«التعاون الإسلامي» تريد تكثيف التعاون مع المجتمع الدولي لمعالجة خطر التطرف والإرهاب

انخفاض موجة معاداة المسلمين في أميركا

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي خلال كلمته في جدة أمس («الشرق الأوسط»)
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي خلال كلمته في جدة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

«التعاون الإسلامي» تريد تكثيف التعاون مع المجتمع الدولي لمعالجة خطر التطرف والإرهاب

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي خلال كلمته في جدة أمس («الشرق الأوسط»)
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي خلال كلمته في جدة أمس («الشرق الأوسط»)

أكد الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن المنظمة تسعى إلى تكثيف التعاون مع المجموعة الدولية لبلورة معالجة شاملة لخطر التطرف والإرهاب، مع الأخذ في الاعتبار الأبعاد الأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وأضاف العثيمين أن المنظمة تحرص على مواجهة الأفكار المغلوطة والمغرضة عن الإسلام من خلال مبادراتها لرصد الإسلاموفوبيا والتصدي لها عبر مرصد الإسلاموفوبيا في الأمانة العامة، واستراتيجية إعلامية لمواجهة هذه الظاهرة.
وأوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمته بمقر الأمانة العامة في جدة أمس خلال الاجتماع التحضيري للدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة المزمع عقدها في العاصمة البنغلاديشية داكا خلال يومي 5 و6 مايو (أيار) 2018، أن المنظمة تبذل جهوداً حثيثة في سبيل ترسيخ قيم الحوار والتواصل والتعايش وتعظيم المشتركات الإنسانية، مستشهداً بلقائه الأخير بقداسة البابا فرانسيس الأول في الفاتيكان، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وسلط الضوء على الجهود التي تبذلها المنظمة تجاه قضية فلسطين والقدس الشريف في ظل استمرار تصاعد وتيرة الاستيطان الاستعماري والاعتداءات على الأماكن المقدسة. مؤكداً حرص المنظمة على إيجاد حل لقضية الروهينغيا المسلمة، والأقليات المسلمة في الفلبين وتايلاند وأفريقيا الوسطى وسريلانكا وأوروبا.
وأبرز العثيمين الجهود التي تبذلها المنظمة لمعالجة القضايا في بعض الدول الأعضاء، خصوصاً في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومالي والصومال وأفغانستان، إضافة إلى كشمير وإقليم ناغورنو كراباخ في أذربيجان.
إلى ذلك، ذكرت مها عقيل، مديرة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي، لـ«الشرق الأوسط»، أن موجة العداوة ضد المسلمين شهدت انخفاضا في أميركا بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية وحضوره القمة الإسلامية - الأميركية في الرياض التي غير ترمب لهجته ونظرته للعالم الإسلامي على إثرها، مشيرة إلى أن المظاهرات العنصرية ضد المسلمين واجهتها مظاهرات أكبر تدافع عن المسلمين وتدعو إلى التعايش السلمي ونبذ الكراهية.
وقالت عقيل: «في أوروبا زادت وتيرة العداء ضد المسلمين منذ 2015 خصوصاً بعد أزمة اللاجئين، ونلاحظ ارتفاعاً في مستوى الإسلاموفوبيا في مجال التعليم والعمل والإعلام والسياسة والقضاء في أوروبا، كما أننا نلاحظ تزايداً في أعمال العنف ضد المسلمين في دول لا يوجد فيها عدد كبير من المسلمين مثل بعض دول وسط أوروبا، وللأسف تزايد مشاعر الشعبوية والإسلاموفوبيا يأتي في المقام الأول بسبب الربط بشكل خاطئ بين المسلمين والإرهاب».
وتطرقت إلى أن حدة الكلام عن خطر اللاجئين والمهاجرين على الحضارة والثقافة المسيحية في أوروبا استمرت في المناقشات السياسية عام 2017، وبعض الحكومات الأوروبية والأحزاب اليمينية عبّرت صراحة عن رأيها ضد المسلمين في الانتخابات الأخيرة بهولندا وفرنسا وألمانيا والنمسا والتشيك وبولندا ومؤخراً بإيطاليا، إذ كان موضوع الهجرة قضية أساسية في الحملات الانتخابية، ما أشعل مشاعر الخوف والكراهية، إضافة إلى ما تشهده الأقلية المسلمة في دول أخرى من اعتداءات وقتل وحرق للممتلكات والتهجير مثل ما يحصل في ميانمار وسريلانكا.
وعن الاستراتيجية الإعلامية للمنظمة للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وآليات تنفيذها، بينت عقيل أن المنظمة اعتمدت استراتيجية في مؤتمر وزراء الإعلام الحادي عشر الذي انعقد بجدة في ديسمبر (كانون الأول) 2016، تركز على أهداف وبرامج على المدى القصير والمتوسط والطويل، وتضم آليات لتنفيذها تشمل حملات إعلامية، وإنتاج أفلام وبرامج ومطبوعات، والقيام بنشاطات، والتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث والمجتمع المدني وغيرها من المشاريع.
على صعيد آخر، يناقش اجتماع كبار الموظفين التحضيري على مدى ثلاثة أيام، قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، مكافحة الإرهاب الدولي، الإسلاموفوبيا وتشويه صورة الأديان، ووضع الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء، وبرنامج العمل العشري حتى 2025، والشؤون الإنسانية، وشؤون الإعلام. ومن المقرر أن يتم في ختام الاجتماع اعتماد التقرير ومشاريع القرارات تمهيداً لرفعها لمجلس وزراء الخارجية في داكا.



