الفوز وحده لا يكفي... الكرة الممتعة مهمة أيضاً

المدربون في الدوري الإنجليزي مطالبون بإرضاء الجماهير... وألاردايس ومورينيو خير الأمثلة

ألاردايس انتشل إيفرتون من الهاوية وما زال الجمهور غاضباً (رويترز) - فوز إيفرتون في آخر مباراتين على ستوك وبرايتون رفع الضغوط عن ألاردايس - مورينيو مطالب بالتخلي عن تكتيكه الدفاعي (أ.ب)
ألاردايس انتشل إيفرتون من الهاوية وما زال الجمهور غاضباً (رويترز) - فوز إيفرتون في آخر مباراتين على ستوك وبرايتون رفع الضغوط عن ألاردايس - مورينيو مطالب بالتخلي عن تكتيكه الدفاعي (أ.ب)
TT

الفوز وحده لا يكفي... الكرة الممتعة مهمة أيضاً

ألاردايس انتشل إيفرتون من الهاوية وما زال الجمهور غاضباً (رويترز) - فوز إيفرتون في آخر مباراتين على ستوك وبرايتون رفع الضغوط عن ألاردايس - مورينيو مطالب بالتخلي عن تكتيكه الدفاعي (أ.ب)
ألاردايس انتشل إيفرتون من الهاوية وما زال الجمهور غاضباً (رويترز) - فوز إيفرتون في آخر مباراتين على ستوك وبرايتون رفع الضغوط عن ألاردايس - مورينيو مطالب بالتخلي عن تكتيكه الدفاعي (أ.ب)

