل للطرد، وهي توزيع طالبي اللجوء في مختلف أنحاء البلاد، بدلا من إلقائهم في جنوب تل أبيب، الذي تحول إلى الساحة الخلفية للدولة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».