مواقف سعودية راسخة لدعم القضية الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
TT

مواقف سعودية راسخة لدعم القضية الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)

تواصل السعودية مساعيها الداعمة للقضية الفلسطينية، وتتخذ مواقف ثابتة وراسخة في مختلف المحافل الدولية للدفاع عنها، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، وذلك من خلال اضطلاعها بدورها التاريخي والريادي في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، انطلاقاً من مكانتها الدولية وثقلها العربي والإسلامي.

وترأس نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وفد المملكة المشارك في القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة، الثلاثاء؛ لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والجهود العربية المشتركة حيالها.

ورحّب لقاء أخوي تشاوري جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، الشهر الماضي في الرياض، بعقد هذه القمة العربية الطارئة، وجرى خلاله تبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خصوصاً الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.

صورة من اللقاء الأخوي نشرها بدر العساكر على حسابه في منصة «إكس»

وأشاد الشيخ مشعل الأحمد، أمير دولة الكويت، في برقية بعثها للأمير محمد بن سلمان، عقب اللقاء، بما تبذله السعودية من جهود حثيثة أكدت المكانة الرفيعة التي تتبوأها، والدور البارز الذي تؤديه على المستويين الإقليمي والدولي، «في ظل التحديات العصيبة التي تعصف بمنطقتنا، لا سيما القضية الفلسطينية، وما يعانيه الشعب الفلسطيني»، متطلعاً إلى توحيد وجهات النظر حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، «بما يضمن مستقبلاً أفضل لدولنا، ويحقق أمن وتطلعات شعوبنا».

ونوّه مراقبون بأن مواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة لا تتبدل، ولا تقبل المساومة، ولا تخضع لأي مُزايدات سياسية، موضحين أنها تتمثل في عدم إمكانية تحقيق سلام عادل وشامل أو إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون مسار والتزام واضحين بإقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما أكده المسؤولون السعوديون في مختلف المحافل، والبيانات الصادرة عن المملكة.

وأكدت السعودية مراراً أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، مشددة على أنه لا يمكن لمجلس الأمن الدولي التنصل من مسؤولياته تحت أي ذريعة، داعية إياه لاتخاذ قرارات شجاعة تكفل تلبية الاستحقاقات التي حُرم منها الشعب الفلسطيني.

القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض نوفمبر 2024 (واس)

وأصرّت في بيان لوزارة خارجيتها الشهر الماضي على أن الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليس دخيلاً عليها أو مهاجراً إليها يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، مؤكدةً أن حقه سيبقى راسخاً، ولا يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي عبر حل الدولتين.

وأشار المراقبون إلى أن قرارات القمة العربية والإسلامية التي أُقيمت في الرياض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ومنها رفض تهجير الفلسطينيين، تُشكِّل أساساً ومرجعاً للموقف العربي من التصريحات الأميركية والإسرائيلية بشأن تهجير سكان غزة، وضم الضفة الغربية لإسرائيل، ووضع القطاع تحت إدارة السلطة الأميركية.

وأعلنت السعودية باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين في سبتمبر (أيلول) الماضي، عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك خلال اجتماع وزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في خطوة عدَّها مراقبون مؤشراً لإعادة المصداقية للعمل متعدد الأطراف، ودليلاً على الرغبة الجادة في إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.

الأمير فيصل بن فرحان لدى إعلانه عن «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» (الخارجية السعودية)

واستضافت الرياض أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول اجتماعات التحالف، بمشاركة نحو 90 دولة ومنظمة دولية، وأكد خلاله الأمير فيصل بن فرحان أهمية تكثيف الجهود الدولية لإنقاذ حل الدولتين، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، مشدداً على التزام السعودية والشركاء الإقليميين بتحقيق السلام، عبر خطوات عملية وجداول زمنية محدّدة تهدف لإنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

وكانت السعودية قد سارعت منذ بدء أزمة غزة بتقديم مساعدات وإمدادات إنسانية عاجلة للمتضررين عبر جسرين، جوي وبحري، وأطلقت حملة تبرعات شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في القطاع؛ حيث تجاوز إجمالي قيمة تبرعاتها 707 ملايين ريال، كما قدّمت دعماً مالياً شهرياً للإسهام في معالجة الوضع الإنساني بغزة ومحيطها.

وأدانت السعودية مراراً القصف الإسرائيلي لمناطق في سوريا، وانتهاكات دولة الاحتلال المتكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة، مشددةً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف تصرفات إسرائيل المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، ومنع اتساع رقعة الصراع.

القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض نوفمبر 2024 (واس)

وأكدت وقوفها إلى جانب لبنان وشعبه، ودعمه لتجاوز أزماته، معبِّرة عن ثقتها بقدرة الرئيس جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، على الشروع في تنفيذ اللازم لدعم أمنه واستقراره ووحدته، والحفاظ على مؤسسات الدولة ومكتسباتها، بما يُعزز ثقة شركاء لبنان، ويعيد مكانته الطبيعية، وعلاقته بمحيطيه العربي والدولي.

وتواصل السعودية بذل جهود حثيثة لمعالجة أزمة السودان، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستعادة الاستقرار فيه، تمهيداً لمستقبل سياسي يضمن أمنه واستقراره ووحدته وسيادته، ويوقف التدخلات الخارجية، مع استمرار جهودها في تقديم الاستجابة الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.