بعد مرور 5 دقائق من مباراة برايتون أمام إيفرتون على ملعب «غوديسون بارك»، معقل إيفرتون، في المرحلة الثلاثين من الدوري الإنجليزي (قبل المرحلة الحادية والثلاثين من المسابقة، التي فاز فيها إيفرتون على ستوك سيتي 2 / 1 خارج أرضه) وبينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي بين الفريقين، ركض مشجع متحمس لنادي إيفرتون نحو المدير الفني للنادي، سام ألاردايس، وقال له بكل غضب وإحباط: «ارحل عن هذا النادي»! رغم أن ألاردايس - من وجهة نظري - قد نجح تماماً في إنجاز المهمة المطلوبة منه، وأعاد الاستقرار لهذا النادي العريق، بعدما كان على وشك السقوط إلى منطقة الهبوط في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد نجح ألاردايس بفضل خبراته الهائلة في إعادة الفريق إلى المسار الصحيح، وتحقيق الفوز في المباريات التي خاضها النادي على ملعبه، بفضل الاعتماد على أسلوب منظم منهجي براغماتي. وساعد النادي على الوصول إلى بر الأمان، في وسط جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ولعل الشيء المؤكد من وجهة نظر ألاردايس الآن يتمثل في أنه قد أنجز مهمته على أكمل وجه، بالنظر إلى ما كان عليه الفريق عندما تولى قيادته، وبالتالي فقد أقنع مجلس إدارة النادي، والجمهور الذي يعشق هذا النادي، بأنه الرجل المناسب لهذا المنصب على المدى الطويل.
لكن من وجهة نظر المشجع الذي هاجم ألاردايس، والتقارير الصحافية هنا، فإن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، نظراً لأن تحقيق نتائج أفضل من سلفك، والفوز في المباريات بغض النظر عن الأداء، لم يعد يكفي، لذا لا تزال هناك حالة من الجدل حول مستقبل المدير الفني الذي يرى كثيرون أنه يحقق نتائج جيدة نسبياً، لكنه لا يقدم أداءً مرضياً. لذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل أصبحنا في عصر ينظر فيه إلى كرة القدم الجميلة الممتعة بنظرة أهمية النتائج نفسها، عندما يتعلق الأمر بتقييم أي مدير فني؟
ألاردايس قال أخيراً إنه يضع أفكاراً بعيدة المدى في الفريق الذي يثق في قدرته على احتلال المركز السابع مع نهاية الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. وقد ساعد ألاردايس، الذي وقع عقداً لمدة 18 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الفريق لكي يبتعد عن منطقة الهبوط، لكن بعض الجماهير لا تزال غير سعيدة بالأداء. ورداً على سؤال، قبل استضافة برايتون، بشأن رغبته في البقاء بعد نهاية الموسم، قال ألاردايس: «بالطبع، هناك أوقات صعبة، وأخرى تحتاج خلالها للتركيز على الهدف الذي تريد تحقيقه».
وأضاف: «من المخيب للآمال للجميع تراجع الفريق إلى ما وصل إليه الآن، عقب المركز المتقدم الذي كنا عليه سابقاً. لقد عدلت عن قرار اعتزالي لأن هناك خطة طويلة المدى في إيفرتون، وكنت سعيداً لكوني جزءاً منها؛ أعرف كل شيء عن النادي، وما يريد تحقيقه». ويعتقد ألاردايس أن بوسع فريقه إنهاء الموسم في المركز السابع، مؤكداً: «يجب أن نحسن نتائجنا، لو أردنا إنهاء الموسم في هذا المركز».
ويعتقد ألاردايس أيضاً أن الجهد الكبير الذي بذله المهاجم جينك طوسون في التدريبات أخيراً ساهم في تأقلمه سريعاً مع متطلبات الدوري الإنجليزي الممتاز. وانتقل الدولي التركي إلى إيفرتون في فترة الانتقالات الشتوية، في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع آمال كبيرة بتسجيل الأهداف، لكنه بدا أنه يعاني بسبب المتطلبات البدنية للمسابقة، ليجلس كبديل. وبدا المهاجم، البالغ عمره 26 عاماً، كلاعب مختلف منذ المعسكر التدريبي لإيفرتون في دبي الشهر الماضي، وسجل 4 أهداف في آخر 3 مباريات بالدوري، منها ثنائية الفوز 2 / 1 على 10 لاعبين من مستضيفه ستوك سيتي. وقال ألاردايس: «ابتعاده عن الضغوط، ومنحه الفرصة للتعرف على اللاعبين، خصوصاً في دبي، والتدريبات المكثفة التي أداها، نجني ثمارها حالياً».
وساهمت ثنائية طوسون في إنهاء إيفرتون (صاحب المركز التاسع) سلسلة متتالية من 5 هزائم خارج ملعبه، ليصل رصيده إلى 40 نقطة. وسيعود الفريق، بعد فترة التوقف الدولية، بمواجهة مانشستر سيتي (المتصدر)، في 31 مارس (آذار) الحالي.
وفي السياق نفسه، انظروا إلى تحليل ما قام به جوزيه مورينيو، عندما حقق مانشستر يونايتد الفوز على نادي ليفربول، في المرحلة الثلاثين من المسابقة، بهدفين مقابل هدف وحيد، حيث رأينا كيف كان المحللون والجمهور يتحدثون عن نتيجة المباراة من جهة، ويحللون طريقة اللعب البراغماتية التي اعتمد عليها المدير الفني البرتغالي لتحقيق الفوز في المباريات من جهة أخرى. وقد أكد مشجعون لمانشستر يونايتد، ولاعبون سابقون، في مناسبات كثيرة أن فوز مانشستر يونايتد بفارق هدف وحيد في كثير من مبارياته ليس شيئاً كافياً، وطالبوا المدير الفني للفريق باللعب بفلسفة هجومية تناسب اسم وعراقة وتاريخ هذا النادي.
إننا نقترب من الوقت الذي لن يتم فيه تقييم أي مدير فني من خلال النتائج التي يحققها فحسب، ولكن من خلال فلسفته وطريقة لعبه، وما إذا كان يقدم كرة قدم ممتعة أم لا. ودعونا نتفق جميعاً على أن نادي مانشستر سيتي قد رفع سقف التوقعات في هذا الإطار، بفضل تحقيقه لنتائج جيدة مع تقديم كرة قدم هجومية ممتعة في الوقت نفسه.
وخلال 18 شهراً من تولي تدريب نادي مانشستر سيتي، رفع المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا سقف المستوى الذي يجب أن تكون عليه الفرق الأخرى حتى تتمكن من المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما رفع مستوى التوقعات المتعلقة بالمديرين الفنيين الذين لم يعد مطلوباً منهم تحقيق نتائج جيدة فحسب، ولكن يتعين عليهم أن يلعبوا بطريقة تقدم المتعة للجمهور الذي يدفع الكثير من الأموال من أجل الحصول على تذاكر المباريات، أو الاشتراك في القنوات التلفزيونية التي تنقل البطولة.
ونتيجة لنجاح غوارديولا في تحقيق الفوز واللعب بطريقة ممتعة في الوقت نفسه، أصبح مطلوباً من مورينيو وألاردايس وغيرهما من المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي الممتاز القيام بالشيء نفسه. ورغم أن مورينيو وألاردايس يمتلكان سجلاً حافلاً في عالم التدريب، وأنا شخصياً معجب للغاية بما يقدمانه، خصوصاً بطريقتهما البراغماتية التي تمكنهما من تحقيق الفوز رغم الكثير من الصعوبات، فإن ما يقدمه غوارديولا، والمدير الفني لتوتنهام هوتسبير، ماوريسيو بوكيتينو، أظهر بما لا يدع مجالاً للشك أنه يمكنك أن تلعب بطريقة هجومية وتقدم المتعة للجمهور وتحقق الفوز في الوقت نفسه.
إنني أتفهم تماماً وجهة النظر التي ترى أن هدف أي مدير فني هو تحقيق الفوز في أكبر عدد ممكن من المباريات، في الوقت الذي تأتي فيه طريقة اللعب وفلسفة الفريق في المرتبة الثانية، لكن في ظل الأموال الطائلة التي يحصل عليها الدوري الإنجليزي الممتاز، والأجور العالية التي يحصل عليها اللاعبون، والمقابل المادي الكبير الذي يدفعه الجمهور لحضور المباريات، بات لزاماً علينا أن نطرح هذا السؤال الآن: هل من المنطقي أن يطلب الجمهور مشاهدة كرة قدم ممتعة ومثيرة في كل مباراة؟
في الحقيقة، أصبح هذا هو التوازن الذي يتعين على المديرين الفنيين أن يحافظوا عليه، على الرغم من الضغوط الهائلة التي يواجهونها لكي يظلوا في مناصبهم. لقد أصبح المديرون الفنيون مطالبين باللعب بطريقة ترضي الجمهور، وتحمل الضغوط الإعلامية الهائلة التي يواجهها كل من يعمل في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأعتقد أن هذه الضغوط الجديدة من شأنها أن ترفع المستوى الفني للمباريات، لتلبية احتياجات الجمهور الذي لا يريد أن يرى كرة قدم مملة تعتمد على الناحية الدفاعية في المقام الأول، وإرسال الكرات الطولية، والاعتماد على الكرات الثابتة.
وسواء أكان ذلك عدلاً أم ظلماً، يجب أن نعترف بأننا لم نعد نقيم المديرين الفنيين بناء على النتائج فحسب، ولكن بناء على طريقة اللعب والأسلوب، وما إذا كانوا يقدمون كرة قدم ممتعة مثيرة أم لا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».