القضاء المصري يوقف «أوبر» و«كريم»

الحكم يثير جدلاً بين مؤيدي الخدمة وسائقي التاكسي المعارضين

احتجاجات سابقة لسائقي التاكسي ضد شركتي «أوبر} و{كريم»
احتجاجات سابقة لسائقي التاكسي ضد شركتي «أوبر} و{كريم»
TT

القضاء المصري يوقف «أوبر» و«كريم»

احتجاجات سابقة لسائقي التاكسي ضد شركتي «أوبر} و{كريم»
احتجاجات سابقة لسائقي التاكسي ضد شركتي «أوبر} و{كريم»

أصدرت محكمة مصرية أمس، حكماً قضائياً بوقف نشاط شركتي «أوبر» و«كريم»، ومثيلاتهما لتشغيل السيارات، وفقاً لنظام «الأبليكشن» أو غيرها من التطبيقات الإلكترونية التي تستخدم نظام التتبع GPS، وكانت محكمة القضاء الإداري قد تلقت دعاوى قضائية من عدد من سائقي التاكسي في مصر، يتضررون من عمل شركات أوبر وكريم بالمخالفة لقانون المرور. وأثار الحكم جدلاً كبيراً بين مؤيدي وقف نشاط الشركتين من جانب، والمعارضين الذين يطالبون بتقنين أوضاعهما واستمرار عملهما، خصوصاً بعد التعود على هذه الخدمة.
واستجابت المحكمة في جلستها أمس، وألزمت كلا من رئيس مجلس الوزراء، ووزراء المالية والداخلية والنقل والمواصلات، بوقف نشاط الشركتين.
يذكر أن الدعوى القضائية حملت رقم 33744 لسنة 71 قضائية.
وقال مصدران قضائيان لوكالة «رويترز»، إن محكمة القضاء الإداري أحالت الدعوى لهيئة المفوضين بالمحكمة لدراسة القضية وإصدار تقرير بشأنها، ومن ثم نظر موضوع الدعوى أمام المحكمة نفسها التي أصدرت حكم أمس.
وأضاف المصدران أنّ قرار المحكمة الصادر أمس، واجب النفاذ على الفور، لكن يحق للحكومة أو أي من الشركتين الطعن عليه أمام المحكمة الإدارية العليا خلال 60 يوما.
وصرح المحامي خالد الجمال، مقيم الدعوى بالنيابة عن 42 من سائقي سيارات الأجرة التقليدية، قائلا: «حكم المحكمة أمس شبه حاسم للنزاع».
وأشار إلى أن الدعوى، المرفوعة منذ أبريل (نيسان) 2017، تستند إلى مخالفة الشركتين لقانون المرور إذ تعتمدان على استخدام السيارات الملاكي (الخاصة) سيارات أجرة، وينص القانون على عدم جواز استخدام السيارة في غير الغرض المرخصة له.
ومن جانبها صرحت شركة «كريم»، منافس الشرق الأوسط لشركة أوبر تكنولوجيز، أمس، أنّها لم تتلق طلباً رسمياً بوقف عملياتها في مصر وستواصل العمل هناك كالمعتاد.
وقال مصدر مطّلع، إنّ أوبر تكنولوجيز تنوي الطعن على أي قرار محكمة بتعليق تراخيصها في مصر، مشيراً إلى أنّ أوبر لم تتلق إخطاراً رسمياً بحكم المحكمة، لكنّ الشركة ستطعن على أي تعليق لعملها بما يكفل استمرار النشاط كالمعتاد.
جدير بالذكر أنّ سائقي التاكسي الأبيض في مصر قد نظّموا عدداً من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بوقف خدمات شركتي «أوبر، وكريم» العاملة في مجال توصيل الركاب عبر تطبيقات على الهواتف الذكية.
من جهته، قال علاء محمد، رئيس رابطة سائقي التاكسي الأبيض بالقاهرة، وأحد مقيمي الدعوى القضائية ضد الشركتين لـ«الشرق الأوسط»: «الحكم بمثابة طوق نجاة لمئات السائقين في القاهرة، بعد تعثر كثير منهم في سداد أقساط مستحقة لدى البنوك». وانتقد محمد شركتي «أوبر وكريم» بسبب قيامهما بعمل دعاية سلبية ضدهما في الإعلانات التلفزيونية، بعدما أظهروا سائق التاكسي بأنّه متحرش وغير مستقيم، مما أثر على دخلنا بشكل عام. حسب وصفه.
وأضاف رئيس الرابطة أنّ الوقفات الاحتجاجية التي قاموا بها كانت تقضى بتطبيق القانون الذي ينصّ على مخالفة عمل سيارات الملاكي في النشاط التجاري، مؤكداً أنّ هذه الاحتجاجات قد تكرّرت في عدة دول أوروبية ضد الشركتين من بينها فرنسا.
في السياق نفسه، قال المحامي طارق نجيدة، إن «حكم محكمة القضاء الإداري الصادر بوقف ترخيص ونشاط شركتي أوبر وكريم، ووقف الخدمات التي تسهل عملهما بمصر، نهائي، وواجب النفاذ. وأضاف أنّ الحكم يجوز الطعن عليه أمام المحكمة الإدارية العليا، دائرة فحص الطعون، بصفته المستعجلة، بعدما يتقدم الطاعنون به لوقف التنفيذ، موضحا أن الطاعنين اللذين لهما الحق في ذلك هما ممثلا شركتي (أوبر وكريم)».
من جانبه، قال عمرو إبراهيم العطار، أحد مقيمي الدعوى القضائية ضد الشركة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار المحكمة منصف، ومعبر عن الواقع، والقانون». ووصف العطار المنافسة بين سائقي التاكسي في مدينتي القاهرة والإسكندرية بأنها غير عادلة، لأنّها تعكس الفرق بين سيارات الأجرة ذات اللون المعروف، والسيارات الملاكي غير المعروفة، التي تتميز عنا بأنها تعطي للزبون وجاهة اجتماعية يفضلها، وهذه الوجاهة خدمة إضافية ليست موجودة لدينا، بجانب التطبيق التكنولوجي الذي يسهل على المواطنين الحصول على الخدمة في أي وقت، وأي مكان عكس تعقيدات سائقي التاكسي في بعض الأحيان.
إلى ذلك، قال محمد إمام، موظف بشركة حكومية لـ«الشرق الأوسط»: «اعتدت في الشهور الأخيرة استخدام سيارات أوبر وكريم في تنقلاتي وتنقلات زوجتي وأبنائي، لأنّها وسيلة انتقال آمنة وجيدة، إذ أستطيع الاطمئنان على أفراد عائلتي أثناء تنقلهم داخل أروقة العاصمة المصرية الكبيرة، من خلال إرسال الشركة لخط سيرهم على تطبيق (الواتس آب) الخاص بي، هذا بالإضافة إلى ما تتميّز به سيارات الشركتين فهي حديثة ومكيفة عكس سيارات التاكسي الأخرى التي يعمل معظمها بالغاز الطبيعي وغير مكيفة وسائقوها لا يتمتعون بميزة كيفية معاملة الزبائن بطريقة حسنة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.